ثقافة وفنفي الواجهة

الروائي الجزائري ناصر سالمي :”الرواية فن العصر بامتياز…قادرة على استيعاب هذا العالم المعقد وتجاوزه”

قال الكاتب والروائي الجزائري ناصر سالمي المتوج مؤخرا بجائزة كتارا للرواية العربية، أن أمام الرواية عمر مديد، عكس ما يشاع له، أنه ستموت في ظل التطور التكنولوجي والأحداث السريعة التي نعيشها في واقعنا الراهن، ويرى بأنها فن العصر بامتياز، باعتبارها الفن الوحيد القادر على استيعاب هذا العالم المعقّد وتجاوزه، كما أنها قادرة على تجديد آلياته والإفادة من التطوّرات التكنولوجيّة، وتطويع الفنون الأخرى.

قال الروائي الجزائري ناصر سالمي المتوج مؤخرا بجائزة “كتارا” للرواية العربية عن روايته “فنجان قهوة وقطعة كرواسون” عن فئة الروايات غير المنشورة،  أن عصرنا الحالي هو العصر الذهبي للرواية العربية وأنها أمام عمر مديد، فعلى العكس ممّن يبشّرون بموت الرواية، مشيرا أنه يرى بأنّها فن العصر بامتياز، فهي الفن الوحيد حسبه القادر على استيعاب هذا العالم المعقّد وتجاوزه، وعلى تجديد آلياته والإفادة من التطوّرات التكنولوجيّة، وتطويع الفنون الأخرى.

وعن ما تضيفه الجوائز للمبدع، يقول ناصر سالمي في حوار له مع “الجريدة ” الكويتية أن الجوائز الأدبيّة تضيف الكثير إلى المبدع، فنيل الجائزة يعتبر إضاءة نقديّة على الرّوائيّ الفائز بها، وإشادة وإشهار لنصّ ما كان له أن ينال تلك الحظوة وسط مئات النّصوص التي تصدر كلّ سنة، وتمرّ كأن لم تكن في زحمة المنشور والمبسوط على رفوف المكتبات، وإن كان لجائزة “كتارا” من فضل، فهو في منحها الأسماء الجديدة فرصة التّعبير عن نفسها خارج منظومة النّشر ودورها، تلك المنظومة التي تسيطر عليها الأسماء المكرّسة، ففي جائزة “كتارا” لا تتنافس الأسماء، وإنّما النّصوص ممّا يعطي الجائزة مصداقيّة لم تتمتّع بها أية جائزة أخرى في وطننا العربيّ كلّه.

وعن المحددات التي ينطلق منها في عمله الروائي، يقول المتحدث إن الإبداع لا ينبع عن رغبة يمكننا أن نتحكّم فيها، أو نعدل عنها، بل يصدر عن حاجة تعبّر عن نفسها في اللحظة، وبالكيفية التي تريد، ولا نستطيع أن نضع لها قالبا، أو نرسم لها حدود، لذلك من الصّعب أن نتحدّث عن محدّدات للإبداع، إلا ما يخصّ الجانب العقلانيّ للكتابة، فعادة ما تحضرني فكرة الرّواية على شكل ومضة شاردة، وعليّ أن أقيّدها قبل تفلت من عقالي، لكنّي لا أنساق خلف تلك الومضة الأولى، بل أبدأ بالبحث، وجمع المعلومات، فالكتابة الرّوائية ليست تعبيرا إنشائيّا يمكن أن نكتبه كما تكتب الخواطر قدر ما هي عمليّة بحث عميق في المصادر والمراجع، ثمّ تأتي مرحلة رسم المخطط الأوليّ للرواية، واختيار الشّخصيات التي ستشكل محور العمليّة السّرديّة، وفي الختام تأتي عمليّة الكتابة التي تعتمد على خلق عالم مواز لعالمنا بكلّ ما فيه من أحلام وآمال وأوهام وخيالات وأساطير تؤسس واقعنا المعيش.

وبخصوص رؤيته للمشهد الثقافي بالجزائر، يقول ناصر سالمي “لا وجود لمشهد ثقافي في الجزائر، سوى موعد يتيم هو المعرض الدّولي للكتاب، موعد ينتظره القرّاء والكتاب، وتنتظره دور النشر، فتحمل إليه إصداراتها، ثمّ يغيب الجميع، فلا ندوات لقراءة تلك الإصدارات، ولا نشريات تهتمّ بها”.

الجدير بالذكر، ناصر سالمي روائي من الجزائر من مواليد ولاية معسكر، حاصل على شهادة ليسانس في الأدب العربي من جامعة وهران سنة 1991 ، يعمل حاليّا مفتشا للتربية الوطنية، أول إسهاماته الأدبية كانت قصاصات شعر في الملحق الثقافي لجريدة الجمهورية، حصل على جائزة “كتارا” للرواية العربية فرع الرواية غير المنشورة سنة 2016 عن روايته “لألسنة الزرقاء”.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى