الأخيرةفي الواجهةوطن

إلياس مرابط يطالب بالتحقيق في ارتفاع الوفيات بكورونا في القطاع الصحي

كشف رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، إلياس مرابط، فقدان 45 طبيبا، خلال الشهر الأخير بسبب كورونا، في موجة تعتبر الأعلى من نوعها على المستوى العالمي، فيما تجاوزت الإصابات 30 ألف حالة منذ بداية الجائحة، داعيا لبحث أسباب الارتفاع الرهيب في ضحايا الفيروس وسط مهنيي القطاع الصحي.

وأوضح الدكتور مرابط، في اتصال هاتفي مع موقع سبق برس، أنهم يشهدون ارتفاعا رهيبا في عدد الوفيات وسط الأطباء، لتسجل وفاة 45 طبيبا بين القطاعين العام والخاص إلى غاية صبيحة اليوم، التي عرفت فقدان 3 أطباء.

واعتبر مرابط أن الحصيلة تشكل استثناء على المستوى العالمي، عائدا بالصورة إلى توصية منظمة الصحة العالمية بضرورة القيام بدراسة حول ارتفاع عدد الوفيات وسط الجيش الأبيض، واصفا الوضعية بالكارثية بعد انفجار عدد الإصابات وسط المهنيين.

كما سجل القطاع 260 حالة وفاة وسط الأطباء منذ بداية الجائحة، و400 وسط المهنيين، فيما تتجاوز عدد الإصابات 30 ألف حالة وسط السلك الطبي ككل، وهو ما يعد رقما كبيرا وأعلى من المعايير المسجلة عالميا.

ومن جهته، أكد مرابط على ضرورة اتخاذ التدابير المستعجلة، في ظل نقص وسائل الحماية والوقاية، فكلما ارتفعت الموجة ارتفع معها استهلاك وسائل الحماية، وهو ما أدخل القطاع في حالة نقص وأحيانا ندرة، لدرجة أن الكثير من المهنيين يقتنيها من خارج المؤسسات.

ولخص رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية أسباب ارتفاع عدد الإصابات بالإضافة إلى نقص وسائل الحماية في التعب والإرهاق، الذي يعاني منه  الجيش الأبيض ما يجعل البعض يتهاون أحيانا في الالتزام ببعض شروط الوقاية، وأيضا إلى الحالة الوبائية، فمع ارتفاع أعداد الإصابات والتوجه نحو ذروة الموجة تسجل معها شحنة فيروس عالية، وكلما ارتفعت ارتفع معها خطر الإصابة.

كما طرح محدثنا إشكالية عدم تخصيص أروقة خاصة بالمصالح المخصصة للكوفيد، لتفادي نقل العدوى لباقي المهنيين بالمصالح الأخرى، حيث أن جل المصالح مرتبطة بفضاءات مشتركة، وهو ما يكشف أن طريقة تنظيم العمل الحالية غير مناسبة.

وأكد مرابط أنهم سبق وأن نادوا لتخصيص رواق خاص بالكوفيد، وتخصيص مساحات كبرى بالتجهيزات، لأن غالبية المرضى يحتاجون للأكسجين دون حاجة كبيرة للعناية الطبية، وهو ما لم يؤخذ بعين الاعتبار.

من جهة أخرى، استنكر رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، غياب الأمن بالمؤسسات الاستشفائية، ليجد أبناء القطاع أنفسهم يواجهون حالة الاحتقان الحاصلة وسط عائلات المرضى لوحدهم، معتبرا أن التضحيات التي يقوم بها مهنيو الصحة تقابل بنوع من الاستفزاز، حيث يحمّلهم البعض مسؤولية النقائص والضغوطات الحاصلة رغم أنهم يبذلون جل جهودهم.

وأضاف مرابط أنهم كجيش أبيض لم يتخلوا عن القطاع ولم يرفضوا مواجهة الوباء رغم كل الصعوبات وكل ما يدفعونه من ثمن، إلا أن ما يحز في نفوسهم هو تحميلهم مسؤولية ضعف التسيير الذي هو خارج عن نطاق مسؤولياتهم.

ونقل حجم المعاناة التي دخلها بعض أبناء القطاع، إذ يعيش بعضهم مآسي، بعد نقل العدوى لأهاليهم وفقدانهم جراء ذلك، مؤكدا أن كل هذه الضغوطات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ليكون المواطنين يدا واحدة مع مهنيي القطاع بدل تحميلهم مسؤوليات التسيير.

كما دعا الجهات الوصية لتطبيق القانون وتوفير الظروف المناسبة للعمل على رأسها الأمن في ظل الاعتداءات المسجلة، حيث تعرض طبيب مناوبة منذ يومين بمستشفى مفتاح في البليدة للاعتداء، موضحا أن المستشفى الذي يضم 240 سرير يقع على بعد 5 كم، دون توفير أي أمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى