ثقافة وفن

أعرق مهرجان سينمائي يحتضر بسبب فيروس “كورونا”

رغم الظروف التي يعيشها العالم ورغم الأزمة الاقتصادية التي خلفها وباء “كورونا” إلا أن إدارة مهرجان كان السينمائي تبحث عن خطط لتنظيم دورة هذا العام بحلّة استثنائية دون نجوم ولا سجادة حمراء، مع بحثها عن أشكال جديدة للبقاء في ظل هذه الأزمات.

والتزم القائمون على هذا الملتقى السنوي العالمي لعشاق الفن السابع والذي اختار الأمريكي سبايك لي رئيسا لدورته الـ73 هذا العام، الصمت منذ إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حظر المهرجانات والأحداث الكبرى حتى منتصف جويلية على أقرب تقدير بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وعلى اثر هذه المستجدات أقرت إدارة المهرجان أنه بات من الصعب التفكير بأن مهرجان كان يمكن أن يقام هذه السنة بشكله الأساسي.

وأضاف هؤلاء بأنهم بدءوا في استشارة جهات عدة في الوسط المهني في فرنسا والخارج، وقد أجمع هؤلاء على أن المهرجان يجب أن يواصل درس مختلف الفرضيات التي تتيح مواكبة السنة السينمائية من خلال إعطاء أفلام مهرجان كان 2020 فرصة للوجود بطريقة أو بأخرى.

ومن شأن إقامة المهرجان بطريقة أو بأخرى على أن تشكل مناسبة لتسليط الضوء على إعادة انطلاق عجلة السينما العالمية، بحسب إدارة مهرجان كان في ظل استمرار إغلاق الصالات السينمائية في أغلب أنحاء العالم.

مهرجان “كان” يناور كورونا بـ”سوق أون لاين”

أما فيما يتعلق بقرر مهرجان كان حول إطلاق سوق “أون لاين” لدعم صناعة السينما الدولية ومساعدة المحترفين، أكدت الإدارة انه سيتم تنظيمه بالتشاور وبمشاركة العديد من المهنيين من جميع أنحاء العالم، في الفترة من 22 إلى 26 جوان المقبل.

وسيتضمن السوق أكشاكا افتراضية لوكلاء المبيعات للاتصال بالمشترين وعرض أفلامهم ومشاريعهم الجديدة قيد التنفيذ في مساحة مخصصة عبر الإنترنت تعمل كمكافئ رقمي لأكشاكهم في كان، ويتضمن أيضا تنظيم اجتماعات بالفيديو عبر تطبيق Matché and Meet، كما ستقام عروض للأفلام المبرمجة أو في مرحلة ما بعد الإنتاج وكذلك عروض المشاريع التي ستتم برمجتها وفقًا للجداول الزمنية المحددة في حوالي 15 دور سينما افتراضية، للحفاظ على زخم السوق وإتاحة الوقت للمشاهدة والتفاوض.

كما سيتضمن الإطلاق نقل البرامج والمؤتمرات إلى الفضاء الرقمي، حيث سيتم إعادة تشكيلها لتقديم اجتماعات المبدعين والمنتجين ووكلاء المبيعات للتواصل وتقديم مشاريعهم.

وستقام أجنحة افتراضية للمؤسسات من جميع أنحاء العالم خاصة بالتصوير السينمائي الوطني واللجان السينمائية ومواقع الأفلام، ودعم منتجيها وتنظيم الاجتماعات في مساحة افتراضية كما اعتادوا القيام بها في جناحهم في “Village International”.

وسيقدم سوق الأفلام “Marché du Film Online” أيضًا اجتماعات سريعة للملحنين أو ناشري الكتب و المنتجين، وقال المدير التنفيذي للمهرجان، جيروم بيلارد: “في هذه الحالة الصعبة، أظهر استطلاع أجريناه الأسبوع الماضي بين الموزعين حول العالم أن 80بالمائة منهم مهتمون بسوق عبر الإنترنت و66بالمائة لديهم القدرة على الاستحواذ بشكل رئيسي على الأفلام المكتملة وكذلك أفلام مرحلة ما بعد الإنتاج والكتابة”.

يذكر أن سوق الأفلام “Marché du Film” هو النظير التجاري لمهرجان كان السينمائي وواحد من أكبر أسواق السينما في العالم، حيث أنشئ في عام 1959، ويقام سنويًا بالتزامن مع مهرجان كان.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى