ثقافة وفنفي الواجهة

الدكتور اسماعيل انزران للحياة العربية: “نسعى لتأسيس مهرجان عربي للمسرح الجامعي”

يرى إسماعيل انزارن محافظ المهرجان الجامعي للمسرح، ان تظاهرة المسرح الجامعي بإمكانها ان تشكل رافدا مهما للمسرح، لافتا الى اهمية الحضور المسرحي الجامعي في فعاليات عربية كبرى على غرار مهرجان المسرح العربي او مهرجان قرطاج من أجل التأسيس الحقيقي للمسرح.
يشدد اسماعيل انزارن الذي يتكىء على خبرته في إدارة المهرجان الوطني للمسرح الجامعي بالجزائر منذ سنة 2000، أن الرغبة تحذو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتأسيس مهرجان عربي يعنى بالمسارح الجامعية، اعتمادا في اقتراحه على تجربة مشاركته في الدورة التاسعة للمسرح العربي التي احتضنتها الجزائر سنة 2017.
ونوه انزارن، مدير النشاطات الثقافية بوزارة التعليم العالي، في حديث جمعه بالحياة العربية، أن هذا النشاط مكن من حصول الطلاب على جرعة إضافية بواسطة الاحتكاك مع مسرحيين وأكاديميين، ورافع المتحدث الى ضرورة التأسيس لفعل مسرحي جامعي قائم بذاته عربيا ، مبررا ذلك في امتلاك الجامعة رصيدا ضخما، وما يعج به المعاهد والمدارس من مواهب يرجى حسن استغلالها وتوجيهها توجيها صحيحا يكرس ادراك بقيمة الطلاب.
وأوضح الأكاديميأن المسرح الجامعى يخاطب فئة بعينها ( طلاب الجامعة ) ويقدم عادةً داخل النطاق الحرم الجامعى ،حيث يقوم طلاب الجامعة مشاركة العمل المسرحي سواء في التمثيل أو في الديكور والإضاءة والموسيقى وغيرها من فنون المسرح وغالباً ما تهدف هذه الأعمال إلى بلورة وعرض بعض الأفكار والقضايا المختلفة المرتبطة بثقافة المجتمع وقضايا الشباب، وكل هذا يكون تحت إشراف الجامعة مادياً وفنياً، ويضيف إسماعيل “فالمسرح الجامعى صيغة لتقديم عروض مسرحية في إطار أسوار الجامعة ،أو تجمع المهتمين بالمسرح في الوسط الجامعي، وفى هذه الحالة يكون المسرح الجامعي إحدى صيغ مسرح الهواة، أما مفهوم المسرح الجامعى وفقاً لميثاق الجمعية العالمية للمسرح فى الجامعة فانه ذلك المسرح الذي يعنى كل النشاطات المسرحية المتداولة في كافة المراحل الجامعية لا يعنى المسرح الجامعي اقتصاره على الهموم الطلابية العنصرية الإقليمية فقط ، ولكن يعنى أن أصحابه شباب علم ومعرفة حيث يعرض فيه وجهات نظرهم في كل ما يحيط به” ، وتابع قائلا “الجامعة ليست مؤسسة غريبة عن بقية مؤسسات المجتمع لذلك يجب عليها أن تحتك ببقية مؤسسات الدولة وتبادل ثقافتها بهم”.
وبخصوص الهدف من المهرجان يقول محدثنا أن أهداف المسرح الجامعي تتمثل في تحقيق عدة غايات وأهداف أهمها “ التربية السياسية للشباب الجامعي “، حيث يلعب المسرح الجامعي دوراً بالغاً الأهمية في إنماء التربية السياسية للشباب الجامعي، حيث يسهم في تنمية وعيهم بالقضايا السياسية المختلفة وخاصة تلك التي تهتم بالرأي العام، وذلك من خلال العلاقة وطيدة الصلة بينه وبين جمهوره، فالعلاقة بين العرض المسرحي والسياسة علاقة تاريخية وثيقة الصلة بشكل قوي- كما أشارت “ديانا تايلور “- عن دور المسرح في أمريكا اللاتينية والذي امتد إلى ما بعد التمثيل الرمزي على مقدمة المسرح ،حيث لعب المسرح دوراً نشيطاً فى تأكيد المعارضة السياسية وتأكيد الجانب الروحي والهوية الشخصية ومقاومة هيمنة السلطة.
في سياق آخر، تحدث انزارن عن أبرز معوقات الفعل المسرحي الجامعي، وأهمها تجديد الفرق المسرحية على الأقل كل ثلاث سنوات بحكم نهاية الفصول الجامعية للطالب في طور الماستر، والتفكير جار لبحث رؤى جديدة لتطوير المسرح الجامعي في الجزائر انطلاقا من دورات المهرجان السنوي المخصص لهذه المسألة، إذ أغلقت الهيئة المنظمة وهي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال العام الماضي الدورة 12، وأوضح مدير النشاطات الثقافية بوزارة التعليم العالي أن التوصيات التي حث عليها المختصون خلال مؤتمرات وندوات المهرجانات السابقة للمسرح الجامعي تذهب كلها في إطار غرس مفاهيم الحب والذوق الجمالي لدى الطلاب ليتم توجيههم بعد نهاية الدراسة الى مراكز ودور الثقافة وجمعيات المجتمع المدني، مزودين بزاد تكويني ورصيد معرفي يفترض ان مؤداه في الأخير هو التوعية المجتمعية والتثقيف لمحاربة كافة أشكال العنف والتطرف.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى