الأخيرةثقافة وفنفي الواجهة

الرواية الجزائرية تجلب اهتمام القراء والاعلام في معرض القاهرة للكتاب

فرضت الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية نفسها في المعارض و المسابقات العربية و الدولية والتظاهرات الخاصة بالكتاب محققة عدة جوائز و تنويهات لاسيما اعمال فئة الشباب الذي اصبح يقبل اكثر فاكثر على هذا الجنس الادبي.

وقد شكلت النسخة الجديدة من معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي اختتمت فعالياته أول أمس مناسبة لحضور الرواية والكتاب الجزائري في هذا الموعد الهام المكرس للكتاب والنشر على مستوى الجناح الوطني وأيضا في أجنحة الناشرين الاخرين الذين تعاملوا مع الكتاب الجزائريين في السنوات الاخيرة.

واكد الروائي المبدع اسماعيل يبرير الذي غاب عن فعاليات معرض القاهرة لأسباب صحية بينما أعماله كانت حاضرة أن الرواية الجزائرية شكلت دائما منعرجا في الرواية العربية وكانت لها باللغة العربية اسماء رائجة على غرار بن هدوقة والطاهر وطار، كجيل اول، والتحق بهم جيل واسيني الاعرج وهذا الرعيل بدا ينشر في دمشق والقاهرة لصعوبة النشر في التسعينات.

واعتبر الاديب ان البروز الحقيقي للرواية الجزائرية كان مع “ذاكرة الجسد” لأحلام مستغانمي التي نالت جائزة نجيب محفوظ مسترسلا ان هذا الفوز “صنع الحدث وغير نظرة القارئ العربي وأعاد اهتمامه للرواية الجزائرية.

وذكر المتحدث بإنجازات الجيل الحالي من المبدعين بدءا من 2013 حيث فازت روايته “وصية المعتوه” بجائزة الطيب صالح السودانية وتلتها تتويجات اخرى منها جائزة البوكر التي فاز بها عبد الوهاب عيساوي عن رواية “ديوان الاسبراطي”(2021) الى جائزة نجيب محفوظ لاحمد طيباوي عن عمله “اختفاء السيد لا احد ” اضافة الى انتقاء اعمال جزائرية في كل دورة من البوكر تقريبا في قائمتيها الطويلة والقصيرة.

كل هذا الحضور دعم مكانة الرواية الجزائرية التي صنعت الاستثناء في كثير من الاحيان كما اكد، واعاب المتحدث في مجال النشر لجوء بعض الكتاب الشباب الى تجربة النشر الخاص من خلال تبنيهم لأعمالهم الاولى واحيانا حتى الاعمال الاخرى مع ناشرين من لبنان ومصر والاردن وغيرهم معتبرا هذه عملية اقرب الى النصب.

اما بخصوص مشاركة الكتاب الجزائريين في معرض القاهرة الدولي للكتاب فيقول يبرير ان وجودهم في هذا الموعد الحافل بالأنشطة دليل على انتعاش ورواج هذا الجنس الادبي وفرصة للترويج لأعمالهم.

ويرى الروائي المتألق عبد الوهاب عيساوي، الفائز بجائزة البوكر عن روايته “ديوان الاسبراطي” 2020 ان الرواية الجزائرية عرفت تطورا جليا، حيث ظهر العديد من الاسماء الروائية التي توجت بجوائز في المسابقات بالمشرق وفي الخليج.

وذكر في هذا السياق ببروز الكثير من المبدعين الجزائريين في السنوات الاخيرة في مختلف المحافل والمسابقات منها جائزة “راشد للكتاب الشباب” التي فاز بها ميلود يبرير وأيضا عبد المنعم بن السايح عن عمله المسرحي الى جانب ظهور اسماء جزائرية باستمرار في قوائم البوكر الطويلة والقصيرة، و زاد تألق هذه الرواية الناطقة بالعربية في الـ 15سنة الاخيرة حسبه معتبرا ذلك مؤشر ايجابيا عن انتعاشها ورواجها.

وصرح الروائي والاستاذ الجامعي احمد طيباوي صاحب جائزة نجيب محفوظ2021 في لقاءات صحفية بالقاهرة ان الاهتمام الكبير من الشباب بالعمل الروائي وعدد الاعمال المنشورة الى جانب الجوائز التي تمنح للروايات الجزائرية تشكل طفرة على الاقل على مستوى الكم، واشار من جهة اخرى الى ان هناك اقلام جيدة وبإمكانها مع الوقت والاجتهاد والقراءة ان تخلق وضع احسن في السنوات القادمة، واعتبر طيباوي ان الرواية كجنس ادبي تعرف في الجزائر رواجا اليوم اكثر من غيرها من الاجناس لأنها اكثر استجابة للحياة المعاصرة وهي تستلهم ايضا من المسرح والسينما وغيرها من الابداعات معتبرا ان الرواية نجحت فعلا في التعبير عن الحياة المعاصرة وعلى مكنون النفس البشرية.

واعتبر مسالة الجوائز التي نالتها الاعمال الرواية الجزائرية الشبابية في المدة الاخيرة بمثابة سلاح ذو حدين، فهو من جهة يتيح لصاحبه حضورا اعلاميا وفرصة للتعريف بعمله اكثر لكن ذلك ليس نهاية المطاف حيث يتطلب منه المزيد الجد والعمل.

وشاركت الجزائر في النسخة الـ 53 من مهرجان القاهرة الدولي للكتاب التي اختتمت أول أمس بأزيد من 600 عنوان من كتب ومنشورات خاصة بدور نشر جزائرية تتعلق بمختلف المجالات من ادبية وتاريخية والكتب الفاخرة وكتب التراث والعمارة وأيضا كتب الاطفال التي عرفت اقبالا كبيرا من زوار المعرض، كما نزل عدد من الكتاب الجزائريين ضيوفا على هذه الطبعة وشارك بعضهم في جلسات البيع بالتوقيع.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى