ثقافة وفن

الكاتبة زهرة بوسكين تغوص في أغوار النفس البشرية في “ما لم تقله العلبة السوداء”

تعززت المكتبة الوطنية حديثا، بكتب قصصي جديد للكاتبة والشاعرة زهرة بوسكين، يحمل عنوان “ما لم تقله العلبة السوداء”، الصادر عن دار “خيال” للنشر والتوزيع، تسلط فيه الضوء على مواضيع اجتماعية وسياسية تتعلق بوقتنا الراهن، كما تغوص فيه أعماق النفس البشرية وعوالمه الداخلية.

قالت الكاتبة زهرة بوسكين حول إصدارها الجديد “إنه يتناول عدّة قضايا ويطرح مجموعة من الأسئلة، أسئلة لا تبحث عن أجوبة لكنها تفتح عوالم داخلية عديدة، فيه قضايا اجتماعية سياسية نفسية، فمثلا من أهم القضايا الاجتماعية ظاهرة تسول الأطفال وغوص في أعماق إنسان يسترجع ذكريات طفولته، وهي رمزية تشير إلى أهمية مرحلة الطفولة في بناء الشخصية وكيف كبر هذا الطفل يحقد على أمه وعلى العالم المحيط به، فيه نصوص سياسية حول صناعة الانتحاريين بأساليب بسيكولوجية واختراق للذات من خلال العالم الأزرق، يتجلّى ذلك من خلال نص “العالم بحزام ناسف”، وكذلك رجوع إلى الاغتيالات التي عشناها في سنوات الجمر، لأنه لا يجب أن ننكر انعكاسات المرحلة على المدى البعيد، إلى جانب نصوص أخرى تحاكي أعماق الإنسان ومعاشه النفسي واضطراباته النفسية لأن الإنسان واحد فقط بتفاصيل متعددة”.

واستهلت الاديبة زهرة بوسكين مجموعتها التي تقع في 61 صفحة من القطع الصغير، وتضم قرابة 20 نصا، بنص “أحاديث من ذاكرة المرآة” لخصت فيه دورة حياة الإنسان من خلال مرآة معلقة على حائط، حيث يبدو واضحا في هذا النص اشتغال الأديبة على الجانب النفسي في السرد خصوصا وأنها تطرح أسئلة تتعلق بالوجود والعمر والزمن والموت.

وتخصص بوسكين تكريما للقضية الفلسطينية من خلال نص “مشهد من سجن الرملة” الذي تعود من خلاله إلى قصة سجين ترمز له برقم كدلالة على المهانة والاحتقار النفسي والروحي والإنساني الذي يعاني منه الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وفي قصة أخرى بعنوان “حيفا.. لضفيرتي أمي” تعود الكاتبة إلى قضية النزوح الفلسطيني من خلال قصة سيدة لاجئة من حيفا المحتلة تموت بعيدا عن الديار ولكنها تغرس إرادة العودة في محيطها.

وأما قصة “وجبة أمل” فيتلخص مضمونها في أن الحياة لا تعطينا دائما ما نريد إذ تحكي عن فتاة تحلم بالرسم لتتخلص من أوجاعها ولتسترجع أحلامها المفقودة ولكنها تتذكر فجأة أنها بلا يدين.

النصوص الأخرى لهذا الإصدار تتناول مواضيع تتعلق بالحب والأحزان والإرهاب والغربة واللجوء وذكريات الماضي وعذابات الضمير على غرار “طائرة من ورق” و”شيزوفرينيا” و”حكمة الماء” و”العلبة السوداء” و”عابر وطن” و”رصاصات بيضاء” بالإضافة إلى “هي.. في موسم هجرته” الذي أهدته للأديبة التونسية شريفة عرباوي.

ووظفت الكاتبة زهرة بوكسين بعض نظريات علم النفس كتشكيل صورة الذات في نص أحاديث من ذاكرة المرأة ، ونص شيزوفرينيا ، كما أن كتابها الأخير الذي يحمل عنوان “ما لم تقله العلبة السوداء ” هو وصف عميق لأن بأعماق كل واحد علبة سوداء مستعصية.

للإشارة، تعدّ الدكتورة زهرة بوسكين، من الأسماء الاعلامية والأدبية الفاعلة في الساحة الثقافية العربية والجزائرية، استهلت مشوارها في النشر والكتابة منذ بداية التسعينيات بجرائد وطنية عديدة وتعاملت مع عديد المنابر الاعلامية والثقافية داخل وخارج الوطن، متوجة بعدة جوائز عربية، كما تمّ اختيارها في انطولوجيا عالمية للشعر صدرت ببروكسل، بحوزتها مجموعة من الإصدارات في الشعر والقصة والدراسات الأكاديمية.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى