ثقافة وفن

الروائي واسيني الأعرج: على وزير الثقافة تحمل مسؤولية ما يحدث في القطاع

قال الروائي الجزائري واسيني الأعرج، أنّه دون كيشوت، الذي هجر بلاده “الجزائر” خوفا على حريته من الاضطهاد في التسعينات، وأكد أن قطاع الثقافة بالجزائر يعاني من الفساد بسبب سوء التصرف، والتمويل الموجه إلى الأعمال لم ترى النور رغم صرف أموال طائلة بخصوصها.

أوضح الروائي الجزائري واسيني الأعرج في حوار له مع مجلة ميم التونسية، أن الفساد الثقافي الموجود في الجزائر يرجع إلى الكثير من الأسباب وقال يتجلى هذا الفساد بشكل واضح في قضية تمويل بعض المشاريع الفنية دون أن إنتاجها قائلا “..فمن جهة يدّعون غياب التمويل لبعض الأعمال ومن جهة يقومون بإنتاج أعمال ثقافية بمقابل مادي باهض وهي لا تساوي شيئا. والعديد من الأفلام التي أنتجت هي أفلام تساوي جزئية فقط مما يجب أن تكون عليها” مضيفا “هناك فساد مثل الفساد الاقتصادي والاجتماعي ولدي وجهة نظر في الموضوع وتفاصيل يمكن أن أحكي فيها ولكن الفاهم يفهم، وفي رده عن سؤال إذا كان وزير الثقافة عز الدين ميهوبي مسؤول عن ذلك قال الدكتور “وزير الثقافة الحالي مثله مثل غيره من المسؤولين يتحملون مسؤولية قطاعهم إذا كان هناك مشكل في قطاع يشرف عليه” مردفا “هو صديق لي وتحدثنا سويا وليس لي أي خلاف شخصي معه ولكن يوجد وضع نراه يتكرر يوميا ويجب أن يتوقف وعلى الوزير أن يتحمل دوره الإيجابي”.

من جهة أخرى عبر الروائي الجزائري عن رغبته الملحة للحرية التي يبحث عنها منذ خروجه من الجزائر سنة 1993، والتي يعتبرها شيئا مقدسا، وقال “إنه يرى في نفسيه دون كيشوت الذي هجر بلده، بسبب اضطهاد حريته، مضيفا انه لا يمكن أن يكون قاتلا مثل دون كيشوت رغم الحروب التي يخوضها وصراعه دائم  مع طواحين الهوى ومحاربة الشياطين”

وقال بخصوص قراره بمقاطعة الصالون الدولي للكتاب إن المسألة تتعلق بفيلم الأمير عبد القادر، بعد مسخ شخصيات وطنية أخرى بأفلام سينمائية لم تحقق الهدف المنشود فخفت يضيف المتحدث أن يمسخوا شخصية الأمير عبد القادر بما تمثله من شخصية أساسية بالنسبة لي “هو مؤسس الدولة الجزائرية وهو المرجع الذي أريد أن يكون نقيا”، نافيا في ذات السياق خبر مقاطعته للمعرض الذي أشيع له من قبل بعض الصحفيين وقال انني أعلنت عن مقاطعتي لتوقيع الجزء الثاني من رواية الأمير بالجزائر وذلك يعني أني سأكون حاضرا في الصالون وسأوقّع كتبي التي أعيدت طباعتها بالجزائر وأعطيت لهم حياة جديدة وسأرافق هذه الحياة الجديدة”، أما رواية “الأمير” فسأوقعها يضيف المتحدث في معرض بيروت.

أما فيما يتعلق بالرقابة التي يتعرض لها فيلم العربي بن مهيدي قال “هذا جزء من الفساد، فكيف تموّل وزارة الثقافة فيلما وتضع فيه أموالا ثم تقوم يصنصرته؟. ذلك لا يعني سوى أن المسؤول لم يقم بدوره لأن السيناريو مرّ على الوزارة في البداية قبل أن يصبح قابلا للإنتاج” مضيفا”المشكل الأخطر أن هذه الأفلام تسيطر عليها الرؤية الأحادية الجهادية لأن وزارة المجاهدين تشارك أيضا في التمويل”.

وعن ترجمة أعماله إلى العبرية قال “ليس لديّ مشكل في أن تترجم رواياتي إلى العبرية لأنها لغة كان يتكلم بها سيدنا إبراهيم وسارة” مضيفا “وإذا سألتني هل أنت ضدّ اللغة سأقول لا، لكن أنا ضدّ الحركة الصهيونية التي أعتبر أنها عدوة لي بدليل أنّ هناك سلطة خفية لهذه الحركة ا ضد الأدب العربي المتنور والسينما المتنورة لأنهم يريدون دائما إبراز النموذج العربي المتخلف والمتعجرف، وعندما تكتب تظهر خارج هذا النموذج كعربي مثقف يقلقهم كثيرا إلا إذا استجبت لانتظارات المؤسسة وتقول إنّ فلسطين لا تعنيك”.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى