تقرير أممي جديد: العالم يفقد 10 ملايين هكتار من الغابات كل سنة

سجل تقرير أممي جديد تحسنا في فقدان العالم للمساحات الغابية، فبعدما كان يفقد سابقا حوالي 16 مليون هكتار (39.5 مليار فدان) كل عام، أصبح منذ 2015 يفقد حوالي 10 ملايين هكتار (24.7 مليار فدان) فقط.

هذا الوضع رغم تحسنه، لا يزال يستدعي مزيدا من الإجراءات السريعة لحماية التنوع البيولوجي للغابات.

وسلط التقرير الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) يوم 22 مايو الجاري -بمناسبة اليوم العالمي للتنوع البيولوجي- الضوء على أهمية الحفاظ على الغابات.

ورغم أنها تحتل 31% من مساحة اليابسة فإنها حاضنة لمعظم التنوع البيولوجي لكوكبنا، حيث تحتوي على 60 ألف نوع من الأشجار و80% من البرمائيات و75% من أنواع الطيور و68% من أنواع الثدييات في العالم.

وقال المدير العام للمنظمة كيو دونيو في مقدمة التقرير “إزالة الغابات وتدهورها مستمران بمعدلات تنذر بالخطر مما يساهم بشكل كبير في فقدان التنوع البيولوجي”. ويقدم التقرير تفاصيل عن الحالة التي أصبحت عليها الغابات، حيث وجد أن ثلث المساحة الغابية فقط توجد في حالة جيدة جدا، لأنها لازالت لم تعرف أي وجود أو أي تدخل إنساني.

..سبب التدهور

رصد التقرير الأممي وجود حوالي 34.8 مليون رقعة من الغابات في العالم تتراوح في الحجم بين هكتار واحد (2.47 فدان) و680 مليون هكتار (1680 مليون فدان).  وهي تشكل في مجموعها 4.6 مليارات هكتار (11.36 مليار فدان) أي ما يعادل 5 آلاف هكتار (12.35 ألف فدان) للفرد الواحد.

لكن نصف هذه المساحة نجدها في خمس دول فقط، وهي روسيا في المرتبة الأولى ثم البرازيل، فكندا فالولايات المتحدة فالصين. ويعتبر قطاع الفلاحة من الأسباب الرئيسية في فقدان الغابات وتدهورها، وبالتالي ضياع التنوع البيولوجي بها.

وقد أوضح التقرير أن زراعة الحبوب تتسبب في ضياع حوالي 33% من الأراضي، أما تربية المواشي وزراعة فول الصويا ونخيل الزيت فتسببت وحدها في ضياع حوالي 40% من المساحة الغابية.

وحول ذلك يقول محمد بلحمرا مدير المركز الوطني للمناطق الجافة بولاية بسكرة الجزائرية في تصريح عبر الهاتف للجزيرة نت “فقدنا في الجزائر خلال العشرين سنة المنصرمة حوالي 19 مليون هكتار (حوالي 47 مليون فدان) من الأراضي الجيدة بسبب الرعي”.

ويواصل “ارتفاع عدد رؤوس المواشي خلال هذه الفترة وعدم التزام الرعاة بالتعاليم والدروس العلمية في إدارة الأراضي ساهم في هذا الفقدان”.

وأضاف “تقرير الفاو واضح ومهم جدا حيث تم إعداده بناء على تقارير علمية، وهو يشكل خارطة طريق للحكومات من أجل تقويم الوضع.. الحلول معروفة وهي تتطلب إمكانات مادية وبشرية معينة وما علينا سوى العمل”.

سلسلة من الحرائق اجتاحت الغابات في عدة مناطق خلال 2019 وبدايات 2020

..الإنسان والغابات

يقول تقرير منظمة الفاو إن الغابات توفر حوالي 86 مليون منصب شغل أخضر، كما أنها توفر الحطب كمصدر طاقة لحوالي 880 مليون شخص في العالم.

وهي بالتالي تعتبر مصدرا رئيسيا للكثير من العائلات والأفراد الذين يعتمدون على هذا القطاع لتوفير مستلزماتهم اليومية.

ومن هذا المنطلق، دعا معدو التقرير دول العالم إلى ضرورة إعداد إستراتيجيات تتجاوز تلك التي تعتمد على إنشاء محميات طبيعية، بحيث ترمي أساسا إلى توسيع هذه المحميات وضمان حمايتها المستديمة مستقبلا.

وفي هذا الصدد، قال التقرير إن الفاو ساهمت مثلا خلال الخمس سنوات المنصرمة في تأهيل 53 ألف هكتار (131 ألف فدان) من الأراضي المتدهورة في أفريقيا، وغرس 25 مليون شجرة، وهو مثال يحتذى به.

مقابل ذلك، سجل التقرير وجود صدام بين الإنسان والحياة البرية في الغابات، حيث أحصى العديد من الاعتداءات التي مارسها الإنسان مباشرة في محيط الغابات مما تسبب أيضا في تدهور التنوع البيولوجي.

Exit mobile version