مقالات

اختراع البدائل وإبطال الأفضليات

 يوسف مبارك
هنالك موجة حديثة من الاختراعات تعمل بكفاءة منقطعة النظير وهي في غنى عن المعادن النادرة، ووراء موجة اكتشافها دافع مستميت لتحرير مجالات استخدامها من الاحتكار والمساومات والأفضلية في إملاء السياسات والتوجهات الاقتصادية، والذي يحدث يشبه في تسارعه توالي اختراعات الأسلحة النوعية زمن الحرب العالمية الثانية.
دافعها هذه المرة التحصّن ضد تبعات تباطؤ ما بعد الجائحة، والقتال في أوكرانيا، ومكامن المعادن النادرة في دول لا يتفق معها الغرب إلا على مضض.
في يوليو 2021، تمكنت شركة ماهلي Mahle الألمانية للهندسة الميكانيكية من اختراع محرك كهربائي يعمل بكفاءة عالية دون الحاجة إلى قطع مغناطيسية، ثم أتبعت ذلك المحرك في أغسطس الحالي بنسخة مطورة تحافظ على كفاءة تشغيلها المطول عند مستوى 90 في المائة دون ارتفاع في درجة الحرارة يقلل من الأداء.
وقبل أربعة أيام، أعلن معهد MIT الأمريكي الرائد عن ابتكار بطارية مكونة من الألمنيوم والكبريت والملح فقط، تتميز برخص التكلفة، ومقاومتها للاشتعال وفشل نقل التيار، وقابلة للشحن بسرعة قياسية.
في جانب آخر، يعكف علماء سويسريون على تجارب تخزين الكهرباء الشمسية في أعمدة الألمنيوم، نظرا لقدرته على تخزينها بمقدار خمسين ضعفاً عن الليثيوم الشهير، تمهيدا لتجربة استهلاك المخزون في شتاء أوروبا القادم.
كذلك توصل مهندسون من جامعة هارفارد لابتكار مادة تبريد صلبة عوضا عن الغاز التقليدي، تحل محل الأخير في الثلاجات والمكيفات، دون انبعاثات ضارة بالمناخ، هي قيد التجربة الآن. وتبعهم علماء إسرائيليون من شركة غرين كينوكو في استخدام النيتروجين السائل في خزانات معدنية تنشر البرودة في المساحات الخارجية، لتغطي عدة طاولات في المطاعم والمقاهي ويتم استبدال محتوى الخزانات أسبوعيا، وهذا المكيف الجديد المسمى “كِنشو” يعمل بلا كهرباء.
أما علماء جامعة وارويك البريطانية، فقد نجحوا في استخراج الأوكسجين من الماء باستخدام المغناطيس تحت بيئات الجاذبية الضئيلة، مما يفتح المجال لتزويد رواد الفضاء بقدر مطول من التنفس في مهام مزمنة، ويفتح المجال على الأرض لتوليد الأوكسجين الطبي بصورة وفيرة، وهو ما يبعد شبح نقص الأوكسجين الذي شهدته دول عديدة في فترة الجائحة منذ سنتين، ويحل أزمة لوجستية للمستشفيات النائية.
بدورهم نجح علماء جامعة توركو الفنلندية في ابتكار مزيج مطور للبلاستيك قابل للتحلل السريع وإعادة التدوير، وعند زيادة تركيبته من الماء يمكن استخدام السائل الناتج عن ذلك كصمغ أو تقليل التركيبة لتتمكن المادة من الالتئام عند تعرضها للخدوش أو التشققات.
أخيرا، يدخل أربعة عشر قطار هيدروجين إلى العمل في ألمانيا بنهاية العام الحالي، من إنتاج شركة ألستوم الشهيرة، مداها ألف كيلومتر ولا ينبعث منها سوى البخار والماء المكثف، وتبلغ سرعتها القصوى 140 كيلومترا في الساعة، وهذا الاختراع يفتح بابا واعدا لصادرات الهيدروجين الخليجي لتشغيله وغيره من الابتكارات الضرورية.
سكاي نيوز عربية

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى