الصحراء الغربية: الهلال الأحمر الصحراوي يشيد بموقف الجزائر التاريخي وتضامنها القوي مع الشعب الصحراوي
ناشد رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، بوحبيني يحي، الدول المانحة إلى الإسراع في الاستجابة للنداء الذي أطلقته المنظمات الدولية لمواجهة تداعيات وباء كورونا المستجد على اللاجئين الصحراويين، مشيدا بموقف الجزائر التاريخي، وتضامنها القوي مع الشعب الصحراوي.
وأوضح بوحبيني في مساهمة نشرتها وسائل اعلامية، أن للاجئين الصحراويين “لم يغادروا وطنهم قصرا بحثا عن لقمة العيش أوفرص عمل أوللاندماج في بلد آخر، ولم يضطروا لترك وطنهم نتيجة كوارث طبيعية أوأوبئة فتاكة، بل فروا من بطش الغزوالعسكري المغربي الذي كان يريد إبادتهم، وهذا ما فرض على المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الاعتراف بوضعهم بعد أن احتضنتهم الجزائر الشقيقة المضيافة على أرضها الطاهرة حسبما تقتضيه اتفاقيات جنيف”.
وأضاف المسؤول الصحراوي”لقد انتزع اللاجئون الصحراويون بجدارة واستحقاق إعجاب واحترام وتقدير وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية الدولية والبلدان المانحة لما يتسمون به من حسن التنظيم والتسيير الذاتي والتضامن والتلاحم والمقاربة التشاركية المجتمعية ، وتمكين المرأة من لعب دور فاعل في تسيير وإدارة المؤسسات، حيث أصبحت تجربة اللاجئين الصحراويين مثالا يقتدى به في بناء الإنسان والحفاظ على كرامته ، والتكفل باحتياجاته خاصة في قطاعات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والمياه ، والبيئة والعدالة”.
وفيما يتعلق وضعية المعتقلين السياسيين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي، فاعتب بوحبيني انها “تشكل أولوية وطنية استراتيجية، ويعتبر الدفاع عنهم واجبا وطنيا مقدسا، فهم يعيشون وضعًا مزريًا وتمارس ضدهم شتى الانتهاكات والضغوط ، وذلك لإجبارهم على التخلي المقاومة، والصمود من أجل الدفاع عن قضيتنا الوطنية المقدسة”.
وتابع “لقد زاد انشغالنا بعدما وصلتنا معلومات أكيدة بأن فيروس كورونا قد تسرب إلى السجون المغربية، والتي كما هومعروف تنعدم فيها ظروف النظافة والرعاية الطبية، إضافة إلى الاكتظاظ والإهمال، وما يزيد الوضع تعقيدا هوحالة التكتم التي تميز عمل سلطات الاحتلال حيال هذا الموضوع، وعليه فقد أجرينا العديد من الاتصالات بمنظمات الهلال والصليب الأحمر لمطالبتها بالتدخل العاجل حسبما تقتضيه اتفاقيات جنيف بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان”.
ولفت في هذا السياق، الى استجابة الهلال الاحمر الجزائري لطلب الهلال الصحراوي، حيث قرر أن يقدم كمية 4000 قناع للمعتقلين السياسيين الصحراويين للمساهمة في حمايتهم من وباء كورونا، “وقد قمنا بتسليمها فورا للجنة الدولية للصليب الأحمر ودعوناها لزيارة المعتقلين السياسيين الصحراويين واطلاعنا على وضعهم وبطبيعة الحال لإيصال الأقنعة إليهم، وسنستمر في متابعة الموضوع بمثابرة ومسؤولية”، يضيف المسؤول الصحراوي.
..اشادة بالتضامن التاريخي للجزائر مع الشعب الصحراوي
وأكد بوحبيني أنه “لقد أجرينا منذ بداية انتشار وباء كورونا اتصالات واسعة بالشركاء في المجال الإنساني من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى وحركة التضامن مع الشعب الصحراوي لإقناعها بضرورة تنسيق الجهود، والعمل على توفير الاحتياجات الأساسية للوقاية والحماية من الوباء خاصة في مجال الصحة والنظافة والمياه والأمن الغذائي، واتخاذ التدابير المناسبة للتكفل بالاحتياجات الأساسية التي ستنجم عن الوباء، حيث أن إجراءات الحجر الصحي وتوقيف الحركة والأنشطة المدرة للدخل سيؤدي لا محالة إلى زيادة نسب الهشاشة المرتفعة أصلا لدى اللاجئين الصحراويين”.
وأشاد في هذا السياق، بالموقف التاريخي للجزائر وتضامنها القوي مع الشعب الصحراوي في “هذه الظروف الحالكة” قائلا “فلم يثنيها انشغالها بمواجهة وباء كورونا ومواجهة التحديات في العديد من المناطق المجاورة لها من أن تسجل مرة أخرى الاستثناء في مواقفها المبدئية التاريخية”، مضيفا “فقد شيد الجيش الجزائري في زمن قياسي مستشفى ميدانيا لصالح اللاجئين الصحراويين، وهويتوفر على كل الاختصاصات ونظمت جسرًا جويًا لإيصال مساعدات، فضلا عن إيفادها وفد وزاريا محترما حاملا رسالة تضامن ومؤازرة”.
ونوه أيضا بإنجاز أخر خارق للعادة “وهوتكفل الدولة الجزائرية بآلاف الطلبة الصحراويين الدارسين في العديد من ولاياتها إلى أن اختتمت السنة الدراسية ونقلهم إلى المخيمات دون أن تسجل فيهم إصابة واحدة بالوباء”.
وختم رئيس الهلال الاحمر الصحراوي قائلا: “اننا نعتز بموقف الجزائر المبدئي والثابت، وفي نفس الوقت ننوه بالاستجابة السريعة لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والحركة التضامنية، ورغم أن سابق لأوانه أن نجري تقييما دقيقا شاملا، إلا أننا نسجل ارتياحنا لمستوى التجاوب إلى حد الآن حيث تقدر نسبة الاستجابة للنداء بحوالي 15 في المائة”.
ز.ي