
اختتمت سهرة الجمعة، بأوبرا الجزائر بالعاصمة، الإقامة الموسيقية، “وان بيت الصحراء” بحفل فني ساهر نشطه الفنانون المشاركون بهذه التظاهرة الدولية، وسط تجاوب كبير من الجمهور.
وعلى مدار أكثر من ثلاث ساعات، عرف حفل الاختتام تقديم وصلات موسيقية وغنائية متنوعة، عرفت تمازجا رائعا بين مختلف الطبوع الجزائرية والآفرو-أمريكية والإفريقية كالراي والشعبي واليالا والجاز والبلوز والراب.
كما عرفت السهرة، انسجاما في الأداء على مختلف الآلات الموسيقية، التقليدية منها والعصرية, كالقمبري والباتري والغيتار والكمان والدربوكة, بمشاركة فنانين شباب من الجزائر والولايات المتحدة وتونس ومالي وليبيا وموريتانيا وبلدان أخرى.
ومن بين هؤلاء المغنية الجزائرية، رجاء كاتب وعازف الباتري الأمريكي إيغنابو ومواطنته المغنية بلاك أسيتس والعازف المالي على الغيتار قاربة عومار توري والمغنية الموريتانية فاما مبايي وكذا العازف التونسي على الكمان حسن مشيخي.
كما تميز الحفل أيضا، الذي حضرته السفيرة الأمريكية بالجزائر, أليزابيث مور أوبين, بمشاركة الموسيقي شكيب بوزيدي كمدير فني, وهو أيضا المبادر بهذه التظاهرة, وكذا العازف المعروف على الباتري كريم زياد الذي شارك بخبرته في تكوين الفنانين المشاركين.
وكانت إقامة “وان بيت الصحراء”, التي استمرت لثلاثة أسابيع, قد افتتحت فعالياتها بتاغيت بولاية بشار في 21 فبراير الماضي أين قضى 23 فنانا من الجزائر والولايات المتحدة وعدة بلدان إفريقية أسبوعين في العمل المشترك وورشات التبادل والأداء والتأليف الموسيقي قبل أن ينتقلوا للعاصمة أين واصلوا إقامتهم بدار عبد اللطيف لأسبوع آخر.
وتسعى هذه التظاهرة, التي نظمتها السفارة الأمريكية بالجزائر بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون, إلى توفير تكوين عالي المستوى للفنانين المشاركين وإنتاج موسيقى جديدة وأصيلة وكذا فتح آفاق عمل جديدة لهم.
كما تهدف إلى تسليط الضوء على التراث الموسيقي الجزائري والإفريقي وأيضا الأفرو-أمريكي باعتباره “أصل” الموسيقى الأمريكية الحالية, بالإضافة إلى التعريف بالإمكانات السياحية لتاغيت والجزائر.
وتجدر الإشارة، إقامة “وان بيت”, التي تنظمها منظمة الفنون الأمريكية “فاوند ساوند نيشن” وتمولها الحكومة الأمريكية, انطلقت في 2012 كإقامة فنية أمريكية تجمع سنويا ولمدة شهر فنانين صاعدين من مختلف بلدان العالم بهدف كتابة وإنتاج إبداعات فنية أصلية وأدائها في إطار جولات بعدد من المدن الأمريكية, ومنذ 2016 خصص المنظمون إقامات سنوية موازية عبر بلدان العالم ومنها الجزائر.