إسلاميات

إسحاق بن راهويه.. إمام أهل المشرق

هو الإمام الكبير، شيخ المشرق، أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر التميمي ثم الحنظلي المروزي، نزيل نيسابور، سيد الحفاظ. روى له البخاري ومسلم في الصحيحين، وأبو داود والنسائي في سننهما. كان رحمه الله أحد أئمة المسلمين، وعلماء الدين، اجتمع له الحديث والفقه، والحفظ والصدق، والورع والزهد، وهو صاحب مذهب من المذاهب المندثرة.

أما عن قولهم ابن راهويه؛ فقد سأله الأمير عبد الله بن طاهر: لم قيل لك ابن راهويه؟ وما معنى هذا؟ وهل تكره أن يقال لك ذلك؟ قال: اعلم أيها الأمير أن أبي ولد في طريق مكة، فقالت المراوزة: راهويه؛ لأنه ولد في الطريق، وكان أبي يكره هذا. وأما أنا، فلا أكرهه.

..مولده ونشأته

ولد في سنة إحدى وستين ومائة بخراسان، وبدأ في طلب العلم على أيدي علمائها وسمع من شيخ شيوخها شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك، قال الذهبي في السير: فما أقدم على الرواية عنه – لكونه كان مبتدئا – لم يتقن الأخذ عنه.

..رحلته وشيوخه

ارتحل لطلب الحديث والعلم في سنة أربع وثمانين ومائة، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، ولقي الكبار، وكتب عن خلق من أتباع التابعين. وسمع الكثير من أهل العلم وتلقى عن الأكابر المشاهير، فسمع من الفضيل بن عياض، ومعتمر بن سليمان التيمي، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وإسماعيل ابن علية، ووكيع بن الجراح، ويزيد ابن هارون، ويحيى بن سعيد القطان، وأبي بكر بن عياش، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، وأبي معاوية الضرير، وعبد الله بن وهب، ومحمد بن جعفر “غندر”، والوليد بن مسلم، وبقية بن الوليد، وحفص بن غياث، وعبد الله بن إدريس، والنضر بن شميل، وأمم سواهم بخراسان والعراق والحجاز واليمن والشام.

..تلاميذه ومن روى عنه

وكما حدث إسحاق عن الكبار وحمل عنهم وسمع منهم، فكذلك أخذ عنه الأكابر وأساطين المحدثين، فحدث عنه: بقية بن الوليد، ويحيى بن آدم، وهما من شيوخه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وهما من أقرانه، وإسحاق بن منصور، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج في “صحيحيهما”، وأبو داود والنسائي في “سننهما”، وأحمد بن سلمة، وموسى بن هارون، ومحمد بن نصر المروزي، وداود بن علي الظاهري، وجعفر الفريابي، وأبو العباس السراج خاتمة أصحابه، وخلق كثير سواهم.

..حفظه ومؤلفاته

كان إسحاق من الأئمة الحفاظ والمتقنين الأثبات، ولشدة حفظه وتثبته أملى المسند والتفسير من حفظه، وما كان يُحدث إلا حفظاً.

قال النسائي: «إسحاق ثقة مأمون إمام». وقال الحاكم أبو عبد الله صاحب المستدرك: “إسحاق بن راهويه إمام عصره في الحفظ والفتوى”.

قال أبو داود الخفاف: “سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي، وثلاثين ألفا أسردها، قال: وأملى علينا إسحاق من حفظه أحد عشر ألف حديث ثم قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا”.قال قتيبة بن سعيد: “الحفاظ بخراسان: إسحاق بن راهويه، ثم عبدالله الدارمي، ثم محمد بن إسماعيل” يعني البخاري، رحمهم الله.

مؤلفاته

وبعد هذا الحفظ والعلم والفضل كان لابد أن يدلي بدلوه في التأليف، فكان له من المصنفات: المُسْند “مسند إسحاق”، وله “التفسير الكبير”، وقد أملى المسند والتفسير من حفظه، وما كان يُحدث إلا حفظاً. وله أيضا “المصنف”، و”الجامع الكبير”، و”الجامع الصغير”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى