المجاهد معمر جقاقن يعود لمظاهرات 8 ماي في مذكراته الجديدة

أصدرت دار نشر الحضارة بالعاصمة، مذكرات المجاهد معمر جقاقن، والذي تناول فيها بالتفصيل تاريخه النضالي خلال الثورة التحريرية المجيدة والذي كان يرتكز في منطقة “متيجة”، كما سلط فيها الضوء على مظاهرات 8 ماي 1945، بمنطقة البليدة.
جاءت مذكرات المجاهد معمر جقاقن مليئة بالشهادات الحية للتاريخ الثوري لمنطقة متيجة وتحديدا مدينة البليدة المدينة التي عاش فيها، حيث قدم صورا عن وحشية المستعمر الذي لجأ إلى كل أشكال العنف ضد المتظاهرين الذين قدر عددهم بمدينة البليدة بحوالي 08آلاف شخص، مشيرا إلى أن أول شهيد سقط في هذه المظاهرات بمدينة البليدة يدعى بن مراح محمد الذي قتل والعلم الوطني في يده، كما تطرق المجاهد جقاقن إلى خيانة أحد القادة المدعو بلحاج جيلالي الذي كان مناضلا منذ الساعات الأولى في الثورة وعقد اجتماعا بمزرعته لتشكيل منظمة شبه عسكرية لتقوم بمهمة حرب العصابات، مشيرا إلى أن هذا الخائن مارس الوشاية ضد إخوانه إلى السلطات الفرنسية قبل أن ينتقل إلى جيش العدو بعد اندلاع الثورة التحريرية، ويضيف بأن هذا الخائن الذي تقلد مناصب مسؤولية في المنظمة الخاصة قبل خيانته كان له دور فعال في تفكيكها وتوقيف مسؤوليها سنة 1950، كما قام بعد اندلاع الثورة بتشكيل قوة خاصة عسكرية في منطقة عين الدفلى يدعمها الجيش الفرنسي، وتتقدم للسكان على أساس أنها قوة تابعة لجيش التحرير الوطني، كما تطرق جقاقن في مذكراته إلى اندلاع ثورة التحرير بمنطقة البليدة ومشاركته فيها، وتحدث عن دور الشبكات السرية وتنظيم المراقبة، وكذا التحضير السياسي للعمل المسلح قبل اندلاع الثورة، معرجا على مختلف المعارك التي شهدتها المنطقة والتي شارك فيها، ومنها مقتل مفتش الشرطة بن قليل بمدينة البليدة، والعمليات التي نفذت من طرف فدائيين في سنة 1955، وسرد قصة التحاقه بكتيبة العمارية بولاية المدية إلى نهاية مساره في الجهاد بمهمة كلف بها في صيف 1962، أثناء الأزمة التي نشبت بين الحكومة المؤقتة وجيش الحدود، ويضيف جقاقن بأنه كلف بالاتصال برئيس الحكومة المؤقتة بن يوسف بن خدة لإبلاغه برغبة المجلس بإلغاء التجمع الذي كان قد برمج تنظيمه بمدينة البليدة، وفي السياق ذاته تحدث جقاقن عن فرار المجاهد أحمد بن شريف من السجن، والاتصالات التي أجراها مع المجاهدين وهو يتواجد بسجن البليدة عن طريق حارس السجن، كما شملت مذكراته شهادات حول مراكز التعذيب، و تطرق أيضا إلى ديغول والثورة، ومحنة سلم الشجعان، إلى جانب مظاهرات الفاتح جويلية 1960، ومنظمة الجيش السري بالبليدة
للإشارة، المجاهد معمر جقاقن من مواليد 12 ديسمبر 1936 ببوعرفة بولاية البليدة، التحق بثورة التحرير الوطني في سن مبكرة، وقال عنه قائد الولاية الرابعة المجاهد يوسف الخطيب بأنه كان نموذجا للمجاهدين الذين التحقوا صغارا بثورة التحرير دون أدنى تدريب، وأعطاهم جيش التحرير كل ثقته وحملهم مسؤوليات كبيرة، وكان معمر جقاقن يضيف يوسف الخطيب أهلا لهذه المسؤولية.
نسرين أحمد زواوي