أخصائيون في الطب الداخلي والأمراض المعدية:تأكيد على التكفل بمخلفات الإصابة بـ”الكوفيد الطويل”

دعا أخصائيون في الطب الداخلي والأمراض المعدية إلى التشخيص المبكر لمخلفات الإصابة بكوفيد-19 أو ما يعرف بـ”الكوفيد المزمن” لتفادي تعقيداتها النفسية والجسدية مستقبلا.
ويتعرض معظم المصابين بكوفيد-19 إلى عدة أعراض أخرى تعرف حسب الأخصائيين بـ”الكوفيد الطويل” أو المزمن بعد تعافيهم تماما من الفيروس تتمثل على الخصوص في أمراض القلب والشرايين والأعصاب والمفاصل وطفحات جلدية وانسداد شرايين الأعضاء السفلى الى جانب اضطرابات في النوم والتركيز واختلالات في حاسة الشم وأعراض أخرى عقلية ونفسية.
وأكد رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لبئر طرارية بالجزائر العاصمة، عمار طبايبية، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن نسبة 80 بالمائة من الأشخاص الذين يتعرضون للإصابة بفيروس كورونا يعانون من حالة مرضية أخرى يخلفها الفيروس -وهي ما يسميها الخبراء بالكوفيد الطويل- مما يستدعي التشخيص المبكر لهذه الأعراض قصد التكفل بها لتفادي تعقيداتها النفسية والجسدية والاجتماعية على صحة الانسان.
ونصح ذات الاخصائي الطبيب العام الذي يستقبل المريض الذي يتعافى من الاصابة بكوفيد-19 بالإصغاء لانشغالاته الصحية قصد التكفل بالأعراض التي خلفها الفيروس وتوجيهه بعد ذلك الى الاختصاص الملائم للتخفيف من الاضطرابات التي يعاني منها.
وبخصوص المصابين الذي تابعوا علاجهم بمصلحة الطب الداخلي للمستشفى، أثبت البروفسور طبايبية تسجيل عدة مخلفات للفيروس من بينها أعراض عقلية تسببت في اضطرابات نفسية واخرى عضوية كأمراض القلب وانسداد شرايين الأعضاء السفلى وطفحات جلدية واضطرابات في النوم والتركيز والتنفس.
وأكد من جانبه رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض المعدية ورئيس مصلحة نفس الأمراض بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لبوفاريك، محمد يوسفي، أنه ونظرا لمخلفات الاصابة بفيروس كورونا التي قد تستمر لمدة طويلة حسب الحالات بعد تعافي المريض، أصدرت الوزارة دليلا حول التكفل بهذه الأعراض السنة الماضية، داعيا الى ضرورة تحيينه لضمان تكفل جيد بالكوفيد المزمن.
وبخصوص الحالة النفسية والعصبية التي يعاني منها المريض بعد تعافيه من الإصابة بالفيروس، وصفت الدكتورة رشيدة ميراد طبيبة، وهي نفسانية بوهران، كوفيد-19 ب”الأزمة الصحية الخطيرة” التي تسببت في عدة اضطرابات نفسية واجتماعية لدى جميع فئات المجتمع وقد أثرت -كما أضافت – سلبا على العلاقات بين الأشخاص وولدت لديهم نوعا من “الذعر والشكوك ” والخوف المتواصل من استقبال أخبار “سلبية وغير صارة من أكثر المقربين اليهم”.
أما من الجانب العاطفي، فقد أحدثت الجائحة -تضيف ذات الاخصائية- “شرخا كبيرا في العلاقات بين كل الأفراد مما أدى إلى اصابتهم بصدمة مزمنة بسبب استمرار هذا الوباء الذي أدى الى “الشعور بلا أمن واكتفاء الأشخاص بأبسط النشاطات والاحتياجات البدائية مع القيام بأعمال روتينية توهم بالإصابة بنوع من التوحد والتخوف من استقبال الغد”.
كما غاب -حسبها- التناغم في الاعمال اليومية التي يسيطر عليها ضغط عصبي ومعاناة نفسية وقلق خارجي وداخلي يعطي للشخص نوعا من الشعور المتواصل بالمرض المؤدي الى الموت وشعور بالوسواس والانطواء حول النفس الذي يسبق الانهيار العصبي إلى جانب الاكتفاء بأبسط النشاطات على كل المستويات.
وللتكفل الجيد بالآثار الصحية والعقلية التي تخلفها الجائحة على صحة الانسان أوما يسمى بالكوفيد الطويل، أصدرت وزارة الصحة دليلا خاصة في هذا المجال تضمن مختلف الامراض التي تظهر بعد التعافي من الاصابة بالفيروس وكيفية التكفل بها على المدى الطويل. وأشار الدليل الذي أصدرته الوزارة في فبراير 2021 وبعد التعريف بأعراض كوفيد-19 الحادة وتعقيداتها، الى أهم الاعراض التي يخلفها الفيروس من بينها أعراض تنفسية وأخرى تخص القلب والشرايين والاعصاب والجهاز الهضمي والعضلات والعظام الى جانب أعراض نفسية وأخرى تصيب منطقة الانف والاذن والحنجرة وكذا الجلد.
ودعت الوزارة من خلال هذا الدليل السلك الطبي الى تحديد الاشخاص الحاملين لهذه الاعراض التي تستمر ما بين 4 الى 12 أسبوعا بعد الاصابة بالفيروس قصد القيام بفحوصات أولية وتوجيه المريض نحوالتكفل الانجع بالاختصاص الملائم لمرضه.
كما نصحت الوزارة بتقييم حالة كل مصاب على حدى وإعطاء أهمية خاصة للأشخاص المسنين الذين يعاني بعضهم من أبسط الأعراض الى غاية تسجيل أعراض عقلية تؤثر على نوعية حياتهم مما يجعلهم أكثر هشاشة من غيرهم.
أما فيما يتعلق بأعراض مخلفات المرض التي تسجل لدى الاطفال وبالرغم من أنها حالات نادرة وغير خطيرة، فان الفئة العمرية 12-18 سنة قد تتعرض الى نفس الأعراض التي تسجل لدى الكبار مما يستدعي ضمان التكفل بها على غرار الفئات الاخرى من المجتمع حسب ذات الدليل.
كما تطرق الدليل إلى شروط العودة الى النشاط المهني الذي يستدعي فحوصات اضافية قبل استئناف النشاط، الى جانب طرق المراقبة الجيدة والتقييم المنتظم لصحة الفرد الجسدية والعقلية والتي يضمنها الطبيب الذي يتابع المريض وذلك استنادا الى توصيات المنظمة العالمية للصحة. وكانت السلطات العمومية نصبت لجنة متعددة القطاعات تسهر على متابعة مخلفات كوفيد-19 على جميع المستويات قصد ضمان المتابعة والتكفل الجيد بالمرضى.
.. 41 إصابة جديدة ووفاة واحدة بكوفيد 19
سجلت 41 إصابة جديدة بفيروس كورونا (كوفيد-19) ووفاة واحدة خلال الـ24 ساعة الأخيرة في الجزائر، فيما تماثل 41 مريضا للشفاء، حسبما أفادت به وزارة الصحة، هذا السبت، في بيان لها.
وبذلك، يبلغ العدد الإجمالي للإصابات 265227 حالة ومجموع المتماثلين للشفاء 177827، فيما وصل العدد الإجمالي للوفيات 6853 حالة. كما تم إحصاء 14 مريضا بالعناية المركزة، وفقا للمصدر ذاته. وأضاف البيان أن 31 ولاية لم تسجل بها أي حالة خلال الفترة المذكورة، فيما أحصت 16 ولاية من حالة واحدة إلى 9 حالات في الوقت الذي عرفت فيه ولاية واحدة تسجيل أزيد من عشر حالات.
ز.ي