الباحثة الجزائرية شادية شقروش: “الرواية الخليجية شكلت ظاهرة جديرة بالتأمُّل والاهتمام النقدي”

ترى الباحثة الجزائرية شادية شقروش، أن الرواية في دول الخليج العربي تستحق الكثير من الأبحاث والدراسات، وتركيز عليها نقديا لاكتشاف عوالمها، ومحاورة جمالياتها، والغوص في مضامينها، وإبراز خصائص أبنيتها السردية، وإماطة اللثام عن مختلف الرؤى والهواجس التي تجسدها.

تناولت الباحثة في محاضرة قدمتها خلال مشاركتها في أشغال المؤتمر الدولي الافتراضي “الرواية العربية الحديثة.. رؤية شاملة”، الذي نظّمه مركز الدراسات العربية والأفريقية بجامعة جواهر لال نهرو بنيودلهي، بالتعاون مع المنظمة العالمية للإبداع من أجل السلام بلندن (بريطانيا)، وأكاديمية التميُّز بالهند، بعنوان “الرواية العربية في بلاد الخليج العربي”، ظروف نشأة الرواية في الأدب العربي المعاصر، وتحوُّلها إلى أحد أهمّ الأجناس الأدبيّة وأكثرها إقبالا من الكتاب والقراء والناشرين.

وأكدت الباحثة أن المنجز الروائي الخليجي شكل ظاهرة جديرة بالتأمُّل لكونه ينتمي إلى رقعة جغرافية لها مميّزاتُها وخصوصياتُها، مضيفة بأن الرواية الخليجية مرت بمراحل مختلفة، من نشأتها إلى تطُورها، وهي مراحل يمكن أن توفر قدرا من الفهم لطبيعة التطور الفني المنجز في كلّ مرحلة.

والرواية في دول الخليج العربي تضيف الباحثة لا تزال تستحق الكثير من الأبحاث والدراسات، وذلك كونها لاحقة للشعر الذي كان مهيمنا على مختلف الآداب الأخرى في الخليج. لذا تستحق الرواية الخليجية تركيزا نقديا لاكتشاف عوالمها، ومحاورة جمالياتها، والغوص في مضامينها، وإبراز خصائص أبنيتها السردية، وإماطة اللثام عن مختلف الرؤى والهواجس التي تجسدها، وتأتي أهمية الرواية حسبها لكونها باتت تمثل كتاب الحياة المفتوح، فيها ينعكس التاريخ القديم، كما ينعكس الحاضر بأفراحه وأتراحه ومشكلاته وتطلعاته، وهي بطبيعتها الفنية، تستوعب الواقع وتُعيد إنتاجه في شكل تخييلي مقنع ومؤثر.

وتوقفت الباحثة في محاضرتها، عند تجارب روائية في سلطنة عمان والسعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين. وحللت الباحثة الأبعاد الثقافية في الروايات الخليجية وخصائصها الفنية والموضوعية، وملامح تطورها في كل دولة من هذه الدول على حدة، ورغم أنها لم تتعمق كثيرا في تفكيك المتن السردي للروايات نظرا إلى أن الأمر يتجاوز حدود محاضرة واحدة، إلا أنها قدمت رصدا موضوعيا للحركة الروائية في البلدان التي تناولتها بالبحث مبرزة خصوصية الرواية العربية فيها، التي تختلف عن نظيراتها في بلدان المغرب العربي أو في مصر والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين غيرها من الأقطار العربية التي رسخت لها مكانة بارزة في خارطة الرواية.

كما أبرزت الباحثة من خلال محاضرتها أهم سمات الرواية الخليجية وخصصت قسما منها للرواية العمانية، كما خصصت قسما أخر للرواية العمانية، التي تشهد في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا على المستوى العربي والعالمي، والتي لم تنل حظها من النقد مقارنة بالرواية في بلدان خليجية أخرى ربما لتأخرها زمنيا عنها.

للإشارة، عرف المؤتمر تقديم عدة محاضرات منها “الرواية العربية المصرية وتجسيد الهوية الوطنية” للباحثة نهلة صبري الصعيدي،”الرواية العربية المعاصرة بين المحلية والعالمية” لفيصل حصيد، “أهمية الرواية كصنف أدبي” للباحث سيمين حسن.

نسرين أحمد زواوي

Exit mobile version