الأخيرةثقافة وفنفي الواجهة

التأكيد على أهمية التكوين للنهوض بالفن الرابع بالجزائر

خلال الندوة الوطنية حول المسرح

  • ضرورة إنشاء مركز للأرشيف والتوثيق للمسرح الجزائري
  • دعوة إلى تعديل دفتر شروط المهرجانات

شهدت الندوة الوطنية حول المسرح، التي احتضنها قصر الثقافة مفدي مؤخرا، تقديم العديد من المقترحات من شأنها النهوض بالمسرح في الجزائر، تصب معظمها في مجال التكوين الذي يبقى حسب المشاركين اللبنة الأساسية في تقديم مسرح مبني على أسس علمية وثقافية.

من أهم المقترحات حسب ما كشفه بيان للجهة المنظمة،  التكوين المسرحي حيث يعتبر التكوين في المجال الفني لا سيما المسرحي حسبهم لبنة أساسية في بناء المسرح الذي نريد والقائم بلا شك على طاقات فنية ومواهب متعددة بحاجة إلى توجيه وتكوين يضعها على المحك في صناعة الواقع المسرحي من خلال تطوير الصنعة المسرحية بمستوياتها وتخصصاتها المختلفة بحرفية عالية تضمن الارتقاء بالمسرح الجزائري، وما خلصت له اللجنة في هذا الإطار هو تفعيل مديرية التكوين بوضع أرضية وطنية تختص بمجالات التكوين المسرحي من خلال تحديد ضوابط هذه العملية وهيكلتها بطريقة ممنهجة، مع ضرورة إعادة فتح ملحقات معهد برج الكيفان المغلقة وكذا فتح أخرى بالمدن التي استحدثت فيها مسارح، واعتماد فكرة التكوين المتواصل من خلال خلق مدارس على مستوى المسارح الجهوية ودعمها على غرار تجربة قسنطينة مسرح قسنطينة ومسرح بشار، بالإضافة إلى إنشاء بطاقية وطنية للمكونين والمؤطرين في المجال المسرحي معتمدة من وزارة الثقافة والفنون تضبط المكونِين والمكوَنِين واختصاصات التكوين، مع ضبط وتوضيح البند الخاص بالتكوين التدرجي في دفتر الشروط وتحويله الى مورد مالي يدخل في ميزانية مؤسسة المسرح، وتكوين ورسكلة الإطارات الفنية والتقنية بالمسارح الجهوية في الداخل والخارج ، كما اقترح المشاركون بضرورة إدراج المسرح بوصفه مادة تعليمية في الأطوار الثلاثة، وإعادة النظر في الشهادات التي تمنح للمتربصين بعد استيفاء التربصات التكوينية وتقترح اللجنة أن توحد شهادة التكوين الممنوحة بصيغة شهادة مشاركة لا أكثر، مع ضبط رزنامة التكوين لكل مسرح على حدى مع التأكيد على ضرورة اعتماد فترة طويلة لهذه العملية مع استمراريتها، مع ضرورة فتح تخصيص معهد برج الكيفان الفنون المسرحية، وبعث التخصصات التي توقفت، وإدراج تخصصات جديدة استجابة لروح العصر، إلى جانب فتح المجال للتكوين في مهن العرض (مع تحديد قائمة بها) من خلال  إنشاء دبلوم وطني في التكوين والتعليم المهنيين مدته ثلاث سنوات، وفتح مراكز جهوية للفنون الدرامية لخلق فرص أكثر للتكوين المتخصص، مع إعطاء دفع لسبل التعاون والتبادل الوطني والدولي في مجال التكوين المسرحي، وإعطاء أهمية قصوى للتكوين في مجال مسرح الطفل والحد من التكوين العشوائي غير المقنن.

أما فيما يتعلق بتوصيات ورشة  الخاصة بالتعاون والتبادل المسرحي نذكر منها إعادة بعث التبادل الثقافي بين المسارح الجهوية، وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين وزارة الثقافة والفنون ووزارة التربية الوطنية بخصوص توزيع العروض المسرحية بالمؤسسات التربوية والترويج على هامشها لبكالوريا فن، وإعادة  تفعيل الاتفاقيات المبرمة مع وزارة العدل لا سيما إدارة السجون في مجالات التكوين وإنتاج وتوزيع العروض على غرار تجربة مسرح سعيدة، إلى جانب إعطاء الأولوية في مجال التوزيع المسرحي للولايات التي ليس بها مسارح جهوية لا سيما المناطق الجنوبية، مع ضرورة التنسيق مع مديريات الثقافة بتنظيم قوافل مسرحيه إلى المناطق المحرومة ومناطق الظل، وتوحيد الاتفاقيات الجماعية داخل المؤسسات المسرحية، إلى جانب صياغة نظام خاص بطبيعة كل مؤسسة من خلال الأخذ بعين الاعتبار طاقة الاستعاب وتاريخ المؤسسة وعدد العمال، وتفعيل دور المدير الفني في اختيار المشاريع وتسطير البرامج ضرورة متابعه المتابعة المتأنية لما تم تسطيره، مع الالتزام بالارتقاء بالمحتوى الفني والجمالي بما يخدم الإبداع والقيم الانسانيه والثوابت الوطنيه وهوية المجتمع الجزائري وتفعيل  فكره مشروع المؤسسة مع إعطاء الأولوية في إدارة المؤسسات لحملة المشاريع، إلى جانب توحيد الاتفاقية الجماعية داخل المؤسسات المسرحية وصياغة نظام خاص بطبيعة كل مؤسسة من خلال طاقة الاستيعاب ، تاريخ المؤسسة عدد العمال، مع تفعيل دور المدير الفني في اختيار المشاريع وتسطير البرامج و ضرورة متابعة ذلك، بالإضافة إلى الالتزام بالارتقاء بالمحتوى الفني و الجمالي بما يخدم الإبداع و القيم و ثوابت المجتمع الجزائري و القيم الإنسانية لتفعيل فكرة مشروع المؤسسة أي الأولوية في إدارة المؤسسات لحملة المشاريع.

…ضرورة إنشاء مركز للأرشيف والتوثيق للمسرح الجزائري

وفي ورشة “الأرشيف المسرحي الجزائري”، اقترح المشاركون ضرورة إنشاء مركز للأرشيف والتوثيق للمسرح الجزائري، مع إمكانية توسيعه على الفنون الحية الأخرى، ولفتوا إلى أهمية الحصول على نسخ من الأرشيف السمعي البصري للأعمال المسرحية المؤرشفة لدى المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري على اعتبار أنها مصدر أساسي، ووضعها في متناول المؤسسات المعنية بالحركة المسرحية (الباحثين، الجامعات، المسارح الجهوية والمهتمين…). وأوصوا بتكوين تقنيين في الخصوص (الأرشفة والتوثيق)، ببعث ورشات تكوينية خاصة ومكثفة تمكنهم من العمل بطريقة صحيحة ومنهجية، وتخصيص ميزانية تصب لكل المسارح تغطي نفقات هذه عملية، وذلك لتوفير التجهيزات والبرامج المرتبطة بالعملية، وكذا وسائل التخزين المادة، مع دعوة الفنانين وعائلاتهم الذين يمتلكون رصيدا أرشيفيا لتسليمها إلى المسارح.

…دعوة إلى تعديل دفتر شروط المهرجانات

بخصوص ورشة المهرجانات والمشاركات الخارجية، فقد أوصت اللجنة المكلفة بها، بمراجعة تواريخ ورزنامة المهرجانات داخل قطاع الثقافة والتنسيق مع القطاعات الأخرى، والحفاظ على الديناميكية المسرحية المستدامة بالحفاظ على إقامة دورية للمهرجان المنظم سابقا، مع إشراك الجماعات المحلية والمجتمع المدني والتسهيل لعمليات المساهمة والتنسيق بين محافظة المهرجان والهيئات الأخرى، والأكثر من ذلك ربطها (المهرجانات الدولية) بأهداف الدولة وتوجهاتها في جميع القطاعات، السياسية، الاقتصادية والإيديولوجية، وذلك بالتواصل مع وزارة الخارجية وإشراكها كفاعل اقتصادي ومعنوي في المساهمة المادية وكراعي للمهرجانات الدولية داخل الوطن، بالإضافة إلى خلق صندوق مادي خاص تستفيد منه الفرق المسرحية في المشاركات الخارجية، وتعديل دفتر شروط المهرجانات وخاصة الشطر الخاص بالمستحقات المالية وتخص هذه النقطة: المحافظ، مؤطر الورشات، لجنة التحكيم وغيرها، وضبط الورشات التكوينية المرافقة للمهرجانات بمراعاة كفاءة المؤطر (صاحب شهادة عليا أو خبرة مكرسة في التخصص) مع العودة الى مديرية ترقية الفنون وتطويرها للتأشير عليها.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى