الباحث عبد الرحمن خليفة: الجزائر غنية بالآثار وهي ثاني أقدم مهد للبشرية

أكد المؤرخ والباحث عبد الرحمن خليفة، بأن الجزائر غنية بالآثار وهي صاحبة حضارة قديمة جدا بدليل ما تم العثور عليه في منطقة عين بوشريط قرب مدينة سطيف من بقايا أثرية تعود إلى 2.4 مليون سنة وهي دعامة تاريخية تؤكد عراقة هذه الأرض بصفتها ثاني أقدم مهد للبشرية بعد إثيوبيا.

وقال الباحث عبد الرحمن خليفة خلال محاضرة له حول “قلعة بني حماد ملكة الحضنة والأوراس والزيبان”، نظمتها المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار “ANEP”، بمكتبة شايب دزاير، إنه بعد قراءة ومراجعة كل كتب التاريخ وعلم الاجتماع التي كتبت حول تاريخ الجزائر القديم، تبقى الأبحاث الأركيولوجية هي المرجع الحي والصفحة القابلة للبحث والقراءة بشكل أكثر عمق لإثبات الكثير من الحقائق التاريخية وبعيد عن الدراسات الجاهزة، داعيا في هذا السياق إلى ضرورة إعادة قراءة التاريخ القديم للجزائر لإبراز دور الفرد الجزائري عبر مختلف الحقب في بناء حضارة إنسانية ممتدة الأطراف ومؤثرة في الشعوب الأخرى.

كما تحدث المؤرخ عبد الرحمان خليفة بالمناسبة عن قلعة بني حماد التي تظهر بقايا معالمها اليوم على جبل المعاضيد بولاية المسيلة، والتي قال عنها بأنها كانت عاصمة تاريخية كبيرة، ومعلم ثري بشواهد تاريخية تبرز عمق الحضارة الجزائرية، تركت آثارها في تاريخ الجزائر وعبر منطقة البحر الأبيض المتوسط على أكثر من صعيد، مشيرا بأن هذه القلعة التاريخية تتميز بهندسة مثيرة للإعجاب، وتضم مجموعة من المعالم الأثرية أبرزها مسجد “قصر المنارة” التي تعد أقدم منارة في شمال إفريقيا وشكلت نموذجا معماريا استلهمت منه نماذج مماثلة في مناطق أخرى، كما ذكر المؤرخ بعلاقة و تأثير هذه العاصمة التاريخية المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو سنة 1980، بالعديد من المدن الأخرى.

ويعود تاريخ بناء القلعة ـ حسب المتحدث ـ إلى عام 1008 ميلادي، بعدما بسط حماد بن بولوغين بن زيري، مؤسس الدولة الحمادية، ملكيته على الأراضي الواقعة شرق قسنطينة، واختار تأسيس عاصمته على مسافة 37 كلم شمال شرق مدينة المسيلة وعلى جبل المعاضيد والتي ستتوسع في وقت وجيز بتشييد كثير من الملاحق المعمارية.

نسرين أحمد زواوي

Exit mobile version