دوليفي الواجهة

الأمم المتحدة تدعو إلى عدم تصديق الرواية السعودية

 

بعد نحو ثلاثة أسابيع على اختفائه، أكدت الرياض فجر السبت للمرة الأولى مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصليتها بإسطنبول بعد وقوع “شجار وتشابك بالأيدي” مع عدد من الأشخاص داخلها. وكانت المملكة أكدت بعد فقدان أثر الصحافي في 2 أكتوبر الجاري أنه غادر مبنى القنصلية بعد وقت قصير من دخوله إياه، وسمحت لفريق تحقيق تركي بتفتيشه.

للمرة الأولى منذ بدء التحقيقات في اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، أكدت الرياض، فجر السبت، أنّ خاشقجي قتل في قنصليتها باسطنبول بعد وقوع شجار و”اشتباك بالأيدي” مع عدد من الأشخاص داخلها، رغم أن مسؤولين سعوديين سبق وأن أعلنوا عقب اختفاء خاشقجي أنه غادر مبنى القنصلية.وذكرت وكالة الأنباء السعودية نقلا عن بيان للنيابة العامة أن الأشخاص السعوديين قابلوا خاشقجي في القنصلية في 2 أكتوبر بعد “ظهور مؤشرات تدل على إمكانية عودته للبلاد”.

وكانت المملكة أكدت بعد فقدان أثر الصحافي أنه غادر مبنى القنصلية بعد وقت قصير من دخوله إياه، وسمحت لفريق تحقيق تركي بتفتيشه. كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع وكالة بلومبرغ “ما أعرفه هو أنه دخل وخرج بعد دقائق قليلة أو ربما ساعة. أنا لست متأكّداً”.ولم يتضح من البيانات السعودية الرسمية مصير جثة خاشقجي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة ويكتب مقالات في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية ينتقد فيها سياسات ولي العهد.

..إيقاف 18 سعوديا وإعفاء مسؤولين بالاستخبارات

وبالتزامن مع هذا الإعلان، أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بإعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري ومسؤولين آخرين في جهاز الاستخبارات من مناصبهم. كما أمر الملك سلمان بإعفاء المستشار في الديوان الملكي برتبة وزير سعود القحطاني من منصبه.وأصدر العاهل السعودي أيضاً قرارا بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة جهاز الاستخبارات العامة وتحديد صلاحياته.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية “واس” إنّ القرار جاء بتوصية من ولي العهد الشاب (33 عاماً) على خلفية قضية خاشقجي.وفي إطار التحقيقات، ذكرت النيابة العامة السعودية أنها أوقفت 18 سعوديا على ذمة القضية.

وتعرضت الرياض لضغوط دولية في قضية اختفاء الصحافي السعودي إثر زيارته قنصلية بلاده في إسطنبول، دفعت بالعديد من المسؤولين إلى إلغاء مشاركتهم في مؤتمر اقتصادي مهمّ في الرياض الأسبوع المقبل.وقال مسؤولون في الأجهزة الأمنية التركية إن خاشقجي قتل داخل القنصلية على أيدي فريق سعودي جاء خصيصا إلى تركيا لاغتياله، بينما نفت الرياض أن تكون قد أصدرت أوامر بقتله.  وعبرت الأمم المتحدة عن “انزعاجها الشديد” بعد تأكيد السعودية رسميا وفاة الصحفي جمال خاشقجي، وطالبت بتحقيق نزيه لكشف المتورطين في العملية والمدبرين لها، داعية لعدم المسارعة لتصديق الرواية الرسمية للواقعة.

وطالب الأمين العام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإجراء تحقيق سريع ومعمّق وشفّاف بظروف قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي فُقد أثره بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول يوم 2 الجاري.

وأبدى غوتيريش “انزعاجه الشديد” إثر تبلّغه بمقتل خاشقجي بعدما أكّدت الرياض أنّه قُتل داخل قنصلية السعودية في إسطنبول يوم دخوله إليها.وقال غوتيريش في بيان قدّم فيه تعازيه إلى أسرة خاشقجي وأصدقائه، إنّه “يشدّد على ضرورة إجراء تحقيق سريع ومعمّق وشفّاف في ظروف قتل خاشقجي وعلى المحاسبة التامّة للمسؤولين عنه”. وتتعارض السرعة الكبيرة التي أصدر فيها غوتيريش ردّ فعله على إقرار الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها، تتعارض مع الحذر الشديد الذي توخّته الأمم المتّحدة في التعامل مع هذه القضية منذ بدايتها.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى