تبون: “الجزائر لا تزال شامخة ومحافظة على مكانتها”
في رسالة بمناسبة إحياء ذكرى استشهاد العقيد سي عميروش آيت حمودة
وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون السبت رسالة بمناسبة إحياء ذكرى استشهاد العقيد سي عميروش آيت حمودة الذي سقط في ميدان الشرف منذ 63 سنة، قرأها نيابة عنه مستشاره المكلف بالمنظمات الوطنية والدولية والمنظمات غير الحكومية، حميد لوناوسي، وذلك بقرية تاسافت أوقمون، بلدية ايبودرارن، بولاية تيزي وزو.
وقال الرئيس تبون “يطيب لي أن أشارككم هذه اللحظة التاريخية لتخليد ذكرى أحد رموزنا الأبرار الذين وبفضل التزاماتهم وتضحياتهم نستطيع اليوم إحياء الذكرى الأبدية لسي عميروش ورفقائه بجرجرة الأبية على مقربة من مركز قيادته التاريخي”.
وأضاف الرئيس “أود عبر العقيد سي عميروش أن أنحني أمام ذكرى كل الشهداء والمجاهدين الذين ضحوا بالنفس والنفيس لكي تتحرر بلادنا من نير الاستعمار. لقد كان العقيد سي عميروش ولا يزال رمزا من رموز التضحية التي قدمها الشعب الجزائري من أجل استرجاع حريته”.
وأكد الرئيس تبون أن إن استشهاد العقيد سي عميروش إلى جانب أخيه العقيد سي الحواس يوم 29 مارس 1959 بجبل “ثامر” بضواحي بوسعادة بعد معركة طاحنة، يؤكد، دون ريب، أن ثورة التحرير الوطني كانت حربا شملت كل شبر من أرض الوطن.
وتابع قائلا: كما أود من خلال هذه الرسالة التوجه إلى الجزائريات والجزائريين الذين، بفضل الله، لم يشهدوا ويلات الاستعمار والعنف الشديد الذي تحمله شعبنا، لأقول خاصة للشباب أنه يتعين عليهم توحيد مجهوداتهم مهما كان الثمن لتعزيز وحدة الأمة ما إن ينادينا القدر لذلك. إنها لمسؤولية يومية. فاليوم وأكثر من أي وقت مضى، يجب على الشباب تشريف تضحية هؤلاء الرجال والنساء الذين عززوا قاعدة الهوية الوطنية التي تبنى عليها اليوم الجزائر دولة وأمة حول قيم التضامن بداخل البلاد وحول قيم عدم التدخل واحترام الحق في تقرير المصير وحقوق الشعوب في التصرف بمصيرهم بالخارج.
وبخصوص الاضطرابات العالمية التي باتت تهدد استقرار عدة بلدان، شدد رئيس الجمهورية أن “توحيد الجهود والإيمان بمستقبل بلادنا وحدهما الكفيلان بتجنيبنا تبعات المس باستقرارنا التي برمجت لعديد المرات وتم إحباطها في كل مرة”. مؤكدا أن الجزائر لا تزال شامخة ومحافظة على مكانتها بفضل مقاومة شعبها وقوة مؤسساتها ومن بينها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني الذي أنشئ في أحلك الظروف من طرف سي عميروش ورفقائه في الحركة الوطنية.
“ولأنه ليس لنا وطن أخر فإن تضحية أسلافنا يجب أن تبقى مصدر إلهام للجيل الذي ينعم اليوم بالعيش في بلد حر، فذلكم هو التحدي الذي يتعين علينا جميعا رفعه لأن ذلك هو ثمن كرامتنا وشرفنا. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار. تحيا الجزائر”، يختم الرئيس رسالته.
م.ج