الأخيرةفي الواجهةوطن

الرئيس تبون في رسالــة بـمناسبة إحيــاء اليـوم الوطني للذاكـــرة: “حِرصنا على ملف التاريخ والذاكرة يَنْأَى عن كُلِّ مُزايدة أو مُساومة”

  • نوايَا الاستفزازِ والـمُغَالطَات العِدائية لنْ تُثْنِي الجزائرَ عن خياراتِها وتوجُّهاتها
  • رص الصفوفِ أصدقَ تَعبيرٍ عن الوفاء للوطن
  • 8 ماي 1945 .. مَجازرَ بشعة سَتَظَلُّ مَحْفُورةً بِمآسيها الـمروِّعةِ في الذاكرة الوطنية

أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إن الفظائعَ التي عَرَفتهَا سطيف وقالـمة وخراطة وغيرُها من الـمدن في الثامن من ماي 1945، سَتبقَى تَشْهَدُ على مَجازرَ بشعة، لا يُمْكِنُ أَنْ يَطْوِيَهَا النِّسيانُ، بل سَتَظَلُّ مَحْفُورةً بِمآسيها الـمروِّعةِ في الذاكرة الوطنية، وفي المرجعيةِ التاريخية التي أسَّسَ لَهَا نِضالُ شعبِنا الأبي ضِدَّ ظُلْمِ الاستعمار، وتَوْقًا للحرية والكرامة، عَبْرَ الـمُقاومات الشعبية، وتَوَّجَها بثورةِ التحريرِ الـمُباركة في الأول من نوفمبر 1954.

وقال الرئيس تبون في رسالــة بـمناسبة إحيــاء اليـوم الوطني للذاكـــرة المخلد لذكرى مجازر الثامن من ماي 1945، أنه في هَذِه الذِّكرى الـمهيبةِ، وفي الوَقْتِ الذي نَسْتَحْضِرُ تَضحياتِ الشَّعْبِ في تِلك الـمَرحلةِ الفَاصلةِ من تاريخ الأمة، فَإنَّ أَصدقَ تَعبيرٍ عن الوفاء للوطن، في ظُروفٍ تَطْبَعُهَا تَحدياتٌ عَديدة، يَتَجَلَّى في رَصِّ الصفوفِ لـمُعَالجَةِ أَوضَاعِنَا الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ بالفعاليةِ والسُّرعةِ الـمطلوبتين، وللتفاعل مع العالم الخارجي، وما تُفرزُه التوتراتُ والتقلبات الـمتلاحقة بجبهةٍ داخليةٍ متلاحمة، تُعزِّز موقعَ ومكانةَ الجزائر، في سِياقِ التَّوازُنَاتِ الـمُستجدَّةِ في العالم .. وتُحْبِطُ نَوايَا الاستفزازِ والـمُغَالطَات العِدائية، التي لَنْ تُثْنِي الجزائرَ عن الخياراتِ الكُبْرى، والتوجُّهات الاستراتيجية، سواء تَعلَّق الأمرُ بالـمسارات التي اعْتَمدتْـهَـــــا لتحقيـــــق وتيــــرةٍ مُتَصّاعِـــــدَةٍ، فـي مجـــــالِ التنميــــــة الـمستدامة، من خلال تسخيرِ قُدُراتنَا الذاتية، ومُحَاربَةِ الاستنزافِ الـمشبوه لـمواردِ الأمة، أو تَعَلـَّـــقَ الأمــرُ بالرؤيــةِ التي نَتَـبــنَــاهَا في سِيَاستِنَا الخَارجيةِ للدِّفَــاع عن مصالحنا، واسترجاعِ مَا تَسْتَحِقُّه الجزائرُ من القوَّةِ والهيبةِ الـمُسْتَمَدَّتيْنِ من تاريخِها العَريقِ الـمجيد .. ومِنْ وِحْدَةِ شَعْبِها، ومن مُقَدَّراتِها ومَواردِها .. ومن إرادَتها في توطيدِ عَلاقات مُتوازِنة مَعَ شُركَائِها في الـمنطقة وفي العالم، وهي الرُؤيةُ التي تدعو إلى إعلاء صَوتِ الحقِّ وإلى الوُقوفِ إلى جَانبِ القَضَايا العَادلة، وتجعل من بلادنا عاملَ تَوازنٍ واستقرارٍ في الـمنطقة.

الرئيس تبون قال إنه  من الأَيَّامِ الشَّاهدةِ على عظمةِ كفاحِ الأُمَّةِ، اليوم الوطني للذاكرة، الـمُخلِّدُ لـمجازر الثَّامنِ من ماي 1945، الْذِي تَعُودُ ذكرَاهُ السَّابِعةُ والسَّبعون (77)، لتكونَ كَمَا في كُلّ عَامٍ مُناسبةً جليلةً، لـِمهابَةِ مَعانيها، وعُمقِ دَلالاتِها في مسيرةِ نِضال الشَّعبِ الجزائري، وتاريخِ الحَركةِ الوطنية.

وأوضح إن تاريخَنا الـمجيدَ مناطُ فَخْرِ، ومَصْدَرُ عِزَّة، ومُلهِمُ الأجيالِ على مرِّ العصور، يَزْدَادُ إشْعَاعًا ورُسُوخًا في الوجدان، كُلَّمَا اشْتَدَّ حقدُ الذينَ لَمْ يَتَخَلَّصُوا مِن تَطَرفهم وارتِبَاطِهم الـمُزمِنِ بالعقيدةِ الاستعماريةِ البَاليةِ البَائسة، والذينَ لَمْ تُعلِّمهم خَيْباتُهم الكفَّ عن مُحَاولاتِ حَجْب حقائق التاريخ بالتَضليلِ أو الدَّفْعِ إلى النسيان.

وأضاف قائلا “إن حِرْصَنا على ملف التاريخ والذاكرة يَنْبَعُ من تلك الصفحات المجيدة، ومن تقديرِ الدَّولةِ لـمِسَؤُوليتها تجَاه رصيدِها التـــاريخي، باعتبَارِه أَحَــــدَ الـمُقَوِّمـــــاتِ التي صَهَرتْ الهويـــــةَ الوطنيــــــةَ  الجزائريـــــةِ .. ومُرتكزًا جوهريًا لبنـــــاء الحـــــاضر واستشراف الـمستقبل، عَلَى أُسُسِ ومَبَادئ رسالةِ نُوفمبر الخالدة .. وهو حِرْصٌ يَنْأَى عن كُلِّ مُزايدةٍ أو مُساومةٍ، لصَونِ ذاكرتنا، ويسعى في نفس الوقت إلى التعاطي مع ملف الذاكرة والتاريخ بنـزاهــــةٍ وموضوعيــــة، في مَسارِ بناءِ الثِّقَـــــة،    وإرساءِ علاقاتِ تَعَاوُنٍ دَائمٍ ومُثْمِرٍ، يَضْمَنُ مَصَالحَ البلديْن في إطَارِ الاحترام الـمُتَبادل”.

م.ج

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى