سياسةفي الواجهة

إعادة انتخاب بن صالح رئيساً لمجلس الأمة للمرة السابعة على التوالي

 

 

أعاد أعضاء مجلس الأمة، أمس، الثلاثاء، انتخاب عبد القادر بن صالح للمرة السابعة على التوالي رئيساً للغرفة العليا للبرلمان لولاية جديدة، بعد تجديد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الثقة فيه كعضو في المجلس ضمن الثلث الرئاسي المعين.

وتم انتخاب بن صالح بالتزكية خلال جلسة تنصيب الأعضاء الـ48 الذين فازوا بمقاعد انتخابات التجديد النصفي التي جرت نهاية شهر ديسمبر الماضي لمجلس الأمة، والثلث الرئاسي الذي يضم 48 عضوا يعينهم الرئيس كل ست سنوات.

وحافظ بن صالح على موقعه كثاني رجل في الدولة، حيث يشغل منصب رئيس مجلس الأمة منذ عام 2002، حين قام بوتفليقة بنقله من رئاسة المجلس الشعبي الوطني، التي كان يشغلها إلى رئاسة مجلس الأمة، عقب وفاة رئيس المجلس السابق شريف مساعدية.

وسبق لبن صالح، الذي يحظى بثقة الرئيس ، أن ترأس المجلس الوطني الانتقالي، وهو برلمان انبثق عن ندوة الوفاق الوطني عام 1994 في المرحلة الانتقالية، وفي عام 1997 أصبح رئيساً لأول برلمان تعددي في الجزائر بعد انتخابات ماي 1997. ويعاد انتخاب رئيس مجلس الأمة كل ثلاث سنوات مع كل تجديد نصفي للمجلس، الذي يضم 144 عضوا، يتم انتخاب 96 عضوا منهم عن طريق الاقتراع، حيث تمثل كل ولاية من الولايات بمقعدين، فيما يعين الرئيس الثلث المتبقي المقدر بـ48 عضوا.

..تنصيب أعضاء مجلس الأمة بتشكيلته الجديدة

وتم تنصيب أعضاء مجلس الأمة الجدد وذلك خلال جلسة علنية ترأسها أكبر الأعضاء سنا السيد صالح قوجيل. وفي مستهل الجلسة، تمت المناداة على كافة الأعضاء الجدد ليشرع بعد ذلك في انتخاب أعضاء لجنة إثبات العضوية وفقا للنظام الداخلي لمجلس الأمة.

وتجدر الإشارة إلى أن أعضاء الثلث الرئاسي المنصبين يقدر عددهم ب16 عضوا ويتعلق الأمر بكل من: عبد القادر بن صالح، محمد أخاموخ، السعيد بركات، عائشة باركي، فوزية بن باديس، محمد بن طبة، نوارة جعفر سعدية، الهاشمي جيار، محمد زكريا، حمود شايب، عبد القادر شنيني، عبد الكريم قريشي، صالح قوجيل وجمال ولد عباس لعهدة تدوم 6 سنوات، بالإضافة إلى العضوين رشيد بوسحابة ومحمد الواد المعينين لمدة 3 سنوات.

..بن صالح يدعو إلى إنجاح الانتخابات الرئاسية

دعا عبد القادر بن صالح، أعضاء هيئته التشريعية الى المساهمة في تحفيز المواطن على انجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال بن صالح مخاطبا أعضاء مجلس الأمة عقب اعادة انتخابه رئيسا له: “يأتي انتخابكم ضمن مجلس الأمة متزامنا مع استحقاق انتخابي وطني هام سيختار بموجبه الشعب رئيسه للسنوات الخمس القادمة، فحاولوا بوزنكم ومكانتكم بين أفراد الشعب أن تساهموا في تحفيز المواطن على صناعة الحدث وإنجاح الموعد”.

وأضاف أن انتخاب أعضاء المجلس الجدد “يأتي في ظرف سياسي خاص ومرحلة اقتصادية جد صعبة”، مؤكدا أن الامر يجعل دورهم ضمن الهيئة “حساسا وصعبا في نفس الوقت”، مطالبا اياهم ب”مراعاة انشغالات المواطن والتجاوب معها”.

كما أكد بن صالح أن اعضاء المجلس مطالبون ايضا ب”مراعاة الوضعية الخاصة والصعبة التي تعرفها البلاد في ظل الأوضاع الاقتصادية المحلية والدولية الضاغطة”، مشددا على أن “روح المسؤولية تحتم عليهم المساهمة في اقتراح صيغ حلول للمشاكل المطروحة”. من جهة أخرى، دعا بن صالح أعضاء المجلس الجدد (المنتخبون ضمن التجديد النصفي والمعينون في اطار الثلث الرئاسي) الى “مراعاة قواعد العمل المعمول بها ضمن الهيئة”، مبرزا ان هذه الهيئة “تسير وفق قواعد عمل متبعة وقوانين مرعية”، كما تتمتع بـ”رصيد تجربة غنية”، حاثا اياهم على “تعزيز هذه التجربة وتطعيمها بتجربتهم الشخصية”.

كما طالبهم بأن يكون عملهم ضمن المجلس “متكاملا” مع عمل بقية مؤسسات الدولة، مناشدا اياهم بالعمل في إطار “النسق القانوني المؤدي إلى تعزيز ركائز دولة الحق والقانون، وبما يتماشى مع متطلبات الدولة الحديثة المتفتحة على العالم والمحافظة في نفس الوقت على ثوابتها الوطنية”.

وفي السياق، قال رئيس المجلس لدى تطرقه الى انتخابات التجديد النصفي لأعضاء المجلس أن “ما برز واضحا من نتائج انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة تمثلَ هذه المرة في تأكيد التوجه الداعم لبرنامج رئيس الجمهورية”، الأمر الذي سيساهم، حسبه، في “تأكيد الاستقرار للهيئة وتحقيق الأداء المنسجم لهياكلها”. ولدى تطرقه الى تشكيلة المجلس، أعرب بن صالح عن “ارتياحه لتواجد الرأي المخالف ضمن الهيئة”، معتبرا إياه بمثابة “ظاهرة صحية في نظامنا البرلماني”.

وأعرب عن أمله في أن “تساهم هذه المعارضة في إعطاء الإضافة النوعية المرجوة للممارسة الديمقراطية ضمن هيئتنا وتثري الأداء البرلماني فيها”، معتبرا أن مجلس الأمة “فضاء واسعا للحكمة ومكانا مفضلاً للحوار ومنبرا للنقاش”، كما يشكل “مدرسة كبيرة وإطارًا مواتيًا للممارسة الديمقراطية والأداء السياسي المسؤول وكذا حصنًا منيعًا لحماية نظام بلادنا الجمهوري ووحدتها الوطنية”.

كما رحب رئيس المجلس ب”كل المبادرات الجيدة والأفكار البناءة”، حاثا اعضاء هيئته على “البقاء على صلة بالمواطن وتحسس انشغالاته المشروعة، ناهيك عن الاجتهاد معا ضمن الهيئة للبحث عن صيغ الحلول المشتركة لقضايا المجتمع الأساسية من خلال إصدار قوانين ناجعة تعالج مشاكل المواطن وتراعي مصلحة الوطن في آن واحد”.

كما ذكر رئيس المجلس ان الانتماء الى هذه الهيئة “يأتي متزامنا مع فترة تعرف البلاد فيها تحديات كبيرة ومهام عديدة من شأنها أن تقوي دور أعضاء مجلس الأمة ومسؤوليتهم الوطنية، سيما وأن هذه الاهمية تبرز عندما نقرنها بالإصلاحات السياسية الهامة التي بادر بها رئيس الجمهورية بكل ما سيترتب عنها من مشاريع نصوص قانونية ستبرمج في دورات البرلمان القادمة”. ولم يفوت بن صالح المناسبة ليسدي شكره لرئيس الجمهورية على الثقة التي وضعها في شخصه حين عينه ضمن قائمة الثلث الرئاسي لمجلس الأمة.

رضا. ب

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى