الأخيرةثقافة وفنفي الواجهة

العمل على إعداد مشاريع لعصرنة مناهج وبرامج تكوين الفنون بالجزائر

شهدت سنة 2022 افتتاح الثانوية الوطنية للفنون “علي معاشي” بالجزائر العاصمة تنفيذا لقرارات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بإنشاء بكالوريا فنية، وبذلك تنضم شعبة الفنون هذه السنة إلى الشعب الست الأخرى للتعليم الثانوي، واستجابة لطلب المعاهد العليا وديناميكية الإبداع الفني بالجزائر، سيسمح قرار رئيس الجمهورية بتخرج الدفعة الأولى للحائزين على بكالوريا في الفنون سنة 2024 للالتحاق بمقاعد المعاهد المتخصصة.

وفي إطار هذا التكوين الذي رحب به الجامعيون المتخصصون, تجري التحضيرات لإنشاء معهد عال للسينما الذي سيقترح تكوينا يتوج بشهادات في مجال العلوم والفنون السينمائية للناجحين في بكالوريا شعبة الفنون، أما في مجال التكوين المهني, تم في سنة 2021 إدماج أربعة تخصصات جديدة لمهن السينما والفنون في برنامج التكوين المهني من اجل ضمان يد عاملة مؤهلة ومتخصصة في مهن السينما والمسرح على وجه الخصوص، كما يجري الإعداد لعديد المشاريع بغية تحيين وعصرنة مناهج و برامج تعليم الفنون بالجزائر في إطار ورشات تفكير شرع فيها بمشاركة جامعيين ومكونين.

…مرافقة متواصلة لمشاريع التكوين في مختلف أنواع الفنون

شرعت الجزائر التي تحتفل بالذكرى الـ 60 لاسترجاع سيادتها, مبكرا في مرافقة مشاريع التكوين في الفنون التشكيلية وفنون الاستعراض والمسرح والسينما بعد تأسيس المسرح الوطني الجزائري سنة 1963 و”سينماتك” متحف السنيما الجزائرية سنة 1965، وفي سنة 1962, تولى بشير يلس رئاسة مدرسة الفنون الجميلة والهندسة المعمارية للجزائر العاصمة التي كونت عددا هاما من المواهب الشابة ومكونين من مستوى عال أشرف على تأطيرهم في تلك الفترة أساتذة على غرار محمد اسياخم وشكري مسلي.

وقد تشكلت النواة الأولى للفنون التشكيلية التي ساهمت في ميلاد الاتحاد الوطني للفنانين الرسامين بمختلف المعارض والتظاهرات الفنية في الجزائر وفي الخارج من أجل الترويج للفن الوطني في الوقت الذي كان يسعى فيه لفرض نفسه على الساحتين الوطنية والدولية، وبعد فصلها عن مدرسة الهندسة المعمارية, تفرعت عن مدرسة الفنون الجميلة التي تدمج عرض خاص بالتعليم العالي تدريجيا 16 مدرسة جهوية بمدن عديدة على غرار مستغانم ووهران وتلمسان وسيدي بلعباس والجلفة وتيزي وزو وباتنة وبسكرة وسطيف وقسنطينة بهدف تعزيز التكوين الفني الذي تدعم بتخصصات جديدة.

وفي مجال فنون الأداء وبعد تأسيس المسرح الوطني الجزائري, أنشأ مدير المسرح مصطفى كاتب المعهد الوطني للفنون الدرامية والرقص الكوريغرافي التي دعمت المسارح الجزائرية والساحة الفنية بمواهب شابة واعدة، وتحولت هذه المؤسسة بدورها إلى معهد عال لمهن فنون العرض والسمعي البصري مستفيدة بذلك من الوصاية المزدوجة لوزارتي الثقافة والتعليم العالي والبحث العلمي.

وفي مطلع تسعينيات القرن الماضي, توجت الجهود المتواصلة والعمل الحثيث لمختلف معاهد الموسيقى بإنشاء المعهد الوطني العالي للموسيقى، وقد تم مد عدة جسور بين هذه المعاهد و الجامعات الأخرى ومراكز البحث العلمي من أجل تطوير تخصصات ومجالات تكوين أخرى والمساهمة بشكل فعال في البحث.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى