اليوم العالمي للتسامح البيئي

آمنة سلطان المالكي

بمناسبة اليوم العالمي للتسامح الذي يصادف 16 نوفمبر من كل عام فإنني أتطرق في هذا المقال الى التسامح البيئي وذلك لتحقيق المواطنة البيئية فعدم التسامح ينتج عنه سلوك اناني وسيء اتجاه مكونات البيئه نتيجة سببين عدم وعي او رغبة في تحقيق مكاسب اقتصاديه، وبما ان السبب الاخر ناتج عن عدم وجود ضمير انساني حي يحترم ثروات وممتلكات الوطن فهي ملك كافة سكان الكوكب وليس احتكاراً لأحد دون الآخر، فعندما نصون البيئه، فإننا نصون الحيوانات والنباتات من الانقراض وتزداد الموارد الطبيعية، ومما لاشك فيه خلال العقود الاخيره لاحظنا تفاقم حدة التغيرات في التغير المناخي نتيجة عدم المسؤولية الواجبة اتجاه البيئة بعناصرها المختلفة.

فالتسامح البيئي يبدأ من تعاملنا مع البيئة ومكوناتها باستخدام اسلحة العلم والمعرفة والوعي بالواجبات الاخلاقية التي تربط كل البشر ببيئتهم وتحقق منظومة الانتاج والاستهلاك المستدام والمتوازن مما يخلق مجتمعا صحيا من الناحية النفسية والجسدية ويجعل سلوك البشر ايجابيا مع بعضهم البعض وسبيلهم الوحيد الحفاظ على الحياة بالعمل الكادح والشعور بالمسؤولية الواجبة اتجاه البيئة بعناصرها المختلفة والاسهام في تنمية الثروات الطبيعية بالوطن وهذا يستدعي الحاجة الى ضرورة علم البيئه بالقوانين التي تستوجب رعايتها وحمايتها من المخربين الذين يجازفون بمصير الشعوب بسبب عدم قدرة العلوم الاخرى وفعاليتها في معالجة المشاكل الكبيرة المتراكمة منذ الحرب الباردة.

فالانسان هو المسؤول الاكبر عن الاخطار التي تلحق بالبيئة وكما هو مسؤول عن تخريبها فيجب ان يتحمل مسؤولية معالجتها وعلينا ان نتذكرالتحذير الالهي لتنبيه كل البشرالى سوء العاقبة التي تنتظرهم عند قيامهم بالافساد في البر والبحر، ومن ذلك علينا مكافحة الفساد واشاعة السلام في الأرض، فهي بيت جميع البشر ووطن الحياة، وعلينا الحفاظ على سلامة هذا الكوكب وثرواته لنصل الى هدفنا، ونرتقي بعمل الاصلاح الى درجة الاحسان رجاء الفوز برحمة الخالق عزوجل كما بيّن في قوله تعالى بالآية رقم (56) من سورة الأعراف (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56).

الشرق القطرية

Exit mobile version