ثقافة وفن

الكاتب محمد زتيلي يؤكد: “الارتباط بالسياسة” وراء تراجع الفعل الثقافي بالجزائر

قال الكاتب محمد زتيلي أن تراجع الفعل الثقافي في الجزائر سببه ارتباط الفعل الثقافي بالسياسة ونظرة السلطة إلي الممارسة الثقافية، وإلى غاية إرادة سياسية واضحة المعالم في تسير معظم القطاعات وليس قطاع الثقافة على وجه الخصوص.

أوضح الكاتب محمد زتيلي خلال محاضرة افتراضية له نظمتها مكتبة المطالعة بأم بواقي فيما يتعلق بموضوع تراجع الفعل الثقافي في الجزائر عموما إلى ارتباط الثقافة بالسياسة أمر حسبه غير صحي لان الثقافة هي فعل أنساني قبل أن تكون قطاع وزاري،  وأشار إلى أن الممارسات الثقافية للمؤسسات ليست متشابهة حسب الأشخاص الذين يسيرونها، إذ هناك من يتقرب من السلطة علي حساب المهم والاهم، وهؤلاء يقول المتحدث ظلوا عالة في الماضي والحاضر فيما يتعلق بتطور الثقافة بالجزائر، أما فيما يتعلق بدور الذي تقدمه دور الثقافة فيقول أنها ليست متشابهة لان هناك العديد من المدراء يقدمون حسبه مبادرات مهمة وتستحق الاشاداة، مؤكدا بأن المؤسسات الثقافية كانت ستعرف ثورة مهمة يعد الحراك الشعبي لولا ظهور جائحة “كوفيد -19” التي أرجعت الأمور إلى نصابها.

أما فيما يتعلق بموضوع من الأجدر بتولي مسؤولية تسيير الهياكل الثقافية، المثقف أم الإداري، فيرى محمد زتيلي أن هناك نوعين من المسيّرين في قطاع الثقافة النوع الأول الإداري الذي لا يربطه بالثقافة سوي المرتب والمكتب أو المنصب، وقد يعاديها، والنوع الثاني هو الشاعر أو الفنان أو القاص أو الموسيقي أو مهندس الترميم الذي لا علاقة له بالمكاتب ولغة الإدارة وفنيات وقوانين التسيير، وهذا النوع لا يفيد إلا قليلا ، لأنه يريد أن يحرك الأمور ولا يعرف إدارتها أي تسييرها وفق القانون والمحيط، ولهذا وجب أن يكون مسير الثقافة يتمتع بشخصية خاصة تتمتع بالمعرفة الإدارية والمواهب المختلفة والعلاقات الإنسانية والبشرية السلسلة والمؤثرة وهذا النوع لا يكتشف سوي بالتكوين والمرافقة والترقية والدعم.

أما فيما يتعلق بالثقافة  فقال المتحدث إن مفهوم الثقافة مفهوما واسعا ولا يمكن حصره في الشعر والرواية والمسرح والفن التشكيلي و ما إلى ذلك، فهي كل الألوان الإبداعية المفصولة عن بعضها بعض، فهي حسبه كلٌّ متكامل، ومؤسف له في الجزائر يقول محمد زتيلي هو أن فعل القراءة والكتابة لم توفر لهما الشروط المهنية اللازمة وكذلك الفنون التي توجد ورشاتها في دور الثقافة ولكن دون تجهيزات و وسائل وتكوين حديث بما في ذلك ورشات اللغات الحية، لهذا يقول المتحدث نجد المسؤولين يعانون بين واجب أداء الورشات وبين انعدام الوسائل، أما الأنشطة الثقافية فما زلنا لم نبتكر طرقا جديدة لأدائها.

من جهة أخرى، وفي حديثه عن صناع الأدب والذين أثروا المشهد الثقافي في الجزائر قال محمد زتيلي على وزارة الثقافة ودور النشر أن تهتم بطبع عدد من الأعمال الجزائرية من مسرحيات وروايات لاسيما الأديب مصطفى نطور التي لم تنل حسبه القدر الكافي من الترويج بالإضافة إلى أعمال الشعراء على غرار  مسعود حديبي، ارزقي ديداني، الطيب طواهرية.

وعن تجربته الإبداعية التي ساهمت في تشكيل وعيه الفكري والفني، قال المتحدث “لقد عشنا في قسنطينة طفولتنا البائسة المؤثثة بالفقر وكان أول عنصر لعب دوره كما أظن في تشكيل وعي جيلنا هو البؤس والفقر والحرمان والضياع، هذه الوضعية التي كان عليها أغلبية الجزائريين عشية طرد الاستعمار ” ولهذا  يضيف المتحدث كانت “طفولة جيلنا قاسية إلي الدرجة التي جعلتنا نولد كبارا”.

للتذكير، محمد زتيلي شاعر وكاتب وإعلامي ابن مدينة جيجل ، تربى على حفظ القرآن على يد والده الشيخ صالح في القرية ثم في قسنطينة، انتسب لجمعية الإصلاح الأخلاقي ليتدرب و يصبح من الوعاظ والمرشدين والأئمة كان ذلك بين 1966و1970، عرف بكتاباته الجريئة، و منها سلط الضوء على القضايا المتعلقة بالتحرر و الحداثة و حرية الرأي و التعبير، فعرف بالمثقف المناضل، وقد مكنته تجربته الواسعة في إدارة المؤسسات الثقافية من أن يحتجز له مكانا خاصا في الساحة الإبداعية ، حيث شغل عدو مناصب منها عضو في اتحاد الكتاب الجزائريين و مسؤول المكتب الجهوي لاتحاد الكتاب والصحفيين من 1981 إلى 1990، إلى عضو منتخب في المجلس الأعلى للإعلام من 2001 إلى 2005، ثم عضو هيئة تحرير مجلة أمال لوزارة الثقافة، ويعد من مؤسسي أول جريدة مستقلة في الجزائر رفقة الكاتب والصحفي مصطفى نطور، صدرت في أكتوبر 1990، عين مدير تحرير جهوي على مستوي الشرق لجريدة الخبر، كما تولى مسؤوليات عديدة منها: عضو مؤسس مهرجان محمد العيد آل خليفة 1981 ببسكرة، عضو مؤسس في عدة ملتقيات، كما أسس نادي فكر وفن بقسنطينة قبل أن ينقل إلى سطيف، أحيا نادي المزهر الذي أسسه الشهيد أحمد رضا حوحو عام 1946 .

من أعماله الأكواخ تحترق رواية صدرت في طبعتين، فصول الحب والتحول، الضفدعة والمطر قصة للأطفال، فواصل في الحركة الأدبية والفكرية الجزائرية – عودة حمار الحكيم و هو يدخل في باب الكتابات الساخرة، إضافة إلى الأعمال الشعرية صدرت له منها 04 مجموعات ، وله تحت الطبع كتب عديدة منها قصص للأطفال.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى