وطن

أردوغان يريد توريط الجيش الجزائري في ليبيا

استنفرت تصرفات وتصريحات تركيا إزاء الأزمة الليبية المجموعة الدولية، وزاد إعلان وزير داخلية حكومة السراج، تشكيل حلف ليبي، تركي، جزائري، تونسي لمواجهة القوات المسلحة العربية خليفة حفتر، المشهد العام توترًا، ما دفع الجزائر إلى الرد سريعًا باجتماع مجلسها الأعلى للأمن، واتخاذها إجراءات لحماية حدودها الطويلة مع ليبيا.

ويشير الإعلامي المختص في الشأن الأمني عمار قردود، في تصريحات لـ”اندبندنت عربية”، إلى أن تركيا تريد جرّ الجزائر إلى المستنقع الليبي وتوريط جيشها. وكشف عن أن أردوغان طلب لقاء الرئيس تبون، لكن الأخير اعتذر، ليزور الرئيس التركي تونس. موضحًا أن تركيا تحاول جاهدة استمالة الجزائر لمساعدتها في التدخل العسكري، ولذلك طالبت بضرورة حضور الجزائر مؤتمر برلين، ثم ألغت التأشيرة على الجزائريين أقل من 15 سنة وأكبر من 65 سنة، في تحول مفاجئ بعد تشديدها إجراءات منح التأشيرات للجزائريين السنة الماضية.

وأبرز قردود، أن الرئيس تبون، سيرسل مبعوثين إلى عدد من الدول المعنية بالملف الليبي لعرض مبادرة جديدة لحل الأزمة الليبية. وأوضح أنه تم الشروع في نشر 10 آلاف عسكري جزائري على كامل الشريط الحدودي البري مع ليبيا، مع تنصيب منصات صواريخ وتخصيص قمرين لمسح الحدود، مضيفًا أن قوات الجيش في حالة تأهب قصوى تحسبًا للتدخل العسكري التركي في ليبيا، واحتمال سيطرة القوات المسلحة الليبية على طرابلس.

وكان الرئيس الجديد تبون، أكد في خطاب تنصيبه أن “الجزائر أولى وأكبر المعنيين باستقرار ليبيا، أحبّ من أحبّ وكره من كره، ولن تقبل أبدًا بإبعادها عن الحلول المقترحة للملف الليبي”، موضحًا: “سوف تبذل الجزائر مزيدًا من الجهد، في سبيل تحقيق استقرار ليبيا الشقيقة والحفاظ على وحدتها الشعبية والترابية، وهذا من واجباتنا وأولوياتنا”.

ووجه دعوة إلى جميع الإخوة الليبيين إلى لمّ صفوفهم وتجاوز خلافاتهم ونبذ التدخلات الخارجية التي تباعد بينهم وتحول دون تحقيق غايتهم في بناء ليبيا الموحدة المستقرة المزدهرة، وقال إن الجزائر تفتح أبوابها واسعة لاستقبال الأشقاء الليبيين للتحاور متى أرادوا، ولن تقصر في توفير كل الوسائل والإمكانات في سبيل تحقيق هذا الهدف، مشددًا على أن الجزائر ستظل تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما ترفض بقوة محاولات التدخل في شؤونها الداخلية، مهما كانت تلك المحاولات.

أردوغان يحاول إدخال ليبيا في “مستنقع الموت”

وأعرب الحزب الوطني الجزائري عن استنكاره الشديد للمساعي التركية لنقل الحرب من سورية الى الأراضي الليبية.

وقال الحزب، في بيان أصدره أمس، الاثنين ونقلته بوابة “أفريقيا الإخبارية”: “إن الحزب الوطني الجزائري يتابع عن كثب وببالغ الاهتمام التحركات التي يقوم بها رئيس تركيا رجب طيب أردوغان إلى منطقة المغرب العربي، والتي يسعى من خلالها إلى بسط النفود الإنكشاري العثماني على أرض ليبيا الشقيقة، بغية تحقيق المشروع الذي طالما حلم به لبسط الهيمنة التركية على المنطقة بلباس جديد وحلة جديدة، بحجة محاربة الإرهاب وحماية مصالح الشعب الليبي الشقيق”.

وقال الحزب في بيانه:”لم تكن زيارة أردوغان إلى تونس الشقيقة إلا محاولة لإدخالها في مستنقع الموت الجديد الذي رسمته قوى الشر بهدف تدمير ليبيا واستنزاف خيراتها واستباحة دماء شعبها”. واستنكر الحزب بشدة “نقل الجنود من المرتزقة وسفاكين الدماء الذين استباحوا دماء أهالي سورية الشقيقة إلى الأراضي الليبية الشقيقة، والمساس بمصالح الدول المجاورة وبشعوبها، بغرض بسط النفوذ العثماني الإنكشاري من جديد في المنطقة بحجة محاربة الإرهاب وتوفير الحماية”.

ووجه الحزب، النصيحة إلى الرئيس رجب طيب أردوغان بالعدول عن هذا المشروع البائد والتفكير فيما يخدم مصالح شعبه والشعوب المسلمة الباقية، وألا يكون السبب في شرخ تلك العلاقة، التي تربط شعوب الدول المسلمة بالشعب التركي المسلم، وألا تنساق القيادة التركية في توريط الشعب التركي الشقيق في انزلاقات وحروب لا يوجد فيها رابح أو خاسر، ويعتبر فيها الكل خاسرا.

ودعا الحزب الشعب الليبي إلى أن يلتف حول مشروع وطني جامع للم الشمل، ونبذ الفتنة بين الإخوة والرجوع إلى طاولة الحوار والتنازل عن الأنانية البغضاء والالتفاف حول مصالحه وحماية أراضيه، والدفاع عنها والوقوف في صف واحد موحد متماسك بدون تفرقة.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى