ثقافة وفنفي الواجهة

الدكتور حبيب بوخاليفة: “يجب إعادة النظر في سياسة التكوين الفني والمسرحي بالجزائر”

جدد الدكتور حبيب بوخاليفة دعوته لكل القائمين على المسرح بضرورة الاهتمام بالتكوين الأكاديمي وذلك من أجل الانتقال إلى مرحلة الجدية المعرفة الفنية الدرامية المتميزة، ومن أجل الارتقاء بجودة الفعل المسرحي في مجال الفنون الدرامية.

قال الدكتور حبيب بوخاليفة  إن التكوين الفني المسرحي الدرامي بجميع اختصاصيته يتطلب بنية أفقية معرفية صحيحة وبنية تحتية صلبة، وقبل الحديث عن البرامج الدراسية التي تعد جوهر مهمة معهد الفنون الدرامية، يجب التنويه بالقاعدة التشريعية التي أثقلت كاهل التكوين الفني في هذا المعهد الوحيد على مستوى الوطني، وخلقت عدة حواجز وصعاب لكثير من المدراء السابقين، فالتشريع يقول محدثنا لا يأخذ بعين الاعتبار الخصوصية الفنية للمعهد خصوصا فيما يخص الغلاف المالي وطبيعة تسيير المؤسسة باختلافها عن المؤسسات التعليمية الأخرى، مما أدى حسبه إلى شرخ في أهداف التكوين الفني عموما لولا إرادة الأساتذة الذين همشوا سابقا في الفترات السابقة.

وفي سياق ذاته أشار المتحدث إلى أن الاهتمام بالتكوين الفني يدل على الوعي بأهمية دور الفن في التنمية البشرية ومردودها على إثراء الوعي الجمعي بالثقافة الفنية، خصوصا في المجال المسرحي الذي يعتبر احد روافد الدينامكية الثقافية للمجتمعات، داعيا في السياق ذاته إلى ضرورة تدعيم قسم الفنون الدرامية الذي يحتوي على بعض التخصصات في المجال المسرحي النقد والإخراج والتمثيل بتخصصات أخرى على غرار السينوغرافيا الذي يعد من أهم التخصصات لخدمة تطور التجربة المسرحية الجزائرية، و التكوين الموسيقي وفن التشكيلي حتى نزود الطالب بمكونات المفردات الفنية الموظفة حتما على الخشبة المسرحية، كما دعا إلى ضرورة الاستناد على بنية تحتية وأفقية منضبطة وممنهجة تضع الأولية للاختصاص الذي يقوم على برنامج دراسي فعلي وجاد يخص التكوين الفني والممارسة ولا يبقى محصورا في الجانب النظري مثلما يحدث في بعض الأقسام على مستوى الجامعات الجزائرية. ولا يكفي الاعتماد حسبه على الموهبة و تنميتها وتطويرها بصفة بدائية عبر ورشات تدريبات عامة لا تستند إلى المعرفة ولا تنطلق من مناهج ومحتويات أكاديمية تطبيقية وممارستيه بوسائل تقنية ومعدات وأجهزة حديثة يتميز بها الفضاء المسرحي حتى يكون مكاناً ايجابيا في مسار التكوين، كما دعا إلى ضرورة ربط المعهد بكل المؤسسات الفنية الثقافية بصفة فعلية ومنتظمة وإقامة دورات تكوينية التدريبية في الخارج واكتشاف المختبرات المسرحية في الدول العربية والأوروبية والاستفادة من تحصيلها المعرفي.

يجب الاعتماد على مناهج تكوينية جديدة دون الاستنساخ من المناهج الأوروبية

يرى الدكتور حبيب بوخاليفة إن التدريس عملية رصد للمناهج التي يجب أن لا يعتمد فيها على الاستنساخ من المناهج الفرنسية والأوروبية بصفة عامة،  لأننا بحاجة -يضيف المتحدث- إلى دراسة مواد البنية الدرامية للنص وفصوله، ومراحل مساره تجريبي بالتوافق مع دراسة الكتاب الدراميين منذ أرسطو إلى وقتنا الراهن، وفقاً لظروفهم التاريخية والاجتماعية والثقافية والسياسية، ويتم ذلك يقول المتحدث إلى جانب مناهج ومدارس التمثيل والإخراج في ظل مقاربة تدريبية وإعدادية جادة وتحضير جسد الطالب من خلال التعابير الجسدية مثل البونتوميم والميم و الرقص ليكون متحركا فعليا على الخشبة المسرحة وينتهي بالتخرج في آخر الطور الدراسي بمشروع تخرجه و يكون ذلك على مستوى المؤسسات المسرحية العمومية، منوها بأن هذه الإجراءات يجب أن تشمل أيضا أقسام السمعي البصري بحل إشكالية التأطير الذي يعاني من نقص فادح وذلك بدعوة أساتذة مختصين في المجال من روسيا أو المجر أو أوكرانيا، ألمانيا الذين يهتمون كثيرا بالتكوين الأكاديمي في السمعي البصري.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى