ثقافة وفن

الكاتب كمال قرور يطلق مشروعه “الدليل الوطني للقراءة”

أعلن الكاتب كمال قرور، عن إطلاق مشروعه الجديد يحمل عنوان  “الدليل الوطني للقراءة”، الذي يتضمن 100 كتاب في الثقافة الجزائرية والعربية والإنسانية، ذوق ورؤية مهداة للمواطن الجزائري الجديد.

أوضح الكاتب كمال قرور في منشورا له في صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”  أن فكرة مشروعه جاءت في ظل غياب المقروئية في مجتمعنا وفي مؤسساتنا التربوية، والذي يرى أنها مشكلة تحتاج إلى حلول جذرية، والتي اقترح من ضمنها توفير مناخ حاضن يشجع على حب الكتاب، ويثمن حب القراءة ويقول بهذا الشأن “القراءة كسلوك يومي، لا تعني طرفا دون آخر، بل تعني الجميع دون استثناء، الأسرة، المؤسسات التربوية، وسائل الإعلام المختلفة، ومؤسسات الثقافة والشباب. وكلما تضافرت الجهود في ظل مشروع قرائي واضح، ستكون النتائج مثمرة ويكون الحصاد وفيرا”، مضيفا بهذا الصدد “أن هناك كثير من المجلات والجرائد والهيئات والجامعات، في الغرب خاصة، تجتهد لوضع دلائل للقراءة الجادة، يخضع طبعا لاختيار ذوقي وموضوعي، توجه من خلاله أجيالها، لاكتشاف الأفكار الإنسانية التي ساهمت في إطلاق خيال الشعوب، وساهمت في تربيتها ورقيها، وبهذا، يؤكد الكاتب تضع قطار القراءة على السكة، فمن يقرأ هذه الكتب المختارة بعناية منذ الصغر، حتما سيصبح قارئا نهما للكتب، ويطلب المزيد، فأصبح الكتاب صناعة وبضاعة رائجة ورابحة في الغرب، يلقى الإقبال والتهافت من قبل المستهلكين، ويطبع بالملايين، لأنه لا يختلف عن بقية المواد الاستهلاكية. بينما بقي عندنا مجرد بضاعة كاسدة، لأننا لم نهتم بمستهلكه، ولم نوفر له الشروط الملائمة.

مشيرا “بسبب وعينا بالمشكلة، بادرنا، باقتراح الدليل الوطني للقراءة، ودعونا لإثرائه، رغم الظروف المثبطة، للرد على كل الادعاءات التي ترثي حال القراءة، ولا تبادر بما تستطيع، إيمانا منا بأن المشكل يكمن في غياب مبادرات جادة تهتم بالقراءة، ينخرط فيها المجتمع، على ضوء استراتيجية وطنية واضحة المعالم”.

وعن المشروع يقول الكاتب كمال قرور ترتكز فكرته على انتقاء مائة 100 كتاب في الثقافة الجزائرية والعربية والإنسانية، الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية، العلوم الطبيعية والسير والأعلام، ليكون مدونة شاملة يستفيد منها أبناؤنا مباشرة، ودون كد، لتذوق ثمار الكتب الجادة من الابتدائي إلى الثانوي، أي من 6 سنوات إلى 17 سنة.

وأشار إلى أن نجاح المرحلة الأولى والتي تتعلق بتشجيع تلاميذ الصف الابتدائي تسهل المرحلة المقبلة من المشروع التي ترتبط بالصف المتوسط والثانوي، حيث قال “إذا نجحنا في المرحلة الأولى، أي الابتدائي، في تحفيز التلاميذ لقراءة القصص الخيالية المبسطة والأشعار العذبة، فإن المرحلة الثانية ستكون أسهل، لأن الكتب المختارة لطلبتنا في المتوسط والثانوي ليقرؤوها طيلة السنوات السبع، سيكون أكبر وأطول مشروع مطالعة مستمر في مرحلة عمرية مهمة وحساسة، ستكون لهم زادا معرفيا، ورصيدا ثقافيا هائلا لا يستهان به، يشكل قاعدة ثقافية لجيل بأكمله”.

مضيفا بذات الصدد” ما دفعنا أكثر إلى تجسيد الفكرة في الواقع، إذا تضافرت طموحات وإرادات الجميع، ليتوج هذا المشروع القرائي الواعد بترسيم مادة الثقافة العامة، مادة القراءة في البكالوريا، وتكون إجبارية على كل الشعب العلمية والأدبية والرياضية والاقتصادية دون استثناء، فإذا تشعبت سبل التخصصات وفرقت بين طلبتنا، حتما ستجمع بينهم الثقافة العامة، القراءة التي تصنع شخصيتهم وتهذب ذوقهم وتلهب خيالهم وتصقل عقولهم”.

..المشروع يدعم القراءة الحرة

كما أشار الكاتب إلى أن هذا المشروع سيتيح فرصة مواصلة القراءة الحرة والمستنيرة الواعية بسهولة، سواء في البكالوريا أو في الحياة العملية، ويتحقق الهدف النبيل، بإعداد جيل المواطنين الجزائريين الجديد، يكون منسجما مع روح عصره، وله رؤية واضحة وذوق رفيع.

مؤكدا بأن المشروع تطلب عمل جاد وموضوعي تم بعد استشارة رواد الفايسبوك، لاختيار 100شخصية ثقافية وإعلامية وكتاب ومكتبيين وناشرين ومهتمين بالقراءة، وكان التواصل مباشرة مع بعض هذه الشخصيات، ثم اختيرت شخصيات أخرى، حسب عطائها الفكري وحضورها الإيجابي في المشهد الثقافي، علما أن الجميع تفاعل مع المبادرة بمحبة وحماس وفعالية، حيث اقترحت كل شخصية وبحرية تامة، خمسة كتب رأتها جديرة بالقراءة في هذه المرحلة، وبعدها، كان لابد من تصنيف الكتب حسب تكرارها في السبر، مع مراعاة سن وعقول الفئة المستهدفة. كان ثمرة هذا المجهود، هذه المدونة القرائية الثمينة المقترحة.

ويرى من شروط تفعيل المطالعة في المؤسسات التربوية، تأسيس مكتبة في كل مؤسسة تربوية، وتخصيص الحجم الساعي الكافي، ويكون أكبر في طور الابتدائي، مع توفير المؤطرين للمرافقة والتأطير، اقتراح برنامج وطني واضح للمطالعة لكل طور، تحفيز الطلبة على القراءة وفتح الباب للمنافسة، في شكل مسابقات ومنافسات ودورات قراءة ومهرجانات قراءة، تتوج بتسليم جوائز قيمة تثمن المجهود، وتجعل الجميع ينخرط في سلوك القراءة بحب وعن قناعة.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى