موقع قناة يورو نيوز بالعربية: لماذا تفاعل الجزائريون مع رسالة وداع زوجة السفير الأمريكي وما قصتها مع الجزائر

أعلنت زوجة السفير الأمريكي في الجزائر كارين روز عبر صفحتها على الفيسبوك، الإثنين، عن قرب موعد رحيلها عن البلد رفقة زوجها السفير الأمريكي جون ديروشر بعدما قضوا في الجزائر ثلاث سنوات.

وذكرت كارين روز في الفيديو وبدى عليها التأثر وهي تودع الجزائريين “سأغادر أنا وزوجي قريبًا جدًا وأريد أن أشكركم على التجربة الرائعة التي عشناها في الجزائر”.

وأضافت “لقد استمتعت حقًا بوقتي في الجزائر للتعرف عليكم وعلى هذا البلد الجميل. سوف تبقون في قلبي إلى الأبد. إنني أتطلع إلى اليوم الذي، إن شاء الله، سأتمكن من العودة كسائحة ورؤية جميع الأماكن التي لم أزرها بعد”.

نفس الأمر قام به السفير الأمريكي الذي نشر فيديو ودع فيه الجزائريين بعد انتهاء مهمته، لكن الجزائريين تفاعلوا كثيرا مع كارين روز بشكل خاص عبر منصات التواصل الإجتماعي فما السر في ذلك؟

منذ قدومها للجزائر رفقة زوجها عملت كارين روز على استكشاف تقاليد وعادات الشعب الجزائري وتجربتها، وكانت تقوم برحلات سياحية إلى المعالم التاريخية الموجودة بالجزائر، ولمشاركة تجربتها مع الجزائريين عمدت روز إلى إنشاء صفحة خاصة بها على الفيسبوك.

وكانت تنشر بشكل منتظم صورا وفيديوهات وهي ترتدي لباسا تقليديا مستوحى من المنطقة التي تزورها، أو فيديو تجربتها أكل الأطبق التلقيدية أو زيارتها لمعلم سياحي أو أثري وحتى طبيعي، إضافة إلى زيارتها للمتاحف والأحياء العتيقة بالجزائر العاصمة وخارجها ونقل الأحاديث التي جمعتها مع من التقت بهم.  كما تظهر أحيانا في فيديوهات قصيرة ذات طابع مرح وهي تحاول نطق كلمات ومصطلحات جزائرية.

نشاط زوجة السفير الأمريكي هذا لفت انتباه الجزائريين الذين يتابعونها بالآلاف، وحصدت صفحتها “كارين روز في الجزائر” على الفيسبوك قرابة 118 ألف متابع من الذين باتوا يكشتفون من خلالها مناطق وأماكن سياحية لم يكونوا على علم بوجودها ويشاركونها تجاربها التي تبدو مستمتعة بخوضها.

وثمن الجزائريون عبر حساباتهم ما وصفوه بالترويج للسياحة الداخلية الذي قامت به كارين روز طيلة تواجدها بالجزائر وكشفها عن مدى غنى هذا البلد وتنوعه الطبيعي الذي يمكن اعتماده لتطوير قطاع السياحة في الجزائر.

فيما اقترح آخرون تنصيب كارين روز “وزيرة للسياحة” من أجل إنعاش مداخيل البلاد من العملة الصعب بعيدا عن المحروقات التي تعد مصدر دخل الجزائر الأول.

وذكرت صفحات أن ما قامت به زوجة السفير الأمريكي تجاه قطاع السياحة في الجزائر أكثر مما قام به “وزير السياحة نفسه ومن جميع وكلات السفر الجزائرية”.

ووثقت كارين روز صلتها بمتابعيها أكثر من خلال مشاركتها مع الجزائريين أفراحهم و أعيادهم حيث دائما ما تطل عليهم في المناسابات الوطنية والدينية وحتى الرياضية وهي ترتدي ملابس جزائرية تتناسب و طبيعة الحدث.

بالإضافة إلى انخراطها ومشاركتها في مختلف الفعليات الشبابية والعلمية التي تنظمها الجمعيات أو المعاهد وتواصلها مع الشباب والطلبة خلال الملتقيات الجامعية المختلفة.

ويتحسر الجزائريون عبر منصات التواصل على واقع السياحة في البلاد الذي لا يتم استغلاله من قبل السلطات المحلية، وينظرون إلى جارتهم تونس التي تعد تجربة ناجحة يمكن أن يأخذ بها في هذا المجال حيث كانت تستقبل سنويا (قبل جائحة كورونا) ما يقارب مليوني سائح جزائري ناهيك عن السياح القادمين من جنسيات أخرى.

Exit mobile version