الخبير الأمني أحمد ميزاب: التقرير الأمريكي أنصف المقاربة الجزائرية الأمنية في محاربة الإرهاب

اعتبر الخبير الأمني أحمد ميزاب أن التقرير الأمريكي  الذي أكد أن الجزائر هزمت الإرهاب بفضل العمل الأمني الاستباقي  أنصف المقاربة الأمنية المعتمدة من السلطات الجزائرية ما جعلت بلادنا نموذجا يقتدى به .

وقال أحمد ميزاب في تسجيل للقناة الإذاعية الأولى “التقرير أبرز أن الجزائر تشكل معادلة فريدة في المنطقة في إطار الحرب على الإرهاب وأخذ على سبيل المثال وليس الحصر عنصرين أساسيين والذين  شكلا عناصر انتصار الجزائر على هذه الظاهرة من خلال التوظيف الأمثل للمعلومة الأمنية والخطط الأمنية الاستباقية”.

وأوضح الخبير أن  الجزائر تمكنت من خلق بيئة رافضة لأي وجود إرهابي حيث وصل الوعي الاجتماعي في اطار محاربة الظاهرة الارهابية  إلى مستوى كبير من اليقظة وتحولت بموجبه الجزائر إلى القاطرة  وكذلك الفاعل الرئيسي في المنطقة بل مصدر للأمن والاستقرار في مجال الحرب على الإرهاب”.

وكان تقرير لمعهد “أمريكان إنتربرايز”، مكون من 22 والمرفق بجداول وبيانات توضيحية لانتشار الجماعات الإرهابية في القارة السمراء شدد الاثنين، على أنّ الجزائر تمكنت من منع التهديد الإرهابي وأحبطت مخططات مختلف التنظيمات الإرهابية التي حاولت أن تجد موطئ قدم لها في البلاد، وذلك بفضل العمل الأمني الاستباقي والرفض الشعبي الواسع للفكر المتطرف.

وحاول التقرير المكون من 22 صفحة والمرفق بجداول وبيانات توضيحية لانتشار الجماعات الإرهابية في القارة السمراء أن يسلط الضوء على نشاط ما أطلق عليه “السلفية الجهادية”, مؤكدا أنه رغم الخطر الداهم لتوسع حركة الإرهابيين في المنطقة إلا أن “دول إفريقية، على غرار الجزائر، نجحت في احتواء تهديد الجماعات الإرهابية التي لا تزال تشكل مصدر خطر عند جيرانها”.

وأكد التقرير أن الجزائر كانت قد “واجهت عنفا إرهابيا كبيرا, لكنها تمكنت من مكافحة هذا التهديد إلى حد كبير”، حيث عاد التقرير للتذكير ببداية انتشار النشاط الإرهابي في الجزائر والذي كان يشكل “جزءا كبيرا من التهديد الإرهابي في شمال وغرب إفريقيا من خلال تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيمات أخرى سبقته والتي تشكلت في تسعينيات القرن الماضي واستمرت حتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين”.

وأوضحت الوثيقة التي تعتبر اعترافا بالنتائج المحققة من طرف الجزائر في مكافحة الارهاب أن “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي شن عدة اعتداءات إرهابية كبيرة في الجزائر في التسعينيات وبداية الألفية, لكن هذه الهجمات تراجعت على مدار السنوات العشر الأخيرة”.  ونقل التقرير بهذا الصدد اعترافات للقائد السابق للتنظيم الذي كشف سنة 2017 بأنه “فقد الدعم والقدرة في الجزائر”.

واعتبر التقرير أن عدة عوامل أدت إلى هذا التراجع, بما في ذلك “تحسين القدرات العسكرية الجزائرية وتعزيز التعاون العسكري مع دول المنطقة”، من جهة,وكذا تحسن الأوضاع الاجتماعية من جهة أخرى، نظرا لأن “الحالة الاجتماعية غير المستقرة انذاك كانت من أسباب انتشار الفكر المتطرف”.

وقال التقرير أن “تنظيم الدولة الإسلامية فشل أيضا في ترسيخ وجود دائم له في الجزائر, على الرغم من أنه بدا مهيأ لكسب موطئ قدم في البلاد, مبرزا أن هذا التنظيم “فشل في كسب عدد كبير من الأتباع, نظرا للوعي الذي انتشر بين الجزائريين من خلال تجاربهم السابقة” وهو بمثابة نهاية للفكر الارهابي الاسلاموي لدى الشباب الجزائري.

وأشار نفس المصدر إلى أن “الخلايا الإرهابية وقادتها بقوا ملاحقين في بعض المعاقل لعدة سنوات، لكنهم انهاروا في النهاية تحت وطأة الرد العسكري الجزائري الاستباقي والقاسي, حيث منعت الجهود الأمنية تنظيمي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي و الدولة الإسلامية من تحقيق عودة مهمة في الجزائر”.

وأكد أن كلا من الجزائر وتنزانيا “يمثلان قصة نجاح في منع التهديد الإرهابي”، معتبرا أن البلدين “حققا هذا الإنجاز الكبير من خلال دفع تكلفة باهظة الثمن”.  للإشارة، فإن معهد “أمريكان إنتربرايز” هو مركز تفكير لأبحاث السياسات العامة، تأسس سنة 1943 ومقره واشنطن، وهو مختص في دراسة مختلف القضايا الجيو-إستراتيجية وتلك المتعلقة بالسياسة الخارجية والدفاع ويعمل على تسليط الضوء على المسائل المرتبطة بالحريات والديمقراطية والتنمية البشرية.

 

م.ب

Exit mobile version