يرى الروائي الجزائري واسني الأعرج أن الكتابة التاريخية تتطلب من الكاتب إدراج قصص مختلفة ومغايرة لينسج روايته على حسب الرؤية التي يريدها، مشيرا أنه لا يمكن قبول رواية واحدة للحدث تاريخي، لان ذلك لا يخدم حسبه البناء الدرامي الأدبي.
تطرق الروائي الجزائري واسيني الأعرج خلال نزوله ضيفا على هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية، افتراضيا، إلى إشكالية الكتابة التاريخية التي اعتمد بعض الأدباء على إقحام قصص عاطفية ضمن سياق الأحداث التاريخية بهدف جذب القراء الشباب، مؤكداً عدم قبوله الاعتماد على رواية واحدة للحدث التاريخي بل البحث عن أكثر من ست أو سبع روايات، ليقوم بعدها بصياغة الرؤية التي يريدها.
كما أشار واسيني، إلى ضرورة تداخل السياقات الثقافية والتجارب الإنسانية في كتابة الأعمال الروائية، معتبرا تجربته في الرواية التاريخية محاولة للخروج من أنموذج جورجي زيدان الذي أخفق؛ بعد غلبة القصة العاطفية التي أوردها لتكون وسيطا إلى القضية الأساسية “التاريخ”، وانزياح الأخير نحو الهامش، مؤكدا بأن التحدي يتمثل في وضع المادة التاريخية في سياق وصياغة أدبية.
وتحدث الكاتب في سياق أخر، عن جائحة كورونا التي لم يجد سوى الكتابة للإلتزام بالحجر الصحي المفروض في كل أرجاء العالم، وقال في سياق حديثه “لم أجد سوى الكتابة كوسيلة للحياة، وملجأ وحيداً للهروب من قلق جائحة فيروس كورونا المستجد، لأقوم أسبوعياً بنشر جزء من الرواية في صفحتي الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي، واناقش مع جمهوره تفاصيل ما تم نشره”، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الفضاء الأدبي يمنح القارئ مساحة وسلطة تساوي سلطة المبدع، إن لم تكن أكبر، إلا أنها تبقى في إطارها الأدبي، مشيدا بمستوى المقروئية في العالم العربي، مع التأكيد على أهمية خلق علاقة ودية تجمع الكاتب والأديب بالقراء.
كما تحدث الكاتب صاحب رواية “صوابع لوليتا” خلال حواره الافتراضي عن بدايته عندما كان يتعلم اللغة العربية في إحدى مدارس القرآن الكريم، فيما شجعته جدته على التعمق ودراسة اللغة العربية والاعتزاز بها، مشيراً إلى أن الفرق بين الكتابة باللغة العربية واللغات الأخرى مثل الفرنسية هو أن لكل واحدة منهما عالمها الخاص الذي يوجب على الكاتب أن يتقبل ما فيه من أسلوب وطريقة للكتابة، منوّهاً أن هناك اختلافاً في البُنى اللغوية لكل لغة، فما هو مقبول عند شعب قد يكون غير مستساغ عند آخرين.
الجدير بالذكر، أن هذا اللقاء يندرج ضمن سلسلة من اللقاءات الحوارية الافتراضية التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة حتى 18 جويلية الجاري، وتستضيف خلالها نخبة من المفكرين والمثقفين السعوديين والعرب، لتحاورهم في شؤون ثقافية متنوعة.
نسرين أحمد زواوي