التزام البوليساريو بالحق المشروع في تقرير المصير واستقلال شعبها لن يتغير مهما حصل

جدد الرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، التزام الجبهة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، مؤكدا أنها ستستعمل كل الوسائل المشروعة من أجل تحقيقه بما فيها حق استخدام الأسلحة ،المعترف به من قبل الشعوب التي تدافع عن نفسها من قوة احتلال.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها جريدة “المانيفيستو” الايطالية مع الرئيس الصحراوي الذي أعيد انتخابه أمينا عاما لجبهة البوليساريو، شهر ديسمبر الماضي خلال فعاليات المؤتمر الخامس العشر للجبهة ب”تيفاريتي” بالأراضي المحررة.

وقد مست المقابلة والاستفسارات المطروحة خلالها، العديد من الجوانب المرتبطة بالقضية الصحراوية، انطلاقا من نظرة الصحراويين إلى المستقبل في ظل عدم امتثال المغرب لاتفاقات السلام والمأزق الذي أوجد نفسه فيه إلى جانب مسؤولية الأمم المتحدة تجاه القضية والعملية السياسية التي ترعاها لإنهاء النزاع.

وفي رده عن السبل التي ستجابه بها البوليساريو مستقبلا تجاوزات المغرب وهل تستمر في المقاومة سلميا ودبلوماسيا كما يحدث منذ عام 1991 تاريخ توقيع اتفاقية بعثة المينورسو، أو سينبغي تغيير نوع الصراع مع مراعاة الخيار المسلح، قال الرئيس غالي أن “البوليساريو حركة تحرر وطني وخلال هذه السنوات، حافظت دائما على روحها الثورية والمتغيرة . .  لقد عرفنا الكثير من التحولات على المستوى السياسي والاجتماعي”.

واستطرد يقول “اليوم لدينا شعب عصري منفتح ومتسامح يحترم قيم الديمقراطية والحرية والمساواة التي تلعب فيها المرأة دورا أساسيا وحاسما، سواء في النضال أو في الحياة اليومية.  خلال 46 عاما من تأسيسها، تغيرت البوليساريو وتكيفت مع عصرها، لكن ما لم يتغير ولن يتغير أبدا هو التزامنا بالحق المشروع في تقرير المصير واستقلال شعبنا”.

واستكمالا لرده، أوضح الأمين العام للجبهة أن الأخيرة “ستستخدم كل الوسائل المشروعة لتحقيق تقرير المصير دون استثناء الأسلحة، الحق معترف به من قبل الشعوب التي تدافع عن نفسها من قوة إحتلال”.

ولدى مخاطبته عن جيل شباب بلاده في مخيمات اللاجئين، ومنهم من يتواجد هناك منذ ولادته، قال الرئيس غالي “لقد فقد الشباب الصبر وليسوا وحدهم . . .  يشعر جميع الصحراويين بأنهم ضحايا كذبة، لقد فقدنا الثقة بالأمم المتحدة لأنهم لم يبدوا الحزم الكافي في مواجهة عناد المغرب”.

لكن بالمقابل شدد الرئيس الصحراوي على أنه و”رغم الدعاية المغربية التي تنشرها بعض الدول الأوروبية، فالوضع في المخيمات كما هو الحال في المناطق المحررة صعب ولكنه طبيعي تماما يدير في ظله المواطنون حياتهم اليومية وينظمون المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو بأفضل طريقة ممكنة، وهو ما يشهد عليه الضيوف الدوليون الذين حضروا اللقاء”. ” بالتأكيد، نحن شعب نأمل في ممارسة حق العودة إلى أراضيهم في ظروف من الحرية والكرامة”، يضيف الرئيس غالي.

إلى ذلك اعتبر الرئيس الصحراوي أن مجلس الأمن الدولي بإصداره اللائحة رقم 2494 (2019) نهاية شهر أكتوبر يكون قد “أضاع فرصة كانت أمامه ولم يمارس الضغط الضروري لدعم الشرعية الدولية، بل أسوأ من ذلك فقد كانت هناك محاولة واضحة للتخلي عن الإطار القانوني للنزاع الصحراوي المغربي، عبر البحث عن حلول غامضة تختلف عن تلك المنصوص عليها في اتفاقات السلام  تحت قيادة فرنسا بشكل أساسي مما دفعنا إلى اتخاذ قرار بمراجعة مشاركتنا في عملية السلام”.

وكان مجلس الأمن الدولي، جدد يوم 30 أكتوبر الماضي عهدة “المينورسو” لعام آخر في تصويت نال تأييد 13 صوتا فيما امتنعت عن التصويت كل من روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن وجنوب إفريقيا التي كانت وقتها تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن لذلك الشهر.

وفي حديثه إلى “المانيفيستو” أوضح الرئيس الصحراوي أن “الاستفتاء يهدف إلى ضمان حرية التعبير والديمقراطية والشفافية وهو مدرج في قرار مجلس الأمن رقم 690 في أبريل 1991″، مؤكدا انه الخيار الوحيد المقبول والموقع والموافق عليه من قبل طرفي النزاع، البوليساريو والمغرب، ومجلس الأمن.

ودعا المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة إلى فرض تطبيق الاتفاقية وغير ذلك  كما قال فإن “البوليساريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، لن تشارك في أي عملية لا تحترم أركان الحل”.

ق.و

Exit mobile version