الدكتور المصري جمال حماد سليم للحياة العربية…مسرح الطفل في الوطن العربي بحاجة إلى استراتجيات تسير جديدة

 

يرى الدكتور جمال حماد  سليم من مصر أن مسرح الطفل في الوطن العربي مازال يعاني من مشكلات متعددة جعلته لا يؤدي الدور الذي يليق به،  واقترح للخروج منها العدد من الحلول منها قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى وهذا سعيا لتكوين الطفل فكريا وعقليا وحتى جسديا.

حصر الدكتور جمال حماد  متخصص في المسرح المشاكل التي مازال يعاني منها مسرح الطفل في الوطن العربي وأكد أن حلولها تتطلب تدخل مستعجل وخطط وإستراتجيات ناجعة كما تتطلب إرادة سياسية ، ومن المشاكل التي يعاني منها المسرح حسب ما قاله الدكتور في حديث مطول مع الحياة العربية  أن العروض المسرحية التي تخاطب الطفل غالبا ما تكون ساذجة ومفتعلة ولا تخاطب خيال الطفل العصري في زمن يلهو فيه بعض الأطفال من شرائح معينة بجهاز مثل الآيباد ونحن مازلنا نلقن وننهي ونأمر، وان معظم كتاب مسرح الطفل لا يلتف إن كان هناك من يمكن أن نطلق عليهم كتاب مسرح الطفل الآن ، للفئات العمرية وطبيعية كل فئة وخصائصها النفسية واللغوية وطبيعية الخيال الذي يتجاوب مع ذهنية كل فئة وهذا يجعل الرسالة غير واضحة وبالتالي غير مؤثرة، حتى المسارح حسب محدثنا تقدم عروضا للطفل هي الأخرى ليس لها تصنيف للفئات العمرية وبالتالي فالفرق التي تقدم مسرح للطفل ليس لها برنامج إنمائي معين ولا تسعى لتطبيق سياسة تربية ذات أبعاد وخطط واضحة، وهي لا تهتم بأبحاث الطفل ولا تتفاعل مع المراكز الإنمائية بحيث تحدد سياسات واضحة ، كما يرى محدثنا أن حتى الأسر (الأولياء) لا تهتم بالذهاب إلى المسرح وتعتبر الذهاب بالطفل لمشاهدة عرض أطفال أمر مثير للضجر، ويرجع هذا لعدم الاهتمام بعملية تثقيف الطفل ولفقر التجربة الفنية نفسها والتي لا تجذب لا الكبار ولا الصغار. وأمام هذه المشاكل التي تنخر بجسد مسرح الطفل اقترح محدثنا مجموعة من الحلول والتي قسمها إلى قسمين حلول قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى، وتتضمن الحلول

الخطط القصيرة المدى حسب الدكتور إقامة مهرجان عربي لمسارح الطفل فورا تكون له جوائز مجزية لجذب المتخصصين للبحث والإبداع والنقاش مما ينشط مسارح الطفل على المدى القصير، وإقامة ورش مسرحية للمتخصصين والفنانين المحترفين وللأطفال وللعاملين في مجال مسرح الطفل بما في ذلك عمال التحريك ولا عبي العرائس لإنتاج عروض مسرحية تلتزم بالفئات العمرية تقدم عروضها كنتاج للورش بحيث يبدأ نشر ثقافة مسرح الطفل وأبعاده اللغوية والثقافية والنفسية والتربوية وتقدم العروض فور انتهاء الورش وتقييم انتاجها، بالإضافة إلى تقديم عروض تخاطب بوعي كل الفئات العمرية المختلفة ، كما تجذب وتخاطب المرافقين للطفل بحيث تسليهم وتمتعهم وتدفعهم للعودة بأبنائهم للمسرح لتحدث عملية التعود فيما يمكن إن نسميه بمشروع “مسرح الطفل والأسرة”.

أما بالنسبة للحلول والخطط الطويلة المدى فقد اقترح الدكتور جمال حماد إنشاء معاهد متخصصة في ثقافة وفنون الطفل لتخريج أجيال جديدة تعي آليات الخطاب الموجة لطفل المرحلة العمرية المحددة، مع إنشاء مجمعات لمسارح الطفل بها دور عرض متعددة يحمل كل منها لافتة بالفئة العمرية المستهدفة على أن تحتوي هذه المجمعات على أنشطة ثقافية متعددة لخدمة الطفل وخدمة الطفل وخدمة الإباء والأمهات والمرافقين للطفل، بالإضافة إلى وضع خطط قومية لنشر ثقافة الطفل على محاور متعددة مثل إرسال بعثات للخارج ووضع بروتوكولات للتعاون في مجالات الطفولة.

كما اقترح محدثنا بخصوص المشروع في إطار الخطط قصيرة المدى اقترح تقديم نوعيات من النصوص التي تعد خصيصا لتخاطب كل الفئات العمرية والكبار أيضا تحت اسم مسرح الطفل والأسرة والمراحل العمرية للأطفال هي مرحلة الخيال الايهمي من 3 على 5 سنوات تشهد مرحلة النمو العقلي للطفل ومحاولاته الأولى للتعرف على المحيط به، مرحلة خيال الحر من 6 على 8 سنوات تظهر مجموعة من الميول نحو للعب والتقليد والتمثيل والتطلع لعوالم خيالية تتجاوز حدود بيئيته المحدودة التي تعرف عليها في المرحلة السابقة، ومرحلة المغامرة والبطولة من 9 على 12 سنة يتطلع الطفل إلى فهم الواقع وتظهر لديه ميول جديدة مثل الميل للادخار والاقتناء والتملك والنفاس والمغامرة التجمعات والرحلات وتكوين روابط الصداقة والرغبة في السيطرة والقيادة،  ومع هذه المراحل ونوعية التفكير والخيال واللغة والطبيعية النفسية لكل مرحلة يجب مراعاة أن يكون النص متحاور وبعمق مع الرفيق الواقعي الذي ذهب إلى المسرح برفقة طفله لنشر ثقافتي المسرح والطفل ، ليس الحلم المستحيل ولكن إن كنا نسعى لغد مشرق حقا فعلينا بالطفل والمسرح مدرسة تخريج أبناء أصحاء فكريا على الأقل.

نسرين أحمد زواوي

Exit mobile version