للمخرجة فاطمة الزهراء زغموم : “سينماتك” العاصمة تحتضن العرض الأول للفيلم الوثائقي “بودي + آرت”

احتضنت أول أمس، قاعة “السينيماتيك” بالعاصمة العرض الأول للفيلم الوثائقي “بودي + آرت” أو “فن الجسد” للمخرجة فاطمة الزهراء زعموم ، الذي أستغرق تنفيذه 13 سنة وتأخر عرضه رغم الانتهاء منه سنة 2019، بسبب الظروف الصحية التي شهدتها الجزائر على غرار باقي دول العالم في ظل تفشي فيروس “كورونا”، وعرض لمرة واحدة في مهرجان السينما بألمانيا سنة 2021.

ويتناول الفيلم الوثائقي “بودي + آرت” الذي أنتجته شركة “زاد أند كومباني” سنة 2019 ، ظاهرة ” فن الجسد” كحركة فنية طلائعية لفترة ما بعد النازية والفاشية، التي اجتاحت أوروبا في سنوات الـ 60 و70 من القرن الماضي، تعتمد على لجوء الفنان إلى استخدام الجسد كدعامة ومادة فنية للتعبير عن مواقفه وذلك من خلال تقصي تجربة نخبة من روادها في مقدمتهم الفنان النمساوي الشهير غونتر بروس الذي قدم شهادته الحية امام كاميرا المخرجة فاطمة الزهراء زعموم حيث مشى في شوارع فيينا على الأقدام وعرض جسده كفضاء فني متحرك وليلقي عليه القبض من طرف الشرطة بسبب تصرفه سنة 1965 دون سجنه.

وركزت كاميرا المخرجة والمختصة في تاريخ الفن المعاصر، فاطمة الزهراء زعموم على تقفي مسار الفنان غونتر بروس الذي حاورته سنة 2006 في شوارع وساحات فيينا بالنمسا حول خلفيات هذه الموجة الفنية “فن الجسد” الذي يعد أحد أبرز وجوهها لفهم أبعاد وأسباب هذا التيار الفني الثوري، كما تم تقديم حوارات أخرى أجرتها المخرجة بداية من سنة 2016 لنخبة أخرى من الفنانين من نفس التيار الفني لما بعد النازية الذي يبحث في انعكاس قيمة ومفهوم الجسد على غرار الفنانين بيتر فييل و إيفا بادورا تريسكا وايف ميشو وجوزيف بويز والراقصتين كادوس دافيد وجوتا فيلهابر.

وحاول العمل التسجيلي الذي استغرق 73 دقيقة، فهم ماذا حدث في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي في النمسا وألمانيا وبعض دول أوروبا ولماذا توجه هؤلاء الفنانين الشباب لاستخدام أجسادهم في ممارستهم الفنية وعرضها أمام الجمهور وتحويلها تارة إلى مادة و قطعة قماش أو فضاء لوحة أو وشم وثقوب أو تماثيل صامتة ومتحركة للتعبير عن مواقف اتجاه قضايا عديدة ميزت الفترة التاريخية التي شهدت ميلاد توجهات ونزعات فنية ثورية في الفن التشكيلي والسينما والمسرح والموضة وغيرها من التعابير الفنية.

كما اعتمدت المخرجة لإنجاز الفيلم الوثائقي “بودي + آرت” على مادة أرشيفية نادرة لبناء رؤية إخراجية تمازج بين الحوار المباشر مع الفاعلين وما أحدثه توجههم من رد فعل داخل وخارج المجتمع الذي يعيشون فيه وعلى إيقاع موسيقى متناغم مع تيمة الفيلم.

وكشف الفيلم المصنف ضمن الوثائقي التاريخي الجهد والبحث الذي قامت به المخرجة في تناول هذه الظاهرة الفنية التي تحفر في الذاكرة الفنية العالمية وظواهرها لفهم هذه الموجة الفنية الرائجة في تلك الفترة وترصد بدايات هذا التيار الفني وأهم وجوهه وتأثيرهم على الذائقة الفنية، وحاولت المخرجة فاطمة الزهراء زعموم، تتبع السياق التاريخي والأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي رافقت هذا التوجه الفني الطلائعي.

وقالت مخرجة الفيلم إن اختيارها لموضوع الفيلم الذي شرعت في كتابته سنة 2004، راجع إلى محاولة فهمها لهذه النزعة الفنية الجديدة لجيل من الفنانين الشباب الذين وظفوا أجسادهم لإحداث الصدمة داخل مجتمعاتهم بسبب تجاوزهم للقيم السائدة حينها حيث أستجاب هؤلاء الفنانين لطلبها بكل سهولة كما أن إشكالية الجسد تشكل موضوعا آنيا بفعل تداعيات فيروس كورونا.

وذكرت المتحدثة أن الفيلم الوثائقي الذي تم تمويله على حسابها الخاص، وجد صعوبة للولوج إلى الأرشيف الخاص بهذه الفترة مشيرة أن الفيلم من إنتاج شركة “زاد أند كومباني” وتم دبلجته للفرنسية وسيتم توزيع العمل عبر قاعات السينيماتيك على المستوى الوطني قريبا.

أ.ن

Exit mobile version