ثقافة وفن

اختتام معرض “المنسيات من التاريخ” بقصر رياس البجر

اختتم أول أمس، بقصر رياس البحر بالجزائر العاصمة، معرض “المنسيات من التاريخ” الذي نظمته مجلة “باب زمان” بالتنسيق مع الفنانة التشكيلية فاطمة الزهراء بوعاوني، والذي سلط من خلاله الضوء على نساء من أزمنة مختلفة “منسيات” في الذاكرة الجزائرية من خلال عرضِ بورتريهات لهن مرفقة بسير موجزة عنهن،  كما جاء محاولة لنفض الغبار عن أيقونات لم تأخذ حقها في المساهمة في إثراء الذاكرة الجماعية.

وسعى المنظمون من خلال هذه التظاهرة التي لها ابعاد تاريخية وفنية الى التعريف بمساهمات المرأة سواء خلال الثورة التحريرية حيث وقفت الى جنب الرجل وكافحت من اجل الوطن ومساهمتها الفعالة في بناء وتطوير بلادها، وقد خصص المعرض جناح  تناول جانب من نضال المرأة وتضحياتها ابان الحرب التحريرية وايضا خلال العشرية السوداء وذلك من خلال عرض صور للمجاهدات والشهيدات في سبيل الاستقلال مع لافتات تحمل معلومات عن سيرهن، كما عرضت ايضا صور لنساء و فتيات دفعن حياتهن ثمنا لصمودهن ووقوفهن في وجه الارهاب، على غرار لالّة فاطمة نسومر التي تعد إحدى أبرز قائدات المقاوَمات الشعبية ضدّ الاستعمار الفرنسي، ونفيسة حمّود المناضلة في الثورة التحريرية، ونبيلة جحنين الناشطة النسوية اليسارية التي اغتالها الإرهاب في تيزي وزّو عام 1995، ورشيدة حمادي الصحافية التي اغتالها الإرهاب، رفقة شقيقتها حورية، في الجزائر العاصمة في العام نفسه.

كما خصص المعرض جناحا للمرأة وما تقدمه اليوم في شتى الميادين، بالإضافة إلى اسهاماتها في الحياة اليومية داخل وخارج البيت وذلك بابراز حق المرأة كعضو مساهم في المجتمع والتي بالرغم من جهودها لم تحظ بالاهتمام والاعتراف الذي تستحقه، واستعرض المعرض الفني للتشكيلية فاطمة الزهراء بوعاوني بعنوان “حارسات المعبد” من خلال لوحات فنية جميلة التي تقارب العشرون عملا إسهامات المرأة الجزائرية، استمدت بعضها من التراث الجزائري الأصيل، فقد رسمت الفنانة المرأة وهي تؤدي مهام مختلفة في حياتها اليومية داخل البيت مثل الطهي وانجاز اعمال اخرى مثل النسج والطرز وذلك بريشة دقيقة ابرزت اناقة المرأة الجزائرية بأزيائها الزاهية كما أظهرت الفنانة في لوحات اخرى جمال البيوت العاصمية بعمرانها المتميز وديكورها الأخاذ، كما عرضت ايضا لوحات تعبر عن اهمية حفظ هذا التراث الاصيل والحرص على نقله للأجيال الصاعدة.

المعرض قدم أيضاً صورا لأوروبيات مناهضات للاستعمار، مثل ريموند بيشار، وإيفلين سفير لافالات التي ناضلت ضدّ الاستعمار وعاشت في الجزائر إلى غاية رحيلها، وإميلي بوسكان المناضلة الفرنسية ضدّ الاستعمار الفرنسي، والتي ارتبط اسمها بزوجها مصالي الحاج.

نسرين أحمد زواوي

 

 

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى