أربعة آلاف جزائري حاولوا “الحرقة” إلى أوربا في 2018
تمكن حرس السواحل من إحباط محاولة الهجرة غير الشرعية أو ما يعرف “بالحرقة” 3983 جزائري، حاولوا مغادرة البلاد نحو أوربا عن طريق قوارب الموت. ويعتبر الرقم كبيرا جدا، يضاف اليه مئات المهاجرين الذي تمكنوا من الوصول إلى الضفة الأخرى، وعشرات الذين ماتوا غرقا في البحر، مما يتطلب من السلطات اتخاذ إجراءات لمحاربة هذه الظاهرة التي تهدد الشباب.
وكان المنحى التصاعدي لهذه الظاهرة أجبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، الثلاثاء، أئمة المساجد عبر الوطن إلى تخصيص فقرات من خطبة الجمعة للتحسيس بخطورة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتقديم النصيحة للشباب حتى “لا ينقادوا لهذا الإغراء الآثم”. واعتبر محمد عيسى أن “قوارب الموت أصبحت تفتك من الأسرة الجزائرية أبناءها لينتهي بهم قدرهم قوتا للأسماك أو في حياة الذلة والمسكنة في مراكز الحجز في أرض الغربة. وقبل وزير الشؤون الدينية، أكد عضو بالمجلس الإسلامي الأعلى كمال بوزيدي أن الحرقة لا تجوز كمل اقترح وزارة للهجرة كفيلة بالحد منها، في محاولة منه للحد من الظاهرة عن طريق الوازع الديني. وكان المحامي والناشط الحقوقي مصطفى بوشاشي، قد أكد في تصريح سابق، بأن طبيعة النظام السياسي الجزائري الشمولي غير الديمقراطي، هو السبب الحقيقي وراء ارتفاع مؤشر الهجرة غير الشرعية لدى الشباب الجزائر، الذي يقول محدثنا بأنه لم يعد يرى أي أفق اقتصادي او اجتماعي لحياته في الجزائر. مؤكدا بأن” انعدام الحريات وانتهاك الحقوق، وانعدام الأفق في الذهاب الى نظام ديمقراطي حقيقي دافع أساسي لهؤلاء الشباب للخروج من الجزائر”. وقال بوشاشي في السياق بأنه أصبح على المسؤولين في الجزائر الشعور بالخجل والعار حيال ظاهرة باتت تهدّد حياة الشباب، الذي اصبح لا يتردد في رمي نفسه للموت في عرض البحار من أجل البحث عن العيش بكرامة في ظل أنظمة أخرى.
ب.ر


