أويحىى يرد على الاتهامات والأرندي يتهم سياسيين بمحاولة ضرب مصداقيته

رد الوزير الأول أحمد أويحيى، أمس، الاثنين، عن اتهامه بوصف شهداء الثورة التحريرية بالقتلى. وجاء في الرد الذي تضمنه الموقع الرسمي للحكومة، أنه “قامت إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة بالتلاعب عن طريق التركيب، بما ورد من كلام على لسان االوزير الأول، بخصوص شهداء حرب التحرير الوطني حيث يكون قد ذكرهم بعبارة الـموتى وليس بعبارة الشهداء”. ورد أويحيى عن اتهامه بما تضمنته برقية لوكالة الأنباء الجزائرية الـمنشورة يوم 11 نوفمبر، انطلاقا من باريس.
واتهم الناطق الرسمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، صديق شهاب، أطرافا سياسية تسعى للنيل من مصداقية الوزير الأول أحمد أويحيى، من خلال تأويل تصريحاته التي أدلى بها في فرنسا أول أمس.
ورد شهاب صديق أمس، الإثنيين في تصريح صحفي على الإنتقادات الواسعة التي طالت وصف أويحيى لشهداء ثورة التحرير بـ”القتلى” خلال كلمة ألقاها في الإحتفالات المئوية للحرب العالمية الأولى، قائلا ” إن أويحيى لا يأخذ دروس الوطنية ووفائه لقضايا المجاهدين والشهداء من أحد”. وبرر الناطق الرسمي باسم الأرندي استخدام الوزير الأول لعبارة مليون ونصف مليون قتيل في ثورة التحرير الكبرى كون كلمته موجهة للأجانب وهم لا يفقهون مصطلحات الثورة والشهداء. ويرى صديق شهاب أن براغماتية أويحيى معروفة في خطاباته وهذا ما دفعه لإستعمال مصطلحات لها نفس المدلول، مستغربا تحويل القضية إلى مشكل سياسي والحكم على نوايا الوزير الأول. وبشأن موقف شخصيات سياسية ونواب للمعارضة انتقدوا بشدة خرجة الوزير الأول، شدد القيادي بالتجمع الوطني الديمقراطي بأن أويحيى ابن مجاهد وانتماؤه معروف ولا أحد يزايد على وطنيته. وختم أن الوزير الأول والأمين العام للارندي، ليس مضطرا لتبرير ما قاله في خطابه الذي ألقاه في باريس خلال احتفالات الذكرى المئوية لانتهاء الخرب العالمية الأولى.
وسرعان ما أثارت كلمة أويحيى باريس جدلا في الجزائر، إذ اعتبر المناضل أحمد بن نعمان أن “أويحيى استخدم قاموس فرنسا الاستعماري، عندما وصف من باريس الشهداء الأبرار بأنهم مجرد قتلى، وأن ثورة نوفمبر العظيمة مجرد حرب”.
واستغرب الكاتب عبد العزيز بوباكير استعمال أويحيى مصطلح قتلى لوصف شهداء الكفاح الثوري في الجزائر، بدل استعمال التوصيف الشعبي والرسمي باعتبارهم شهداء من أجل الحرية. واستهجن معلقون وصف الوزير الأول ثورةَ التحرير بأنها “حرب”، وهي نفس المصطلحات التي تستعملها الرواية الفرنسية في تعاملها مع ملف الذاكرة وثورة تحرير الجزائر.
ويمثل المساس بشهداء ثورة التحرير جرما سياسيا غير مقبول، وتجاوزا يعاقب عليه القانون، وينتظر أن تعلن منظمات ثورية ومدنية وأحزاب سياسية، عن مواقف رسمية ضد تصريحات رئيس الحكومة الجزائرية.
وهذه المرة الثانية التي يقع فيها أويحيى في موقف مماثل، إذ واجه في بداية شهر جوان الماضي عاصفة إعلامية وسياسية حادة، بعد دعوته في مؤتمر لرجال الأعمال الجزائريين إلى التعاون مع “الأقدام السوداء”، وهم قدماء المستوطنين الفرنسيين السابقين في الجزائر، لتسويق المنتجات والبضائع الجزائرية في أفريقيا. واستنكرت حينها منظمات تمثل المرجعية الثورية في الجزائر ذلك، واعتبرت أن “هذه التصريحات لا تبعث على الارتياح، وتسيء إلى مكاسب الأمة وثوابتها، وتنال من قيم ثورة نوفمبر 1954”.
وكان الوزير الأول أحمد أويحيى قال في كلمته أن الحرب العالمية الأولى كلفت عشرات الآلاف من القتلى من الشعب الجزائري. وفي مستهل كلمة ألقاها بالمناسبة، ذكر أويحيى أن”الحرب العالمية الأولى كلفت الشعب الجزائري الذي كان آنذاك عشرات الآلاف من القتلى”، مضيفا “أترحم هنا على أرواحهم وعلى أرواح كافة ضحايا هذا النزاع”.
وبعدما أشاد بمبادرة فرنسا على احتضان هذا المنتدى حول السلم، أكد السيد أويحيى”أنه ليس هناك وقت أكثر ملائمة من هذا اليوم الخالد للتفكير سوية حول سبل ووسائل الوقاية من الحروب والنزاعات”. ومن جهة أخرى، ذكر أويحيى “بالثورة المظفرة للشعب الجزائري الذي تعرض لفظائع الحرب في سبيل استعادة استقلاله، وكان ثمنها مليون ونصف شهيد وملايين الضحايا والمرحلين وخراب كبير”. وفي نفس السياق، ذكر بكفاح الشعب الجزائري ضد الارهاب الذي خلف عشرات الآلاف من الضحايا والملايير من الدولارات من الخسائر”. وأضاف: “لقد تجاوزت هذه المأساة الوطنية بفضل تضحيات شعبها وكذا بفضل سياسة السلم والمصالحة الوطنية التي رقاها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وكرستها الأمة ذات السيادة”، كما تطرق أويحيى الى مساهمة الجزائر من خلال الوساطات التي طلبت منها في حل النزاعات والأزمات في لبنان بالشرق الأوسط وفي القرن الافريقي بين اريتيريا واثيوبيا وكذا في منطقة الساحل لاسيما في مالي”.
رضا. ب