ألبوم الصورفي الواجهةوطن

الجزائريون على الأعصاب .. وحملة توقيف ومنع من السفر

 

لم تكن ليلة السبت إلى الأحد، عادية في يوميات الجزائريين، في خضم تسارع رهيب في الأحداث ودخول المؤسسة العسكرية على الخط، عقب إصدار قيادة الأركان بيانًا ناريًا، حذّرت فيه ممن وصفتهم بـ “الجماعة المشبوهة” لضرب صورة الجيش، التي إجتمعت على ما يبدو بضاحية زرالدة غرب العاصمة.

وبدى يوم السبت، هادئًا دون أحداث كبرى، فالجميع عاد إلى حياته الطبيعية بعد مشاركة الملايين في مسيرات سلمية جابت مدن الجزائر، في سادس جمعة على التوالي، للمطالبة برحيل النظام وكافة رموزه من دون استثناء، تحت شعار “فلترحلوا جميعًا”.

وفي حدود الساعة السابعة مساءً، انقلبت الأمور رأسًا على عقب، بإصدار قيادة الأركان بيانًا شديد اللهجة تدعو فيه لإعلان حالة شغور كرسي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، للمرة الثانية على التوالي، عقب اجتماع طارئ جمع قايد صالح مع مسؤولين في الجيش بمقر وزارة الدفاع الوطني، خُصص لبحث مستجدات الوضع العام في البلاد، بحسب بيان للوزارة.

.. من هي الجماعة المشبوهة؟

وتفاجأ الجزائريون وهم يسمعون بالاتهامات التي وجهها صالح لمن أسماهم بـ “بعض الأطراف ذوي النوايا السيئة، بأنهم يعملون على إعداد مخطط يهدف إلى ضرب مصداقية الجيش والالتفاف على المطالب المشروعة للشعب”، وفق تعبيره.. “بتاريخ 30 مارس 2019 تم عقد اجتماع من طرف أشخاص معروفين، سيتم الكشف عن هويتهم في الوقت المناسب، من أجل شن حملة إعلامية شرسة في مختلف وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي ضد الجيش الوطني الشعبي وإيهام الرأي العام بأن الشعب الجزائري يرفض تطبيق المادة 102 من الدستور”، يقول القايد صالح.

وشدّد الفريق على أن “كل ما ينبثق عن هذه الاجتماعات المشبوهة من اقتراحات لا تتماشى مع الشرعية الدستورية أو تمس بالجيش الوطني الشعبي، الذي يُعد خطا أحمرًا، هي غير مقبولة بتاتًا وسيتصدى لها الجيش الوطني الشعبي بكل الطرق القانونية”. كلام قايد صالح، بدى غامضًا، فمن هُم هؤلاء الأشخاص المشبوهين الذين يجتمعون في السر وبأي صفة سياسية ينشطون ويتحركون بها، وهل هي نفس القوى غير الدستورية التي يجرى التحدث عنها، من طرف سياسين في المعارضة والموالاة؟.

وظل السؤال مطروحًا إلى غاية، نشر رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، تدوينة عبر حسابه على الفاسبوك، كشف فيها أن “الاجتماع الذي تحدث عنه الفريق أحمد قايد صالح بشأن أشخاص معروفين من أجل شن حملة إعلامية شرسة ضد الجيش الوطني الشعبي، انعقد بزرالدة، وحضره شقيق الرئيس، السعيد بوتفليقة والرئيس السابق لجهاز المخابرات محمد مدين (أحيل على التقاعد عام 2015 بقرار من بوتفليقة)”.

.. القوات الخاصة في الشارع… حقيقة أم تظليل

حالة الترقب والسوسبانس، ارتفعت وسط الجزائريين، ببث قناة تلفزيوينة خاصة، لأخبار عاجلة وخطيرة تتحدث عن اجتماع سري جمع قائد جهاز المخابرات السابق، الجنرال توفيق واسمه الحقيقي الفريق محمد مدين، ومدير المخابرات العسكرية اللواء بشير طرطاق، والسعيد بوتفليقة حضرته عناصر من المخابرات الفرنسية، بهدف حل البرلمان، واستقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وإحداث فراغ قانوني.

الأكثر من ذلك، نقلت أخبارًا عن انتشار كثيف للقوات الخاصة التابعة للدرك الوطني، وهو ما أرعب الجزائريين، وشرع عدد كبير منهم يبحث عن إجابة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، بينما نشر نشطاء صور مباشرة من الشوارع التي كانت هادئة.

في تلك الأثناء، خرج بعض الجزائريين للتظاهر بشوارع العاصمة دعمًا لمؤسسة الجيش، عقب إعلان قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح عن ضرورة تطبيق المادة 7 و8 و102 من الدستور، رافعين هتافات “الشعب والجيش: خاوة خاوة”، كما اشتد النقاش بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول بيان قايد صالح، فهناك من رأى أنه يُشكل “تطورًا مهمّاً وإيجابيًّا لتسوية الأزمة السياسية”، بينما عبر البعض الآخر عن رغبته في إظهار نوايا حسنة أكثر عن طريق محاسبة الأشخاص المشبوهين، وعدم الالتفاف على الإرادة الشعبية باختطاف حراكهم الشعبي.

.. حداد موقوف وربراب يغادر اليوم إلى ألمانيا

بعدما قضى الجزائريون ليلة بيضاء، استيقظوا على خبر جديد صبيحة أمس، الأحد، بإيقاف رجل الأعمال المثير للجدل علي حداد، على المعبر الحدودي مع تونس أم الطبول، عقب ثلاثة أيام من انسحابه رئاسة منتدى رؤساء المؤسسات في سياق سلسلة استقالات سابقة من المنتدى.

إيقاف علي حداد، وهو أحد أبرز رجال الأعمال الداعمين للرئيس بوتفليقة، لم يكن الآخير على ما يبدو، في ظل تواتر أنباء عن إيقاف محتمل لعدة متنفذين آخرين، لا يستبعد بأن يكونوا من الرؤوس الكبيرة.

وفي وقت تم توقيف علي حداد، أعلن رجل الأعمال والرئيس المدير العام لمجمع سيفيتال يسعد ربراب، عن مغادرته الجزار الاثنين باتجاه ألمانيا. وكتب ربراب على صفحته الرسمية على تويتر “سأكون غدا في ألمانيا لعقد لقاءات عمل على هامش معرض هانوفر”.

.. طحكوت ينفي توقيفه بمطار هواري بومدين

نفى مجمع طحكوت توقيف رجل الأعمال محي الدين طحكوت بمطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة، بعد تردد شائعات عبر عدد من وسائل الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بمنعه رفقة عدة شخصيات سياسية ورجال أعمال من مغادرة التراب الوطني.  ونقلت قناة “نيوميديا نيوز” التابعة لمجمع طحكوت الأحد تصريحًا لمالكها قال فيه “أنا لم أخرج من مكتبي من الرويبة منذ صباح اليوم، وأنا أزاول مهامي بشكل عادي ولم أتنقل لا إلى المطار ولا إلى أي مكان آخر”. وبحسب طحكوت فإن “الأخبار التي تم تداولها كلها إشاعات كاذبة لخلق دعاية إعلامية”.

..منع زوجة عبد المالك سلال من المغادرة برًّا عبر تونس !

كشفت مصادر مطلعة، الأحد، عن توقيف شخصيات بارزة بمركز ”أم الطبول“ الحدودي بولاية الطارف، أثناء محاولتها مغادرة التراب الوطني صوب تونس ومن ثمة نحو مطارات أوروبية.  وجرى إبلاغ هذه الشخصيات بأنها ممنوعة من السفر، وأن عليها أن تعود أدراجها إلى العاصمة ، تنفيذًا لقرار جهة سيادية عليا، لذلك تحفظت مديرية الأمن الوطني الولائي بولاية الطارف عن الإدلاء بأي تصريحات نفيًا ولا تأكيدًا. وقالت المصادر، إن الأمر يخص قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي، التي تمتثل لروح الدستور بوصف المؤسسة العسكرية ”هي الضامن لحماية الدستور والدفاع عن المصالح العليا للدولة والشعب”. وذكرت المصادر، أن زوجة الوزير الأول ومدير حملة بوتفليقة الرئاسية سابقًا، عبد المالك سلال، كانت متوجهة فجرًا صوب الحدود التونسية، وقد جرى منعها من السفر لأسباب غير معروفة، لكن الأرجح أن الأمر يخص استثمارات سيدة الأعمال فريدة سلال.

.. منع الطائرات الخاصة من الطيران

ومنذ صباح أمس، الأحد، تم منع جميع الطائرات الخاصة من الطيران، سواء المسجلة في الجزائر أو في الخارج، وفقا لما نقلته بعض المصادر، حيث تم إرسال تعليمة إلى مديرية الطيران المدني في جميع المطارات،  صباح أمس، تخبرهم بذلك. ويعتبر هذا القرار جزء من التدابير التي اتخذتها السلطات لمنع الشخصيات ورجال الأعمال من الفرار الى خارج الوطن، للهروب من التحقيقات المحتملة في قضايا الفساد، أولتورطهم في الأزمة السياسية الحالية.

رضا. ب

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى