الأخيرةثقافة وفنفي الواجهة

احتفال وطني بالذكرى 77 لمجازر 8 ماي 1945

سطرت مؤسسات ثقافية تحت وصاية وزارة الثقافة والفنون عبر مختلف فضاءاتها على المستوى الوطني برنامجا ثريا يتمثل في مداخلات ومعارض للكتب والصور والوثائق وأفلام تاريخية، وذلك بمناسبة الاحتفال بـ “اليوم الوطني للذاكرة” المصادف للذكرى السابعة والسبعين لمجازر 8 ماي 1945، والتي تم ترسيمها كيوم وطني من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون السنة الماضية، من أجل تذكير الأجيال ببشاعة الاستعمار الفرنسي وتكريما لضحايا القمع الهمجي للمظاهرات المسالمة والمطالبة بالاستقلال.

وبهذه المناسبة التاريخية التي راح ضحيتها أزيد من 45 ألف شهيد، سطرت مؤسسة “فنون وثقافة” لولاية الجزائر، برنامجا خاصا تحت شعار “8 ماي .. شعب ضحى، ذاكرة لا تُمحى”، ويهدف إلى تذكير الأجيال الصاعدة بأن هذا التاريخ يعتبر منعطفا حاسما في مسار الحركة الوطنية، ومن بين أسباب اندلاع الثورة الجزائرية التي كانت ثمرتها الاستقلال، ويضم عدة نشاطات ثرية ومتنوعة، يستمر إلى غاية 17 ماي الجاري على مستوى قاعاتها ومراكزها الثقافية الموجودة في العاصمة، وتتقدمها قاعة “ابن خلدون”، التي تستقبل معرضا للأرشيف والصور حول مجازر 8 ماي 1945، بمساهمة مركز المحفوظات الوطنية.

وبمساهمة المركز الوطني للوثائق والصحافة والصورة والإعلام، يحتضن المركز الثقافي “مصطفى كاتب”، معرضا للصور يتواصل إلى 10 ماي الحالي، ومن جهته، يستقبل فضاء النشاطات الثقافية “آغا” بداية من اليوم الأحد 8 إلى غاية 17 ماي، عرضا للمقالات والصور حول الحدث، ومعرضا آخر لصور المجاهدين، ومعرضا للكتب والمجلات التاريخية، بيان أول نوفمبر، والنشيد الوطني.

من جهتها تعرض اليوم دار الاوبرا بوعلام بسايح بذات المناسبة الفيلم الروائي الطويل “هيليوبوليس”  لجعفر قاسم ، بداية من السابعة مساء، الفيلم من إنتاج المركز الجزائري لتطوير السينما التابع لوزارة الثقافة والفنون وبطولة عزيز بوكروني ومهدي رمضاني وفضيل عسول بمشاركة عدد من الممثلين الفرنسيين، ويدور هذا الفيلم السياسي المقتبس عن أحداث واقعية ببلدة هليوبوليس بولاية قالمة بشمال شرق الجزائر، وما تعرضت له هذه البلدة من اضطهاد على يد الاستعمار الفرنسي وقتها، حول شخصية “زيناتي”، أحد ملاك الأراضي ببلدة “هيليوبوليس” بولاية قالمة  وابن “قايد”، الذي تأثر بالأفكار الإدماجة ، غير أن ابن “زيناتي”، الطالب الشاب، يتبنى المطالب المنادية باستقلال الجزائر .

الفيلم الذي يتخذ من تاريخ 1940 بداية لأحداثه يرصد أيضا الأسباب التي أدت لمجازر 8 ماي 1945 التي ارتكب فيها المعمرون فضائع رهيبة بحق الجزائريين، وهو إدانة صريحة للإبادات التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر.

كما دعت وزارة الثقافة والفنون كل المديريات التابعة لها بضرورة الاحتفال بالمناسبة، لأحياء الذاكرة الوطنية وتبليغ الرسالة للجيال القادم ممن الشباب، وقد خصصت مديرية الثقافة لولاية الجزائر العديد من النشاطات لفائدة الأطفال بينها ورشات فكرية وفنية ورحلات إلى متحفي المجاهد والجيش وكذا معارض للصور والكتب التاريخية، بمشاركة العديد من الجمعيات، وأعدت من جهتها مديرية الثقافة لولاية أدرار نشاطات متنوعة من أناشيد وطنية ومعارض صور تاريخية ومسابقات فكرية حول مجازر 8 ماي، وهذا بهدف التذكير بها، والتحفيز على البحث في تاريخ الثورة التحريرية، وبأم البواقي برمجت نشاطات تتضمن معرضا للكتاب التاريخي وعرضا مسرحيا ومسابقات ومحاضرات حول هذه المجازر الشاهدة على بشاعة المستعمر الفرنسي، بالإضافة ليوم دراسي حول علاقة الثقافة بالتاريخ، خصصت مديرية الثقافة لولاية البليدة بهذه المناسبة أناشيد وطنية وعرضين، مسرحي وغنائي، وكذا معرض للكتاب التاريخي مع برمجة مجموعة من الأفلام الوثائقية حول تاريخ الجزائر.

وستعرف مديرية الثقافة لتمنراست بث أناشيد وطنية مع برمجة ندوة حول الذاكرة الوطنية وعرض فيلم وثائقي حول تاريخ الجزائر وكذا معارض للصور والكتب التاريخية بالإضافة للعديد من النشاطات الموجهة الأطفال، وبرمجت مديرية الثقافة لبجاية عرض فيلم سينمائي حول هذه مجازر 8 ماي ومعرض متنوع حولها وكذا نشاطات خاصة بالأطفال، في حين ستكون مديرية الثقافة لتلمسان على موعد مع معارض للصور والكتب التاريخية، من جانبها خصصت مديرية الثقافة لولاية سطيف برنامجا ثريا من عروض فنية ومسرحية وسينمائية، مع بث أناشيد وطنية، بالإضافة لتنظيم معارض للصور والكتب التاريخية وندوة تاريخية، وكذا العديد من النشاطات لفائدة الأطفال، اما وهران فستحي هذا اليوم التاريخي بتقديم محاضرات وأمسيات شعرية ومعارض للصور والكتب التاريخية بالإضافة لبرمجة فيلم وثائقي حول مجازر 8 ماي.

 

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى