تحوّل موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، منذ بداية الحراك الشعبي (22 فيفري)، إلى “بوصلة” تقود كل الجزائريين الذين اختاروا الخروج إلى الشارع، و الذين باتوا يهتدون إلى خط سير المسيرات و وجهاتها و مواقيتها و إطار حراكها عن طريق منشورات فايسبوكية هدفها الحفاظ على الإطار السلمي للمسيرات و منع أي انفلات حراك.
وفي الوقت الذي يطرح فيه الإطار السلمي الحضاري الذي يلزمه الجزائريون ضمن حراكهم الشعبي منذ 22 فيفري الماضي، الكثير من التساؤلات عن سر هذا التنظيم المحكم ومصدره. يواصل نشاط فايسبوكيون حملة تعبة الجزائريين وحشدهم لشارع، مع الالتزام بالتوعية بضرورة الحفاظ على سلمية المسيرات والالتزام بتدابير الأمن التي تضمن عدم انفلاتها أو خروجها عن الإطار.
وبعدما نجح الفايسبوك في تثبيت الجمعة كيوم رسمي لمسيرات التغيير الأكبر، لتدخل المسيرات الجمعة 8 مارس حراكها الثالث، ها هو يقوم بدوره في تقوية إطار الاحتجاجات بعدما شهدته مسيرات يوم 1 مارس من انفلات وتجاوزات في نهايتها، مشهد اريد التصدي له من خلال الدعوة عبر الفايسبوك الى تغيير وجهة المسيرات من قصر المرادية الى ساحة الشهداء تجنبا لأي صدام مع الأمن.
ووعيا من المحتجين بالمخاطر التي تترتب عن إطالة عمر المسيرات، تم تداول منشور يطالب المحتجين بحمل “صافرات” يتم من خلالها اعلان نهاية الحراك عبر كل التراب الوطني تمام الساعة الخامسة و النصف مساءا، من خلال قيام المتظاهرين باستعمال الصافرات في نفس التوقيت، اعلانا لنهاية المسرات و تجنبا لأي انفلات مفتعل يمس بسلمية المسيرات .