ثقافة وفنفي الواجهة

الفيلم الجزائري “أبو ليلى” يتوج بجائزة النقد لمهرجان “دا” السينمائي ببرشلونة

تمكن الفيلم الروائي الطويل “أبو ليلى” للمخرج الجزائري أمين سيدي بومدين باقتناص جائزة النقد لمهرجان “دا” السينمائي بمدينة برشلونة بإسبانيا، الذي اختتمت فعالياته أول أمس ونظم أونلاين عبر الموقع الالكتروني الخاص بالمهرجان.

فيما توج الفيلم الإسلندي “يوم أبيض جدا” لهلينور بالمسون جائزة “تالنتس” لأفضل فيلم بالمهرجان، وتم خلال هذه التظاهرة التي افتتحت فعالياتها في 30 أفريل المنصرم،عرض 65 فيلما بين روائية طويلة وقصيرة عبر الانترنت وهذا في إطار الإجراءات الوقائية ضد انتشار فيروس كورونا الذي تواجهه إسبانيا كغيرها من بلدان العالم.

ويعتبر فيلم “أبو ليلى” واحدا من الأفلام الجزائرية التي سجلت حضورا قويا وتوج بعدة جوائز دولية، والفيلم المنتج بدعم مشترك من الجزائر وقطر وفرنسا يعود إلى سنوات الإرهاب في التسعينيات من خلال قصة الشابين سمير ولطفي، اللذين يعملان على مطاردة الإرهابي الخطير “أبو ليلى” في الصحراء الجزائرية، وقد صنف “أبو ليلى” من بين أفضل عشرة أفلام عربية لـ2019.

ويبدأ الفيلم بجريمة اغتيال لرجل أمام منزله في الجزائر العاصمة عام 1994 ينفذه الإرهابي المكنى “أبوليلى” والذي يحمل الفيلم اسمه، ثم تنتقل الأحداث مباشرة إلى الصحراء وتحديدا الجنوب الجزائري، حيث لا شيء سوى الرمال الصفراء والسماء الزرقاء اللذين يستغلهما المخرج كديكور طبيعي وبديع لمعظم مشاهد الفيلم.

وتنطلق سيارة دفع رباعي سوداء وسط الصحراء بداخلها بطلا الفيلم. ويبدو من خلال الحوارات بينهما أن أحدهما مريض ومتعب بل ومضطرب نفسيا، في حين يساعده الآخر طوال الوقت على تجاوز الآلام البدنية والكوابيس التي تهاجمه من آن لآخر، واستغلها المخرج في استجلاء بعض الخلفيات عن الشخصيتين من خلال الرجوع إلى الماضي ثم العودة إلى الحاضر.

وبعد مشوار طويل يتضح أن الاثنين شرطيان أحدهما يعمل بوحدة مكافحة الإرهاب فيما الآخر شرطي دورية، وأنهما يسعيان خلف الإرهابي أبوليلى، لكن الدافع وراء هذه المطاردة ذات الطابع الشخصي يظل غامضا حتى الدقائق الأخيرة من الفيلم، ومع اقتراب النهاية تتكثّف الأحداث وتترابط الخطوط وتتجلى ثنائية الخوف والعنف التي أراد صناع الفيلم إبرازها منذ البداية، من خلال اختيار الصراع المسلح الذي خاضته الجماعات المتطرفة في الجزائر خلال العشرية السوداء (1992 – 2002) ضد الدولة ومؤسساتها كخلفية للأحداث. وتظهر رابطة بين هذه الثنائية وبين الخوف والعنف اللذين يسكنان كل إنسان وصراعه الشخصي في ترويضهما، ويمتلئ الفيلم بمشاهد دموية لشخصية شرطي الدورية المضطرب نفسيا، لذا قد لا تكون ملائمة للأطفال، لكنها تبدو موظفة لخدمة السياق العام. والفيلم بطولة سليمان بن واري و إلياس سالم وعزوز عبد القادر، وعكف المخرج أمين سيدي بومدين على الإعداد وكتابة السيناريو عدة سنوات في حين جرى تصويره في ثمانية أسابيع.

وشارك “أبو ليلى” في عدد من المهرجانات الدولية والعربية على غرار مهرجان كان السينمائي في دورته 72

.. فيلم أبو ليلى قريبا في قاعات السينما الجزائرية

جدير بالذكر، فيلم سيعرض قريبا في الجزائر بعد أن قام المركز الجزائري لتطوير السينما بنشر برومو الفيلم لمخرجه أمين سيدي بومدين، وهذا تمهيدا لعرضه القريب بالجزائر، ويأتي إعلان المركز الذي يقدم تاريخا محددا لعرض العمل لرفع الحظر غير المعلن عن العمل في بلاده، حيث بقي الفيلم ممنوعا من العرض في الجزائر منذ خروجه في مهرجان كان. وكان منتظرا عرضه في آخر دورة لمهرجان الفيلم الملتزم في الجزائر، لكن تم سحب الفيلم لأسباب تتعلق بمخرجه الذي رفض عرضه خارج المنافسة حسب ما قالت يومها محافظة المهرجان.

كما تجدر الإشارة، إلى أن يهدف مهرجان “دا” السينمائي -الذي تأسس في 2011- إلى تقديم نظرة معمقة” حول الإنتاج السينمائي الحالي في العالم من خلال عرض بانوراما من الأفلام الدولية التي تمثل مخرجين صاعدين وآخرين من ذوي الشهرة الدولية.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى