ثقافة وفن

“الروح السوداء” للمخرج شكيب طالب بن دياب يطرح فكرة التعايش بين الثقافات

 

قدم أول أمس، بقاعة زينات برياض الفتح، وخارج إطار منافسة المهرجان الدولي للسينما الفيلم الملتزم، فيلم قصير يحمل عنوان  “الروح السوداء” للمخرج الجزائري  شكيب طالب بن دياب، المأخوذ من قصة حقيقية من تاريخ اليابان.

يروي الفيلم قصة حقيقية، عن عبد كان ملك لقس برتغالي، في اليابان، أهداه  لواحد من سادة اليابان ولكن لغياب ثقافة العبودية في ذلك البلد، عومل كواحد منهم، وأصبح من أكبر وأشهر محاربي الساموراي والذي حمل إسم “ياسوكي”. من هذه القصة، استلهمت قصة الفيلم، حيث تخيل أن هذا الساموراي، رفقة مجموعة أخرى من العبيد الذين كانوا في اليابان،  استطاعوا العودة إلى إفريقيا وأسسوا هذه الجماعة من الساموراي الأفارقة تحت مسمى “الروح السوداء” والتي كان يبحث عنها بطل الفيلم  وهو عالم آثار فرنسي.

وعقب عرض الفيلم صرح مخرجه شكيب طالب بن دياب أن فكرة جاءت من اليابان، البلد الذي هو معجب به، وزره مرتين، وعاد منه بهذه الحكاية، يقول “أردت فيها المزج بين إفريقيا والشرق الأقصى، بعيدا عن المألوف في السينما التي تأتي كل قصصها من الغرب، أردت من خلالها التأكيد على وجود إفريقيا في الإبداع السينمائي وصناعة محتوى جديد”، مضيفا ” كما أني وجدت رابط قوي بين الثقافة الإفريقية واليابانية، وتوافق بين الفلسفة اليابانية والإفريقية في توجهها وبعدها الصوفي، هذه هي ثقافتنا، نحن أفارقة ويجب أن نكون فخورين بذلك،  كان جد مهم بالنسبة لي العمل على تلك القصة التي تجمعنا بعيدا عن الألوان والثقافات والأعراق، أهم شيء هو أن تكون الرسالة، رسالة عالمية، وهي “الإرادة في التحرر” في قصة الفيلم كانت  لفرنسي، وفي القصة الحقيقية كانت إفريقي، لكن الرسالة هي نفسها”.

بخصوص تصوير الفيلم بتونس يقول شكيب طالب مخرج العمل” لم نتمكن من التصوير في الجزائر لسبب واحد، هو أن الإنتاج تونسي، كان لزام علينا انتظار سنة أخرى لجمع فريق عمل أخر والتصوير في الجزائر، أو العمل مع فريق العمل والمنتج التونسي على الفور، وفضلت هذا الخيار الأخير”.

“.. شبان متصدؤن” فيلم يرصد واقع المسنين

أما بقاعة ابن زيدون فقد عرض فيلم “شبان متصدؤن” لمخرجه اندي بوش، يحكي قصة المقاومة من أجل العيش بكرامة والتحكم في زمام الأمور والحق في اتخاذ القرارات الشخصية بعيدا عن القيود التي يفرضها القانون على المسنين والمتقاعدين في دول الغرب، والقصة تسرد واقع فونس ولول ونوكس وجانجي الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و84 سنة وتمسكهم القوي باستقلاليتهم وكرامتهم ورهف مشاعرهم وهم يصلون إلى سن الشيخوخة ليجدون أنفسهم مرغمين على الرضوخ إلى فرضية العيش في دار المسنين، الفيلم يروي أيضا العلاقة بين الآباء المسنين وأبنائهم، وقد جاء في قالب درامي بلمسات فكاهية رائعة يحكي تمرد مجموعة من كبار السن على قوانين دار المسنين فيطرد البعض منها لإخلاله بالنظام و يهجرها البعض الآخر بحثا عن الحرية لعيش قصة حب و التمتع بالحياة. يقوم نوكس الذي فقد وظيفته كحارس أمن في دار المسنين بسبب مساعدته لأصدقائه على وضع خطة تهدف إلى إنشاء دار الرعاية تسير وفقا لقوانين ساكنيها ،لكن تفاقم مشاكله العائلية و الصحة يحول دون تجسيد الفكرة في حياته لكنه يترك قيمة بوليصة التأمين على الحياة لأصحابه بعد أن توافيه المنية. لتتمكن المجموعة من الذهاب في رحلة العمر على متن “الدار المتنقلة” أو الحافلة المهيأة على شكل منزل متنقل.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى