تشييع جنازة بلقاسم في أجواء تضامنية واسعة بتيبازة

شُيعت ظهر الأحد جنازة بلقاسم بمقبرة خميستي بتيبازة، البطل الذي ضحى بحياته غرقا من أجل إنقاذ شخصين آخرين, في أجواء تضامنية واسعة و حزينة.

كارثة الغرق التي كان يوم الجمعة الماضية الشاطئ الصخري “السعيدية” الممنوع للسباحة مسرحا لها, اثارت موجة تعاطف وطنية واسعة حيال العمل البطولي الذي قام به الشاب المرحوم بلقاسم و هو في ريعان شبابه و مصاب بإعاقة على مستوى يده اليمنى.

وخيم الحزن على أرجاء مقبرة خميستي في جنازة حضرتها السلطات المدنية والعسكرية والامنية ونواب الولاية بالبرلمان بينما تنظمت مجموعات من شباب الخير لتوزيع الأقنعة الواقية للوقاية من جائحة كورونا و حث الناس على التباعد الاجتماعي, وارتفعت أصوات مهللة و مكبرة تدعو ل”شهيد الانسانية”, مثلما وصفه أحد المشيعين, بالرحمة.

ولقيت جنازة الراحل بلقاسم، العامل اليومي المنحدر من وسط اجتماعي بسيط، تربى و ترعرع بين ميناء الصيد البحري ببوهارون و شواطئها الصخرية, تعاطفا شعبيا كبيرا و تنويها بالعمل البطولي الذي قام به.

و قال أحد أصدقائه أن الراحل بلقاسم “لم يكن يعلم ماذا كان يخبئ له القدر من صبيحة الجمعة الماضي بينما كان رفقة مجموعة من أصدقائه يتمتعون بنسيم البحر في الغابة المطلة على شاطئ السعيدية عندما سمع صراخا منبعثا من البحر”.

و قد سارع البطل دون سابق إنذار، كما اضاف صديق الراحل بلقاسم، إلى شاطئ البحر حيث استغرقت عملية إنقاذ الشخص الأول نحو 20 دقيقة ثم عاود الدخول مرة اخرى لإنقاذ الثاني،(…) أصيب بإرهاق شديد خاصة أنه مصاب بشلل على مستوى يده اليمنى حيث كان يسبح بيد واحدة.

إصرار البطل بلقاسم، الشاب المعروف ببوهارون ب”شهامته و حرارة قلبه” على مواصلة المغامرة رغم خطورتها بالنظر لأحوال البحر المسجلة يومها حيث كان شديد الهيجان و رغم أن العياء كان باديا عليه، إلا أنه دخل مجددا في صراع مع الأمواج العاتية لانقاذ الشخص الثالث، لكن القدر شاء غير ذلك، كما سجل صديقه معمر و هو شديد التأثر.

وتجندت يومها القوات البحرية وعناصر الحماية المدنية و جموع المتطوعين من بحارة وغطاسين في عملية أبحاث واسعة، تكللت في زوال نفس اليوم بالعثور على جثة الشاب الغريق الثالث الذي حاول البطل بلقاسم إنقاذه قبل أن يغرقا معا.

وتواصلت الأبحاث الواسعة التي باشرتها القوات البحرية ومصالح الحماية والمتطوعين قبل أن يتم انتشال جثة الراحل بلقاسم في ساعة مبكرة من نهار أمس.

خ.ب

Exit mobile version