العربية نت الجزائر.. بلد يحفل بالآثار العربية والإسلامية

تقع مدينة الجزائر على سفح جبل أبي زريعة، وتشغل الأسواق والمؤسسات الاقتصادية والسياحية السهل الساحلي الضيق الملتف حول الخليج الطبيعي والميناء، ثم تتوسع المدينة زاحفة إلى الأعلى حتى تكتسح الغابات التي تکسو الجبال المحيطة.

في عددها الصادر في ربيع الآخر 1389هـ، الموافق لشهري يونيو ويوليو 1969م، نشرت القافلة استطلاعاً مصوّراً عن الآثار العربية الإسلامية في الجزائر بقلم الأستاذ محمد أبو الفرج العش. وتضمَّن تعداداً لأبرز المواقع الأثرية في الجزائر العاصمة وباقي أنحاء البلاد. ونظراً لكثرة هذه المواقع اكتفى الكاتب بعرض نبذة مكثفة جداً عن كل منها. وفي ما يأتي بعض المقتطفات من هذا الاستطلاع:

تقع مدينة الجزائر على سفح جبل أبي زريعة، وتشغل الأسواق والمؤسسات الاقتصادية والسياحية السهل الساحلي الضيق الملتف حول الخليج الطبيعي والميناء، ثم تتوسع المدينة زاحفة إلى الأعلى حتى تكتسح الغابات التي تکسو الجبال المحيطة.

منظر جميل أخَّاذ؛ إن كنت في المنطقة العليا فإنك تشرف على مشهد جامع، وإن كنت في المنطقة السفلى فإن الأبنية المتراكبة المسامية تحت هالة الخضرة وزرقة السماء تدهشك برونقها وجمالها. إن المدينة الجديدة بشوارعها وحدائقها وأبنيتها مثيرة للإعجاب حقاً، والقصبة أو المدينة القديمة ليست دونها أهمية وطرافة وجمالاً. فهي أيضاً تقع على سفح حاد الانحدار، دورها متراكبة ومتوجهة جميعاً إلى البحر، برقي الإنسان إليها من أنهجها المدرجة الضيقة. ففي كل زاوية سبيل جميل محلي بالزليج أو سوق صغيرة أو مشهد لطيف يدل على العادات والتقاليد القديمة.

ومخطط الدار الجزائرية القديمة يكاد يكون متشابهاً في كل بيت قديم؛ يُدخل إلى دهليز ضيق يؤدِّي إلى باحة سماوية ذات أروقة نحن بها من جميع الجهات، وهي محمولة على عمد قصيرة، يربط بينها عقود ذات أقواس حدوية مروسة زینت جهاتها بشط من الزليج، وتقع الغرف وراء الرواق، وتُحلَّى جدرانها الخارجية والداخلية بازار من الزليج وتفرش أرضها بالزليج أيضاً، ثم يزين أعلى جدرانها بزخارف على الجص تبدو على جانب كبير من الدقة والرشاقة. العجيب حقاً أن الدار الجزائرية، مهما كانت بسيطة وفقيرة فإنها لا تخلو من زينة بالزليج والجص.

..الأبنية الأثرية والمتاحف في مدينة الجزائر

المدرج الروماني، وهو من أنقاض مدينة كويكول الرومانية التي تعرف باسم جميلة، ويرجع عهده إلى القرن الثالث الميلادي

 

..آثار من العهد الروماني

أهم المواقع الأثرية في الجزائر مدينة “جميلة”، وكان اسمها مدينة کويكول في العهد الروماني، وتقع في المنطقة الشرقية من القطر الجزائري في قلب الجبال العالية. تعود أبنية مدينة جميلة إلى القرنين الثاني والثالث الميلاديين، وتحوي جميع عناصر المدينة الرومانية القديمة، كالشوارع المتقاطعة ذات العمد، والميادين، والهياكل والأسواق، والحمامات. وشوارعها معبَّدة بالحجر، ومدرجها واسع مبني على سفح منحدر، وأبنيتها على جانب كبير من الأبهة، وأرض قاعاتها مرصوفة بالفسيفساء.

أكثر المدن الجزائرية أهمية من حيث الآثار العربية الإسلامية هي مدينة تلمسان. واسمها القديم وتافرزت على نحو ما ذکر الجغرافيون العرب، وقد بناها الملثمون، وهي تقع في المنطقة الغربية من الجزائر، وقد حباها الله جمالاً في الطبيعة وسعة في الخيرات. ومن أبنيتها الأثرية المهمة:

ولم يتسن لي أن أشاهد المنبر، لأن المنابر في المساجد الجزائرية والمغربية جميعاً تنزلق على سكة، فتدخل في فجوة إلى جانب المحراب، وتبرز فقط في أيام الجمعة، وذلك لإفساح المجال أمام المصلين في أيام الأسبوع.

Exit mobile version