ثقافة وفن

الكاتب زين العابدين بوعشة يوقع كتابه “رواق الموت” السبت المقبل

 

من المقرر أن يوقع الإعلامي والكاتب زين العابدين بوعشة، يوم السبت المقبل وعلى هامش فعاليات الدورة 24 من الصالون الدولي للكتاب التي تنطلق يوم الخميس المقبل، مؤلفه الجديد الصادر عن منشورات الوكالة الوطنية للنشر والإشهار والذي يحمل عنوان “رواق الموت: سجن سركاجي”، وهو عبارة عن شهادات حية حول الوقائع الأليمة التي شهدها سجن “سركاجي”.

وقع كتاب” رواق الموت:سجن سركاجي” في 227 صفحة من الحجم المتوسط ، ويحمل بين دفتيه شهادات حية لمجموعة من الأبطال والبطلات سواء الجزائريين أو مساندي الثورة من أصول أوربية حول زنازين سركاجي على غرار شهادات جميلة بوباشا، وردية حاج محفوظ وفرناند إيفتون، يتناول الكاتب زين العابدين بوعشة في مؤلفه الجديدة أهم فترة من الفترات التي عشتها الجزائر إبان الثورة التحريرية وعاد بالتحديد إلى فترة حاسمة من تاريخ الجزائر، ويروي فيها معاناة الجزائريين في هذا السجن ومعاناة الأبطال الذين كانوا وراء القضبان، فمنهم من تمّ تعذيبه أشد العذاب وبأساليب وحشية، وآخرون نفذ في حقهم حكم الإعدام وأعدموا بالمقصلة أو بالرصاص، في حين تمكن آخرون من الهرب والنجاة. حيث بلغ عدد المعتقلين في سجن سركاجي إبان الثورة التحريرية 36578 شخص.

وقد أوضحت مقدمة الكتاب التي جاءت بقلم جمال يحياوي أن الكاتب زيد العابدين بوعشة استطاع تجاوز أسلوب المقابلة الشخصية أو ما يسميه المختصون بالتاريخ الحي، وتخلص من نزعة السيطرة النصيّة بتعامله مع المستجوبين من الشهود بطريقة مقبولة اعتمدت على الثقة كعامل رئيسي للبوح بالحقائق، مستطردا قوله” مستعينا بمعارفه المسبقة بالموضوع واستفزازه أحيانا للشاهد المستجوب لإثارة ذاكرته من أجل استحضار أحداث مرّت عليها عشرات السنين”.

وفي انطباعه حول قال يحياوي “وأنت تقرأ الشهادات المدرجة تجد تفاصيل كثيرة عن الماضي، إضافة إلى الانطباع العام الذي تركته الأحداث اللاحقة في نفس الفرد الذي شارك في صنعها”، وسمحت الشهادات التي ضمنّها بوعشة في كتابه بمعرفة أسماء المعتقلين والمعتقلات وأماكنهم، كما كشفت ألوان التعذيب الذي كان يسلط على المعتقلين أو ظروف الإعدام بالمقصلة.

وبدأ بوعشة بتصوير ونقل ما جرى في سركاجي بالحديث عن سجن النبي يوسف عليه السلام وصراع الحق والباطل، فعلى حدّ تعبيره السجن أقدم مؤسسة عقابية ابتكرها الإنسان للحق وللباطل وفي السجن يدفن الحلم أو ينتعش، فتبعث الحياة، كما يتطرق الكاتب بوعشة بتصوير بانورامي لمراحل مقابلاته في أماكن مختلفة مع معتقلي سركاجي (من هم على قيد الحياة)، حول مسيرتهم النضالية وحول رفاق لهم في الكفاح غادروا الحياة.

وخص كل شخصية بعنوان مثل “وشهد شاهد من أهلها” وتتعلق بالمناضل فرناند إيفتون الأوروبي الوحيد الذي أعدم بسجن سركاجي، وعن جميلة بوباشا قال في الجزء المخصص لها “من قنبلة إلى لوحة بيكاسو”، كما رصد شهادات ياسف سعدي، عن استشهاد علي لابوانت، الخيانة والخلافات بين قادة الثورة، وغيرها من المحاور، في حين حاور المحكوم عليه بالإعدام محمد بن قراب الذي تحدث إليه عن معايشته للحظة الأخيرة لشهيد المقصلة أحمد زبانة، وحواره مع محمد بورحلة وذكرياته في دهاليز سركاجي، وغيرها من الشخصيات التي كرّمها زين العابدين بوعشة على طريقته في هذا الكتاب سواء التي تلك رحلت أو لا تزال على قيد الحياة.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى