ثقافة وفن

الروائي سعيد خطيبي ضيف بيت السرد بالدمام اليوم

يستضيف بيت السرد بالدمام التابع للجمعية العربية السعودية مساء اليوم الكاتب الجزائري سعيد خطيبي صاحب رواية “حطب سراييفو” التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر لهذه السنة، لمناقشة الرواية وتقديمه لجمهوريه وقرائه بالمملكة العربية السعودية.

كشف الكاتب الجزائري سعيد خطيبي أنه سيكون عشية اليوم ضيف في بيت السرد بالدمام للحديث ومناقشة روايته المؤهلة ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر في دورتها الثالثة عشرة، “حطب سراييفو” الصدارة عن منشورات الاختلاف الجزائرية، وضفاف اللبنانية، إلى جانب صدور طبعة مصرية منها مؤخرا، والتي تدور أحداثها خلال الحرب التي امتدت من البوسنة والهرسك إلى الجزائر، فالرواية تعود إلى نهاية التّسعينيات من القرن الماضي، وتدور أحداثها، على امتداد عام واحد فقط، فبينما كانت سراييفو تخرج، بتشوّهاتها وآلامها، من حرب شرسة، وحصار طويل، حوّل المدينة إلى ما يُشبه سجناً مفتوحاً، كانت الجزائر تفوح منها رائحة الموت، بسبب حرب أهلية، عُجز عن إيجاد اسم لها.

وعبر الاعتماد على وقائع تاريخية، تعود بعضها إلى الحرب العالمية الثّانية، يُشيّد خطيبي عالماً روائيا، تتقاطع فيه مصائر أشخاص كثر، بحيث يقوم العمل على شخصيتين، “إيفانا” التي فقدت والدها في حرب البوسنة والهرسك، و”سليم” الذي يعيش سنوات الخوف في الجزائر، قبل أن يلتقيا ويتبادلا الأدوار، في سرد ما عاشاه.

وكان قد صرح سعيد خطيبي أنّ رواية “حطب سراييفو” لا تركّز على الحرب، في حدّ ذاتها، بل تجعل منها فقط خلفية ومطيّة، لتتبع حيوات أشخاص عاديين، تسحقهم الأحداث الدّامية، تمحو ماضيهم، وتنزع عنهم هوياتهم القديمة، وتحوّلهم إلى أشخاص آخرين، بهويات جديدة ومختلفة.

كما أكد في احد تصريحاته الإعلامية أنه قضى عاماً، متنقلاً بين الأمكنة، التي تسردها الرّواية، وذكر منها سراييفو، توزلا، بانيا لوكا، موستار، سبليت، زغرب، وكذا في البليدة وأولاد يعيش وتيبحيرين وبرج منايل.

مؤكدا بان نص الرواية يكشف واحدة من الحقائق التاريخية المطمورة والمتعلقة بمشاركة جزائريين في حرب البلقان الأخيرة، ويفتح نافذة على زوايا من التّاريخ السوسيو-ثقافي المشترك، بين الجزائر والبوسنة والهرسك، كما أكد بأن الرواية تلامس هشاشة الإنسان، وحساسيته في لحظات القسوة والتراجيديا، وتشابه الأقدار، تُحيل إلى لحظات حرجة، من التّاريخ المعاصر، وتُحاول تقديم تصوّر مختلف، لحربين، اشتعلتا في مكانين مختلفين، لكنهما يحملان كثيراً من التّشابهات.

 

للإشارة، كانت قد أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية 2020 (البوكر) بداية الشهر الجاري عن القائمة القصيرة للروايات المرشحة لنيل الجائزة في دورتها الثالثة عشرة، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في متحف حضارة الماء بمدينة مراكش المغربية، حيث تضمنت القائمة 6 روايات تم اختيارها من بين 16 رواية دخلت القائمة الطويلة، وهى صادرة باللغة العربية بين جوان 2018 وجويلية2019.

كما تجدر الإشارة إلى أن سعيد خطيبي كاتب وصحفي جزائري، درس في الجزائر، وفرنسا، يكتب باللغتين العربية والفرنسية، وعام 2012 حصل على جائزة الصحافة العربية، اشتهر خصوصا بتغطية مناطق النزاعات في أفريقيا وأوروبا الشرقية.

من أشهر مؤلفاته “بعيدا عن نجمة” 2009، “أعراس النار: قصة الراي” 2010، والذي يعتبر أول كتاب توثيقي حول موسيقى الراي، كما نشر في كتاب “عبرت المساء حافياً” حوارات مع أشهر الكتاب الفرانكفونيون، عام 2013، أصدر روايته الأولى كتاب الخطايا، التي نالت صدى نقدياً واسعاً في الجزائر والعالم العربي، عام 2015، صدر له كتاب “جنائن الشرق الملتهبة”، حاصل على جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى