الأخيرةدوليفي الواجهة

“الغلاء الفاحش” يفجر الشارع المغربي

احتجاجات عارمة تطالب بإسقاط الحكومة

شهدت العديد من المدن المغربية، منذ يوم السبت، وقفات احتجاجية دعت إليها “الجبهة الاجتماعية”، رفعت خلالها شعارات منددة بصمت الحكومة إزاء غلاء المواد الغذائية. ووصلت حدة النقد في بعض الوقفات إلى المطالبة برحيل عزيز أخنوش، رئيس الحكومة.

ليلة الاحتجاج الرمضانية شملت مجموعة من المدن كأغادير ومراكش والمحمدية والجديدة وتيزنيت ووجدة والفقيه بنصالح وقلعة السراغنة وآزرو وتيسة وغيرها، وشاركت فيها فئات عريضة من المواطنين والمواطنات، فضلا عن ممثلي منظمات حقوقية وشبابية وهيئات حزبية.

العاصمة الرباط، حيث الساحة المقابلة للبرلمان، كانت حاضرة كعادتها في كل الوقفات السابقة، وحضرت أسماء حقوقية وبعضها سياسي، ورفعت شعارات نهلت من معين النقد السياسي بموازاة مع التعبير عن الاستياء والغضب الاجتماعي.

بالنسبة لشعارات العاصمة، فقد كانت جامعة مانعة لكل الشعارات في المدن الأخرى، ونجدها قد ضمت في تعابيرها بين الغضب الآني المتمثل في الأسعار والغلاء، وبين تلك المطالب الطويلة الأمد والتي لا ترتبط بالتدبير اليومي ومنها نجد الحديث عن مصفاة “لاسامير” وعلاقتها بغلاء أسعار المحروقات.

وكانت فسيفساء الشعارات تعبر عن حامليها، ونجد شعار “الامتيازات للمحظوظين والضرائب للكادحين”، يجاور “بلادي ساحلية والسردين غالي عليا”، كما حضر الشعار الشعبي “باركا من الغلا جيب الشعب راه خوا”، والسؤال المؤرق أيضا “كيف تعيش يا مسكين والمعيشة دارت الجنحين”، ثم المطلب الملح “الشعب يريد تخفيض الأسعار”، وفي غمزة ذات دلالات رفع شعار “بلادي فلاحية والخضرة غالية عليا”.

وقفة الرباط الاحتجاجية لم تكن مجرد شعارات، بل قيلت في نهايتها كلمة للجبهة الاجتماعية، ركزت فيها على مطلب “التراجع الفوري عن الزيادات المهولة”، والتي “لم تعد الجماهير الشعبية، بمختلف فئاتها وطبقاتها والاجتماعية قادرة على تحملها”، كما ورد في الكلمة.

واغتنمت الجبهة في كلمتها الفرصة، لتجديد المطالب بخصوص توفير فرص الشغل للشباب، خاصة أنه “شبع وعودا من طرف مختلف الحكومات المتعاقبة”، وهذا “في الوقت الذي لم تعرف البطالة سوى مزيد من الاستفحال”.

مصفاة “لاسامير” كانت حاضرة أيضا بقوة حضور المحروقات، وطالبت الجبهة في كلمتها بتأميمها، مشددة على أن خصخصتها شكلت “كارثة على الشعب المغربي عامة”.

الرحلة الاحتجاجية الرمضانية تنقلك من الرباط إلى جارتها سلا، ونموذج أحد أحيائها الشعبية المسمى “حي الرحمة” حيث اجتمع عدد من المواطنين رافعين الشعارات ذاتها وبالمعنى نفسه، وصدحت حناجر بقولها “لا لغلاء الأسعار”، كما عبرت عن أن “الفقير يستغيث”.

الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية، ضربت الموعد نفسه في وقفة بساحة السراغنة، وكانت شعاراتها جريئة أيضا، ومنها “المخطط الأسود” والتي تعني الوصف القدحي لـ”المخطط الأخضر”، وقد ارتفعت مع اللافتة “الكرتونية” بعض الخضراوات مثل الجزر والبصل.

وكالات

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى