الكاتب كمال قرور، يصرح: “الرجوع إلى التاريخ في الكتابة الروائية هو محاولة لاستشراف المستقبل”
- دور المثقف ليس أن يكون معارضا للسلطة بل أن يكون سلطة ثقافية ومعرفية
يقول الروائي كمال قرور أن الرجوع إلى التاريخ في الكتابة الروائية لا يعد هروبا من الواقع، ولا عبثا، بل الهدف منه هو حفر وانتقاء واع لمواجهة الواقع الملتبس ومحاولة فهم للحاضر المستعصي، الذي من شأنه استشراف المستقبل.
يرى الكاتب الجزائري وصاحب دار النشر “الوطن اليوم” أن الاهتمام والعودة للتاريخ من خلال الأعمال الإبداعية الادبية لا يمكن اعتباره هروبا من الواقع وإنما محاولة لإستشراف المستقبل، ويقول في ذات الشأن إن ضغط الواقع يربك الكاتب، لكن التاريخ يلهمه بأساطيره وأحداثه وشخصياته، ويمنح الاستعارات الفنية القادرة على تمثل الحاضر الغامض المربك، وربما تساعده في مراوغة الرقيب المترصد الذي قد يفاجئك أنه ليس الرقيب الكلاسيكي، بل منظومة اجتماعية وثقافية، تمارس الوصاية عليك. وهي في الحقيقة تعمل لصالح الشمولية التي تؤسس لمنظومة دفاعية تحميها من النقد والخدش.
وبخصوص المشهد الثقافي يقول صاحب رواية “حضرة الجينرال” أنه يعاني الكثير بسبب المنتسبين إليه، ويؤكد أن الانخراط في المشهد الثقافي، يتطلب أن امتلاك فكرة أو مشروعا يمكن تجسدهما في الميدان، أو أن يمتلك المنخرط أدوات النقد والتحليل لمتابعة سيرورة المشهد، فبعض الذين ينخرطون في المشهد الثقافي، يقول المتحدث أدعياء ثقافة، متطفلون متسلقون ومهرجون، بلا أفكار وبلا مشاريع، وبلا تصورات، وبلا التزام وبلا مواقف، فهم يعيشون حسبه على الريوع الثقافية، ومع ذلك يسبون مؤسسات الدولة ويشتمون السلطة وهم أدواتها.
وفي سياق ذاته أشار كمال قرور إلى ما يعرف بمثقف السلطة حيث قال “أنا أحترم مثقف السلطة الملتزم بالشرح والتبرير للخطاب الرسمي، ولكنني أزدري المتثاقف المايع الذي يأكل في كل المناسبات من موائد السلطة ثم يطلق عليها النار، وهذا ليس من المروءة”.
ويشير المتحدث إلى الرأي السائد عن دور المثقف في أن يكون معارضا للسلطة، لكنه العكس يجب على المثقف يضيف الكاتب أن يكون سلطة ثقافية ومعرفية، ودوره يرتكز أساسا في إنتاج المعرفة والأفكار، واقتراح المشاريع، ونقد السياسات والممارسات، واقتراح البدائل وعليه أن يكون في مستوى هذه السلطة بسلوكاته ومواقفه والتزاماته.
وعن مشروع في في ميدان النشر والذي أطلق من خلالها مشروع “كتاب الجيب”، يقول أنها شبه مغامرة كانت محفوفة بالمخاطر والصداع والإرهاق، برفقة الفريق الساهر على إنجاز المشروع. ومع ذلك فهي ممتعة، المشروع انجز يضيف المتحدث دون اللجوء إلى دعم مؤسسات الدولة، مشيرا بهذا الصدد أننا في حاجة إلى مناخ يحضن الكتاب والمقروئية، كما نحن في حاجة ماسة إلى سياسة ثقافية واضحة المعالم، تعيد للكتاب مجده.
ويقول رهاني اليوم في مشروع كتاب الجيب، على صناعة القارئ، وتوفير مناخ حب القراءة والإدمان عليها والاحتفاء بالكتاب، الملايين من المتمدرسين والمتعلمين يجب أن تستثمر لصناعة وعي التفاؤل والحركة والنهوض، مؤكدا بأن القارئ ظل لعقود رهين لبعض سماسرة الكتب الصفراء “المذهبية والطائفية والتكفيرية” بما تحمله من قيم معادية لثقافة الحياة والمحبة والتآخي، وتحفل بثقافة الموت وتحرض على القتل وتبرره ولا تعترف بحق الاختلاف في الرأي، داعيا في السياق ذاته إلى ضرورة الاحتفاء بكتب تكرس آداب الحياة والفضيلة وتمجد العلم والعمل وتشجع على احترام القانون.
وفي الأخير أشار الكاتب إلى مشروعه القادمة والمتمثل في”مشروع مكتبة في كل بيت وفي كل مكتب”، وهو عبارة عن رف عصري جميل مع مجموعة من سلسلة كتب الجيب، بسعر مدروس ويمكن أن يشحن مباشرة إلى عنوان طالبه، مشيرا أنه سيعمل بعد تحقيق الخطوة الأولى سينتقل للخطوة الثانية وهو تعميم المبادرة لاحقا في المقاهي وقاعات الحلاقة وقاعات الانتظار في المطارات ومحطات الحافلات والفنادق والبنوك والمستشفيات.
نسرين أحمد زواوي