الأخيرة

الأسير المحرر هيثم الأقرع: أوضاع الأسرى في ظل كورونا صعبة وقاسية

تقرير: علي سمودي- جنين

أكد الأسير المحرر هيثم محمد حمدان الاقرع ، أن أجواء خوف وقلق تخيم في أوساط الأسرى في سجن “مجدو “، منذ انتشار فيروس ” كورونا “، حتى توقف المرضى منهم عن مراجعة عياد السجن ، بينما لم تزودهم الادارة سوى ببعض مواد التعقيم دون توفير تدابير الحماية والوقاية.

..الأسرى وكورونا ..

 الأقرع الذي تحرر من قسم رقم واحد الذي يضم 60 أسيراً بعضهم مرضى ، أوضح أن الأسرى موزعين على 10 أقسام في سجن مجدو ، ويحتجز في كل قسم حوالي 60 أسيراً ، تأثرت أوضاعهم النفسية كثيراً خاصة في بداية الجائحة ، ويقول ” تغيرت كل الاوضاع ، واصبح هناك حالة استنفار دائم لدى ادارة السجن وبين صفوف الأسرى بعدما لم تلتزم بتوفير كافة التدابير والاحتياجات اللازمة للأسرى وداخل الغرف ، بينما قامت بتعقيم القسم كل يومين مرة “، ويضيف ” من خلال متابعة نشرات الأخبار وما يبث من برامج عبر فضائية فلسطين  عن الجائحة ومكافحتها ومنع انتشارها ،اصبح الاسرى يعتمدون على انفسهم في الوقاية وتطبيق شروط  السلامة العامة التي من الصعب الالتزام بها خاصة مسألة الاحكتاك ، فنجن نعيش في غرف صغيرة ولا يوجد مساحات للتباعد “، ويكمل ” حياة الأسرى بشكل عام توقفت منذ انتشار كورونا، وهناك حرص على منع وصول الفيروس ، لكن القلق يسيطر على الجميع خاصة المرضى الذين توقفوا عن الخروج للعيادة ، بينما كل أسير يعاني من أي حالة مرضية ، يخفي حالته ومرضه ويتحمل حتى لا يضطر للاحتكاك مع طاقم العيادة الاسرائيلي.

.. خوف وقلق ..

 يؤكد المحرر الأقرع،على أهمية تركيز فضائية فلسطين في برامجهاعلى كل ما يتعلق بفيروس “كورونا”, ويقول ” على مدار اللحظة نتابع لنتعرف اكثر حتى نواجه ونمنع وصول الفيروس الذي يعتبر خطر كما الاحتلال في بيئة السجون التي تنعدم فيها ابسط مقومات الحماية ، فالادارة سحبت العشرات من الاصناف التي نعتمد عليها بمعيشتنا بما فيها مواد التعقيم والتنظيف “، ويضيف “الادارة تعمدت توقيف الكانتين وحرماننا من احتياجاتنا لمدة شهر مما اثر كثيراً على الاوضاع في ظل سؤ وجبات الطعام التي توزعها علينا والخوف من وصول الفيروس عن طريقها ، علماً ان الاسرى يعيشون على حسابهم من خلال شرائ احتياجاتهم من الكانتين رغم ارتفاع اسعاره “، ويكمل ” الجانب المهم ، حالة الخوف والقلق التي يعيشها الاسرى على عوائلهم واحبتهم في ظل الانتشار المستمر للفيروس في الوطن ، وعيونهم لا تفارق اجهزة التلفاز والمذياع لمتابعة كل خبر والتاكد من عدم اصابة أهلهم وهم يدعون لكل شعبنا بالسلامة.

.. من حياة الأسير ..

 ينحدر الأسير الاقرع ، 42 عاماً ، من قرية قبلان قضاء نابلس، وهو متزوج ولديه 5 أولاد أكبرهم راما 17 عاماً واصغرهم دانا 6 سنوات ، لم يكمل تعليمه بعد الثانوية العامة ، عمل في عدة مهن حتى أصبح يملك محلاً للالكترونيات ، وقد عاش تجربة الاعتقال مرتين ، الاولى في تاريخ 19/1/2016 ، عندما اعتقل كما يروي في كمين للوحدات الخاصة بين قريته وقرية عقربا،وبعد 34 يوماًفي اقبية التحقيق،حوكم بالسجن لمدة عامين وتحررفي 8/12/2017 ،وعات لممارسة حياته وعملي بشكل طبيعي ، لكن الاحتلال لم يعيد له مركبته الخاصة التي صادرها خلال اعتقاله  حتى اليوم.

..الاعتقال الثاني

في 4/12/2019 ، فوجيء الأقرع ، بقوات الاحتلال تداهم منزله ، ويقول ” عزلوا كافة افراد اسرتي في غرفة لوحدهم ، واحتجزوني في غرفة ثانية تعرضت خلالها للتحقيق الميداني حتى انتهت عملية التفتيش ، صادروا جهاز الحاسوب وجوالي واعتقلوني “، ويضيف ” احتجزت على مدار 23 يوماُ في زنزانة انفرادية بسجن ” بيتح تكفا “، وسط عزلة وضغوط نفسية وتهديد حيث كانت تستمر كل جولة تحقيق 20 ساعة يومياً “،ويضيف ” نقلوني لسجن مجدو ، واستمرت معاناتي بين المحاكم حتى تحررت بعد رحلة معاناة قاسية ، فلم يسمح لزوجتي بزيارتي سوى مرة واحدة.

 واقع الأسرى ..

 يشير المحرر الى ضرورة التركيز على قضية الأسرى المرضى وخاصة الذين يعانون من امراض مزمنة ، ولا تتوفر لهم الادوية المناسبة والرعاية المطلوبة ، موضحاً ، ان الاوضاع ازدادت سؤاً بعد كورونا ، لان الاسرى قاطعوا العيادة والاطباء منعا للاحتكاك مع السجانين . وحول الزيارات ، قال ” الادارة تمارس سياسة المنع الامني كجزء من الضغط والعقاب والانتقام من الاسرى ، والاحكام والسجون وحملات القمع لا تؤثر على الاسرى ومعنوياتهم وانما وجعهم الحرمان من اسرهم وخاصة المتزوجين والاشبال “، واضاف ” المنع بعد كورونا ، نعتبره عقاب وليس للوقابة ، فلو كانت الادارة حريصة على حماية الاسرى وحياتهم ، لوفرت لهم احتياجاتهم اللازمة ، وبالغاء الزيارات ، اصبح هناك عزلة وقلق مستمر على الاهل.

.. التحدي بالتعليم

ويؤكد المحرر الاقرع ، أن الاسرى قبل كورونا ، استمروا في ممارسات نظام حياتهم بشكل مبرمج ، جلسات ثقافية وفكرية وتوعوية ودينية في حفظ القران والتجويد ، اضافة لتنظيم الدورات التعليمية ، مشيراً ، الى اهتمام الاسرى بالتعليم والدراسة لتيقى السجون اكاديميات وجامعات ، وهناك اقبال كبير من الاسرى على التعليم الجامعي الذي يعتبر التحدي الاكبر للاحتلال وسجونه.

..رسالة الأسرى

 رغم تنسمه الحرية ، يقول المحرر الاقرع ” عندما ابلغتني الادارة بالافراج ، اجتمع حولي الاسرى بفرحة كبيرة وهم يباركون لي ويتمنون حياة سعيدة ، لكني شعرت بحزن وفرحة منقوصة ، فقد تركت خلفي أبطال قضوا 35 عاماً من الصمود واصحاب محكوميات عالية ما زالوا صابرين رغم الألم ورغم بعدهم عن عائلاتهم .. وواجبنا أن لا ننساهم “، ويضيف ”  الأسرى يستمدون قوتهم من تضامن ابناء الشعب الفلسطيني وتضامنه معهم والتفافهم حول قضيتهم ، لذلك، انتصروا على السجان في كل المواجهات خلف عتمة السجون “، ويكمل ” المطلوب، الاهتمام بالاسرى الاطفال ومتابعة اوضاعهم من الناحية الصحية والنفسية ، فهم يستخدمون كافة أساليب الضغط لتدميرهم ، وهذه رسالة الاسرى الأهم ، ابراز قضيتهم والضغط لاطلاق سراحهم فوراً “، ويتابع ” رسالتهم الدائمة الوحدة لانها عنصر القوة لحريتهم وتحرير ارضنا وشعبنا ، ويؤكدون دعمهم للجهود المستمرة لانجاز المصالحة واستعادة الوحدة.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى