عاد الشارع الجزائري، في ثالث موعد لحراكه الشعبي أول أمس الجمعة 8 مارس، لينتزع اعجاب العالم، بمسيراته السلمية الحضارية غير المسبوقة عالميا، انطباع تناقلته أكبر الصحف العربية والعالمية التي وصفت مسيرات الجزائريين بتاريخية.
تحت عنوان “يوم عظيم”، تناولت بإعجاب كبير مقال نشر على موقع “الحرة” حراك الجزائريين يوم 8 مارس، وجاء في نص المقال: “لم تشهد العاصمة الجزائر كل هذه الأعداد، هناك أكثر من مليون شخص في العاصمة وحدها”. وعاد المقال إلى ربط المسيرة باحتفالات عيد المرأة التي سجلت خلاله الجزائريات حضورا قويا في الشارع ، “جمعة اليوم، التي تصادف الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أرادها شباب وقفة اعتراف للمرأة الجزائرية ودورها في الحراك السياسي منذ حرب التحرير”.
موقع “الجزيرة” نقل بدوره مقال رأي نشر على صحيفة “لوتان” السويسرية تحت عنوان “مسيرات الجزائر نقاط القوة ونقاط الضعف”.. حيث يصف المقال مسيرة 8 مارس بالمعجزة مؤكدا بانه شكلت مفاجأة كبيرة للنظام والمعارضة على حد سواء، وجاء في نص المقال “هذا الحراك المعجزة” ليس “مجرد مظاهرات، بل يمكن القول إنه يمثل نهضة أمة”، وهكذا وجد أغلب السياسيين أنفسهم مجبرين على متابعة هذا الحراك والانضمام إليه”.
وثمّن المقال عدم انتساب الحراك الى أي جهة حزبية، مؤكدا “لم ينتسب هذا المد الشعبي إلى أي جهة حزبية، بل بالعكس سبق كل الأحزاب بخطوات كبيرة مما اضطرها للحاق به”. سلمية المظاهرات اعتبرها المقال “نقطة قوة أخرى لهذه الهبّة الشعبية، وهذا يعتبر عاملا فارقا مقارنة بسابقيها”.
صحيفة “واشنطن بوست” أبدت هي الأخرى اهتماما كبيرا بتحليل الدور الذي تلعبه النساء خلال هذه الاحتجاجات. وقالت الصحيفة الأمريكية: “تشارك المرأة بعمق في الاحتجاجات في الجزائر بمناسبة يوم المرأة العالمي وطوال الوقت”. ويضيف المقال “النساء هن محور هذه الحركة يقفن إلى جنب الرجال في ملء الشوارع يومًا بعد يوم”.
.. مسيرة الكرامة التاريخية
عنوان لافت لصحيفة “لوموند” الفرنسية، والتي كتبت في مقال نشر على موقعها أمس: “استطاع المتظاهرون من جميع أنحاء البلاد تحقيق أحد أهدافهم، من أجل تحريك مسيرة “الكرامة” التاريخية. “هذا الحشد الهائل فضّل أن يجتمع ويرقص على صوت الزغاريد والطبول في حالة من النشوة الجماعية”. في إشارة إلى مظاهر الاحتفال التي صنعها الجزائريون في خضم حراكهم السلمي لتغيير الأوضاع في البلاد.
ب.ر