إسلاميات

الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة

يتجهُ المفهومُ الأقربُ لمعنى كلمةِ الشَّفَاعةِ إلى التوسطِ (للغَير) من أجلِ دَفعِ ضررٍ أو جَلبِ نفعٍ؛ إذْ يشفعُ النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربهِ أن يُدخلَ أُناسًا بعينهم الجنةَ أو يُخرجهم من النارِ، فعندما سُئل صلى الله عليه وسلم: مَنْ أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: (مَنْ قَالَ: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه).

وقد ذُكر لفظ الشفاعة في القرآن الكريم في أكثر من موضع؛ يقول الله تعالى: ﴿ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ [المدثر: 48]، ويقول: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ [البقرة: 255]، ويقول: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ ﴾ [البقرة: 48]، ويقول: ﴿ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ﴾ [سبأ: 23]، وغير ذلك من الآيات.

وفضلًا عن الحديث أعلاه، فقد وردت أحاديث عديدة تتناول الشفاعة؛ ومنها حديث الشفاعة المشهور الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد، ثم أَخرُّ له ساجدًا، فيقالُ: يا محمد، ارفَع رأسكَ، وقل يُسمَع، وسَلْ تُعطه، واشفع تُشَفَّعْ، فأقولُ: يا ربِّ، ائذَنْ لي فيمن قال: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فيقول: وعِزَّتِي وجلالِي وكِبرِيَائِي وعظمتي، لأُخْرِجَنَّ منها مَن قال لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ).

ومنها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: (فيقول الله تعالى: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يَبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضةً من النار، فيخرُج منها قومًا لم يعمَلوا خيرًا قط).

ومن هنا يتبيَّن لنا أن الملائكة أيضًا تشفع، والمؤمنون يشفعون، وكذلك يشفع عمل الصيام، والعمل بالقرآن، ففي حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصيَامُ: أَيْ رَب مَنَعْتُهُ الطعَامَ وَالشهَوَاتِ بِالنهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِالليْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ”.

وعن أبي أمامة الباهلي قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ، فَإِنهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِه”. وروى ابن حبان في صحيحه (124) عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الْقُرْآن شَافِع مُشَفع وَمَاحِل مُصَدقٌ، مَنْ جَعَلَهُ إِمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنةِ وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ)[6]، ويقال: لا تجعل القرآن ماحلًا؛ أي: شاهدًا عليك.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى